عبد
الحليم خدام في مرحلتين ...
المعارضة
في مرحلة واحدة !
الدكتور
/ نصر حسن
يبدو أن التناقض بات في حكم
القانون لدى قوى المعارضة
السورية في فهم وتفسيرالأمور
والظواهر الفكرية
والسياسية ومفردات الحياة
الأخرى التي تلف حركة المجتمع,على
أن مألوف المعارضة السورية في
مسيرتها الطويلة هو السجال الذي
يعبرعنه واقع الحال ! هل الإجماع
أو التوافق على
موقف ما أصبح من المحال ؟ .
هذه الخلخلة والجلجلة الذي
أحدثها /عبد الحليم خدام / عندما
أنهى مرحلة من مسيرته وانتقل
إلى مرحلة أخرى ,والتي اختلفت
كالمعتاد قوى المعارضة حولها
وتباينت بين مؤيد ٍ ورافض ,ولمحاولة
الإستفادة من تلك الخطوة
ولمصلحة سورية قبل كل شيء ,وتقريبا
ً للأمور وتكثيفا ً للأحداث (
وبأمانة وموضوعية وحسب معرفتنا
ومعايشتنا للأحداث من جهة ,
واعتماد التحليل والمعلومات من
جهة أخرى ) نعرض المرحلتين وجها
ً لوجه بتجاورفي المكان وتسلسل
في الزمان تاركين الحقائق تتكلم
والمهتمين أن يشاهدوا ويقرؤوا
المرحلتين كل حسب مايريد وبشكل
عقلاني بعيد عن الأحكام المسبقة
والتصرف بحدود مايملك من قدرة
على التحليل والتأويل ,على أن
تكون مقاربات النظر إلى الموضوع
مبنية على الأساس السليم وعدم
التجمد في ملابسات لحظة ٍ ما ,
وهذا يتطلب الإبتعاد عن تراشق
التهم والمديح والتمسك بعروة
النظر الصحيح والإنتقال من
الأقوال إلى الأفعال لأن سورية
بوضعها الراهن المعروف لم يعد
يتحمل الكثير من ضياع
الجهد والوقت
في عقم السجال
!.
المرحلة الأولى :
صخب الإيديولوجيات التي طبعت
مرحلة الستينيات من القرن
الماضي طغى عليه صخب العسكر في
سلسلة من الإنقلابات السريعة
التي أجهضت مشروع الوحدة
والتحرير والتقدم ,كانت
بداية الفشل تتمثل في سيطرة
الجيش وضرب الحياة السياسية
المدنية مع الثامن من آذار ,1963واستلام
حزب البعث السلطة , الذي كانت
ملامحه وطنية واضحة ولديه قوة
شعبية كبيرة أجهضها العسكر
بعضهم عن قصد والبعض الآخرعن
بساطة في الفهم والفعل وقلة
الحرص وعدم الجدارة بتحمل
المسؤولية,كانت أصوات الدبابات
أعلى بكثير من أصوات المبادئ
وحلت الفردية محل صيغ العمل
الجماعي وباختصار بدأت
الصراعات تعصف بالحزب والعسكر و
سورية على حد ٍ سواء ,إحدى ملامح
الصراع هو أحداث حماة الأولى في
نيسان 1964 , والذي كان/ عبد الحليم
خدام / محافظ حماة في حينها
! الصوت الوطني يأخذ أقصى
مداه محليا ً وعربيا ً وكان الهم
العربي عنوان المرحلة
من الجزائر إلى فلسطين إلى
كل أجزاء الوطن العربي ,الوحدة
الوطنية في أفضل صورها ,
والتعايش بين أبناء الوطن غاية
في التلاحم والتوحد ,مجموعة من
المصلين في جامع السلطان وسط
مدينة حماة يمارسون واجباتهم
الدينية العادية المعتادة ,
الدبابات والمدفعية تحاصر
الجامع وتهدمه على رؤوس المصلين
ويعتقل الناجين منهم ويتعرضون
لأسوأ أنواع التعذيب وبمعرفة
المحافظ في الصورة والصوت ! كانت
الهزة الطائفية التجريبية
الحية التي عبرت عن خفايا
المخططات وبواطن الأمور, ويحتدم
الصراع بين (الرفاق) والذي كان
هدفه الأساسي هو تجاوز الطرح
القومي والعبور على الطرح
القطري الوطني إلى مستنقع
الطائفية البغيض , كان الفاعلون
في الأحداث قلة طائفية مبرمجة
وكثرة وطنية متفرجة تائهة بين
طقوس السلطة والمصالح الضيقة
والأنانية , وبتخطيط من القيادة
القطرية وعلى رأسها/ صلاح جديد
وحافظ أسد/ تم الإطاحة بالتنظيم
القومي وبالرئيس/ أمين الحافظ /
وتسلمت السلطة اللجنة العسكرية
في /23/شباط , 1966 وبشكل مباشر من /صلاح
جديد وحافظ أسد/
وبرئاسة /نور الدين الأتاسي
/ وقف/عبد الحليم خدام / مع
القطريين ضد القيادة القومية
التي أطيح بها ووضعت في سجون
الأمة العربية الواحدة ! وأول
نتائجها هو نكبة حزيران واحتلال
الجولان عام 1967,واستمر/ حافظ أسد
/ في إلغاء كل معارض له حتىعام
/1970/ تجاوز الثوار الطرح الوطني
إلى الحركة التصحيحيةالتي مثلت
الطائفية السياسية وأحيل/ صلاح
جديد ونور الدين الأتاسي/
وكثيرين إلى سجون رفاق الأمس ,و /حافظ
أسد/ وزير الدفاع الخاسر في
الحرب التي
نتج عنها احتلال
الأرض الوطنية أصبح رئيسا ً
لسورية منفردا
ًبكل شيء
وبدون حدود
, وقف / عبد الحليم خدام / مرة
أخرى مع المنتصرين الطائفيين ! .
الحركة التصحيحية بقيادة حافظ
أسد إلى الأبد هي الإطار
السياسي الذي حكم سورية لسنوات
طويلة عجاف , وهي عمليا ً تمثل
فرد استطاع ببراعة وقوة السلاح
أن يضع نفسه المعبر الوحيد عن
أهداف
الأمة وحارس طريق الكفاح !
وتفاصيل محطاتها معروفة وخاصة ً
الأحداث الدامية التي شهدتها
مرحلة الثمانينات والتي عمت
معظم المدن السورية وكانت أشدها
دمارا ً ووحشية ً هو هدم مدينة
حماة فوق ساكنيها والتي ذهب
ضحيتها عشرات الألوف من الشهداء
والمفقودين والمهجرين وأحدثت
جرحا ً وطنيا وإنسانيا ًلازال
ينزف إلى الآن,رافق ذلك
وبالتوازي دخول الجيش العربي
السوري كقوات ردع عربية إلى
لبنان ,تحولت إلى قوات قتل وقمع
للمقاومةالفلسطينية والحركة
الوطنية اللبنانية وغلق نافذة
الحرية الوحيدة والمزعجة
للنظام ومسلسل الأحداث معروف
للجميع ,ولحقبة طويلة من
الطائفية السياسية بكل
انهياراتها وكوارثها الممتدة
حتى لحظة وفاة/ حافظ أسد / ووراثة
سورية من قبل الإبن" بشارأسد"
وملابساته الدستورية ,مرة أخرى
يقف/ عبد الحليم خدام/ في ظل"
الرئيس " الوريث الجديد
ورغم الكثير من المفارقات
في العمر والتجربة والكفاءة
والمعرفة بخفايا الأمور
والقدرة على تسييرها
! يرتبك الإبن الوريث في
السيطرة على الأمور ومعه يرتبك
الكثير من رموز النظام
ويعجزوتنقصه القدرة على تنفيذ
وصايا والده ويغرق ومعه النظام
وسورية في مستنقع من الأخطاء
وبشكل خاص على الساحة اللبنانية
المليئة بالتناقضات وتقاطع
الرغبات والمصالح الإقليمية
والدولية وصولا ً إلى الهروب من
لبنان مودعا ً بالحقد والكراهية
ليواجه أزماته وتناقضاته
المركبة في الداخل وتضيق عليه
الخيارات على كافة المسارات ,ولعل
اغتيال المرحوم / رفيق الحريري /
وأيا ً كان القاتل فإن النظام في
دائرة الجريمة , وفي مركز
الزلزال الذي ستهز قواه
الإرتدادية بعنف ماتبقى من قصور
وعروش وستكون نتائجه كارثية على
الجميع ,سفينة النظام تغرق
وسورية توشك على الغرق وفي هذه
اللحظة الخطرة قفز /عبد الحليم
خدام / بمهارته المعروفة من
السفينة الغارقة تاركا ً النظام
وسورية
والمبادئ ورفاق الدرب
تتقاذفهم أمواج عاتية في محيط
الظلمات ,
كلمة حق
تقال :
كان " الرفيق "
خدام أحد
الفاعلين الأساسيين في
مسيرة الصمود والتصدي وفي رسم
ملامحها
الدامية
والمظلمة
والفاشلة
والفاسدة
وبكل
المقاييس
والمعايير
وعلى كافة
الجبهات والطرقات .
المرحلة الثانية :
لاشك أن / عبد الحليم خدام / عندما
قفز من سفينة النظام الغارقة قد
وصل إلى تقييم صحيح وقناعة
كاملة بأن النظام في غرفة
الإنعاش التي تتحكم بها قوى
داخلية تتخلخل وتفقد السيطرة
على الأمور تدريجيا ً وخارجية
لها حساباتها الخاصة في مسألة
التغيير في سورية ,وبكل الأحوال
فإن التغيير مرهون بحسابات
إقليمية ودولية ,وأن عوامل
التغيير الداخلي لم تنضج وليست
بالقوة التي تمكنها من إحداث
التغيير المطلوب ,على أن
التغييرالفجائي الداخلي من قبل
الأطراف الفاعلة التي تمسك
مفاصل القوة وتتحكم بموازينها
هواحتمال ضعيف ,وهوعلى معرفة
عميقة ودراية
كافية بوضع
سورية ,
هذه نقطة
تسجل له
ولايستطيع أن ينافسه بها أحد
لأنه كان واحدا ً من أهل البيت
لأكثر من أربعين عاما ً خلت ,
يبقى الشكل
العملي
المرن والآمن
الذي طرحه
( إعلان
دمشق ) للتغيير
مرهونا ً بقوى
داخلية وطنية تنتظر اللحظة
المناسبة لتقول كلمتها بشكل
سلمي في حتمية التغيير
الديموقراطي الذي أجمعت عليه
المعارضة وبدأت تتشكل في الخارج
والداخل بعض
أطره للتحكم
وتسريع عملية التغيير
والحفاظ على مضمونه الوطني الذي
يحفظ سورية من الإنهيار في هذه
اللحظات العصيبة التي تمر بها
الآن .
العبودية هي التي تدفع الإنسان
إلى العيش في كهوف الباطنية
والتصرف وفق طقوسها ومعطياتها
وأهدافها والخضوع لبشاعتها ,
والحرية ( العُمَرِيَّة ) هي
التي تعبر عن مكنونات النفس
البشرية وقيمتها , وفيها يعيش
الإنسان إنسانيته بكامل
أبعادها المرتكزة على التعايش
المشترك والحس الإجتماعي
والحرص على حرية الآخرين
واحترام إرادتهم .
لعل /عبد الحليم خدام / الذي يعيش
عظمة الحرية ويلتقط أنفاسه من
جديد ويستنشق نسيم الحرية
البعيد عن سموم السلطة الظالمة
والفاسدة , يراجع الكثير من
الحسابات ويتوقف طويلا ً وربما
حائرا ًعند العديد من المحطات
الإرادية والإجبارية في مسيرته
الطويلة مع السلطة والسلاطين ,
باختصار يحاول الرجوع إلى لونه الإنساني
الحقيقي ودوره الوطني ,هو في
لحظة وجدانية
تفرضها
طبيعة
الإنسان وحرية
المكان
والزمان وحاجة الأمان ومستقبل
الأوطان ,هو في لحظة إخراج جديد
لفرد قديم بملامح جديدة علها
تكون لهذا الوطن مفيدة ! وهذا
محض تقدير
, بعيدا ً عن
غوغائية
المدح والقدح
والتبرير .
والمهم الآن أنه خارج النظام
وهذا شيء مفيد , وخارج
المعارضة على الأقل
إلى الآن
وهذا غير مفيد , وفي
مقابلته مع قناة العربية
الفضائية ومقابلات صحفية
قليلة لكنها
تصلح لتكون أساسا ً مبدئيا ً
لتقييم الموقف حول هذا الموضوع ,
تقييم واضح بأنه غادر مواقع
النظام , لكنه لم
يقل إلا القليل القليل حول
مسيرة النظام
ودوره فيها , وقد
يكون في حينها (
مكرها ً
أخاك
لا بطل ) وقد
لا يكون
! على أن الذي قاله وبوضوح
بخصوص عملية
اغتيال المرحوم / رفيق
الحريري / ودور النظام
في ذلك وعلى رأسه /بشار أسد /
نفسه ,( يرجى قراءة المقال :
سورية والجريمة كوم ! من سيدفع
فاتورة مجلس الأمن هذه المرة ؟ !
أخبار الشرق – مقالات بتاريخ
/22/9/2005/ , وعبد الحليم خدام :
الحديث الخطير- مركز الشرق
العربي – مشاركات في/3/1/2006) ورغم
حجم الكارثة وتفاعلاتها
لبنانيا ً وسوريا ً ودوليا ً فهي
أصبحت من الماضي وورقة أو عصا
في أيدي القوى الفاعلة التي
تتحكم بلعبة التغيير
والتطويرالديموقراطي في
المنطقة ,تضرب بها من تشاء ومتى
تشاء ! .
ورغم حجم الكارثه الذي وصفناه
سابقا ًبالزلزال وحاليا ً بالفخ
لترتيب الكثير من الأمور وتحقيق
العديد من الأهداف لكن هذا لا
يمثل برنامج المعارضة السورية
بقدر مايعبرعن موقفها في معرفة
الحقيقة ومحاسبة الفاعلين في
تلك الجريمة , على هذا الأساس
يجب أن يكون الحديث بنفس الوضوح
حول الموقف من النظام وبشكل خاص
قبل وراثة / بشارأسد / له
والدور الذي لعبه / عبدالحليم
خدام / وبالذات المحطات الدموية
التي مزقت الشعب والوطن وفتتت
قواه وأوصلت سورية إلى ما هي
عليه من انهيار الآن ,لأن ماحدث
من ظلم هو
منبع كل
الأزمات وأساس كل الحلول ,
واستطرادا ً فإن الذي تنتظره
قوى المعارضة والشعب
من /عبد الحليم خدام / أن
يقول كلاما ً آخر لم يقله بعد
على الأقل علنيا ً ولم نسمع سوى
حديثا ً قديما ً مكررا ً عاما
ًعن الفساد
والإصلاح
لايصلح
أن يكون أساسا ً
لتقييم
جديد ودخول
مرحلة جديدة
إلى الآن .
مواقف بعض أطراف المعارضة من عبد
الحليم خدام :
كثرت الأقاويل والتحاليل حول
الأسباب التي دفعت / عبد الحليم
خدام /
لإتخاذ هذا الموقف , وتفاءل
البعض وتشاءم البعض الآخر ,وأبعدت
السلبية البعض وبقي متفرجا ً ,
وتعامل آخرين بشكل إعلامي وصحفي
وقتي في مقالةٍ هنا وتعليقٍ
هناك , وبعضهم تسرّع وتطوع
مهاجما ً والرجل لم يتفوه كلمة
واحدة بعد ظانا ً أنه لازال
نائبا ً للرئيس ! وبعضهم تبرع
ليمسح غبار الظلم عنه وحاول
تغطيته برداء البراءة من أفعال
النظام وسهام اللئام ,وبأول
إطلاله له على قناة العربية
الفضائية تنفس الكثير الصعداء,لكنه
قال مايريد قوله هو لا كما يريد
الآخرين أن يقول! وعزف كلماته
على نغم الأمراء , أمراء الحل
والربط في هذا الشرق الحزين !
على أن مشكلة سورية ليست هي
جريمة هنا أوجريمة هناك أو وصف
الفساد والفاسدين أوالحديث عن
الإصلاح والمصلحين ,بل هي أعمق
من ذلك بكثير وهذا ما يدركه /عبد
الحليم خدام / جيدا ًوبشكل كامل
وبأبعاده كلها ,وبغض النظر عن
الأسباب التي دعته لإتخاذ هذا
الموقف لاشك أن مغادرته هي
إضعافا ً للنظام
ويزيده ارتباكا ً على
ارتباك , لكن الذي نريده أن يكون
قوة ً للمعارضة كذلك ولو بعد حين
,وبداية صحوة وطنية لدي
الكثيرين من المخلصين الذين
لازالوا أسرى الإستبداد ووقود
الفساد وغطاء ً للطغاة في
امتهان كرامة العباد ,يجب أن
نعمل مجتمعين على أن لاتكون
حالة فردية معزولة,بل المساعدة
لفك الحصار عن الشعب وأن تتحول
إلى ظاهرة وحالة عامة وجماعية
لمغادرة مواقع الإستبداد
والإصطفاف في مواقع الوطن , وحتى
لايفهم ويتصرف البعض على أن
المعارضة السورية لها حراسا ً
على أبوابها تتحكم بمن يدخل
إليها وبمن يخرج منها , أو أن هذا
الطرف أو ذاك فيها هو الذي يعطي
الشرعية أو يمنعها عن زيد أو
عمرو من أبناء سورية نقول أن
بطاقة الدخول إلى فضاء المعارضة
يملكها الفرد نفسه وهي مسألة
إرادية ووطنية أساسها الحرص
والإحساس بالمسؤولية والتفاعل
والحوار للوصول إلى أفضل وأقصر
الطرق وأقلها كلفة وطنية
وأكثرها تمسكا ً بمصالح الوطن
وأوضحها استقلالية في عملية
التغيير .
إن تفاعل الأراء والحواروتبادل
الرؤى والإستعداد لقبول الآخر
الوطني المختلف واحترام
اجتهاده في الوصول إلى برنامج
ينقذ سورية من محنتها
والإبتعاد عن السجال هو
الشكل الوحيد الذي يعطي
الإنطباع بسلوك العمل
الديموقراطي وقيمه ,والذي يثبت
صحته وسلامته بالنقد المتبادل
والإحتكاك بالآخرين,وبالسلوك
الديموقراطي العملي وحده
نستطيع أن نتفاعل ونتكامل وننتج
المفيد لنا جميعا ً .
واستطرادا ًإن
الموقف من خروج /عبد الحليم خدام
/ يجب أن يكون موقف تأسيسي نعمل
على تحويله إلى ظاهرة يمارسها
كل الشرفاء في داخل سورية
للوصول إلى اللحظة التي يرى
الطغاة أنفسهم كالبعير الأجرب
معزولين ووحيدين في مواجهة شعب
بأكمله .
على أن
الكلام المفيد هو أن سورية لكل
أبنائها المخلصين والكمال لله
وحده وليس فينا من لم يرتكب
أخطاء بهذا القدر أو ذاك , ولكن
ضمن حدود مصلحة الوطن واحترام
كرامته وكرامة المواطنين التي
هي فوق الجميع وأنه لامكان
للمجرمين الذين فعلوا
الكبائرولا للفاسدين والمفسدين
الذين نهبوا ثروة الشعب وشوهوا
الوطن وأرجعوه عقودا ً إلى
الوراء وأوصلوه إلى حالة التمزق
والتخلف المخيفين .
على أن لقاء /عبد الحليم خدام / مع
هذا الطرف الوطني أوذاك , مع هذه
الجهة أوتلك يجب أن يكون خاضعا ً
للمصلحة الوطنية التي يقررها
المجموع والذي هو في صيغته
الحالية ( إعلان دمشق ) وأن الأمر
هو موضوع وطني وليس موضوع
فقهي أو وصفي .
بقي أن نقول بشكل عابر : أن /عبد
الحليم خدام / الذي عمل مع / حافظ
أسد / المعروف بصفاته خمسة
وثلاثين عاما ً من تاريخ سورية
التي أهانت الشعب وجردته من كل
الحقوق ,هو ليس من نوع الطائر
الذي يضع بيضه في أعشاش
الطيور الأخرى ,بل كان بعض
سلوكه " الأنوق "
!.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|