ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 23/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المؤتَمِرون والمُعَارِضُ الأولُ في سورية !..

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

عباقرة حزب البعث الحاكم في سورية لا مثيل لهم، وعبقرية قادة التضليل في النظام السوري.. لا حدود لها، فقد جعلوا من سورية.. بلدَ الحضارة والتاريخ الإنساني الحضاري العريق.. أنموذجاً للكوميديا التي يتندّر بها كل مَن هبّ ودَبّ في طول العالَم وعَرضه .

يقولون في سورية : إنّ شدة الفساد الاقتصادي والقِيَمي والسياسي الرسمي، قد بلغت درجةً مضحكةً.. على إيلامها.. ولدى سماعكَ بعض التحليلات والتبريرات السياسية التي يقوم بها أبواق النظام.. تكتشف أنّ درجة ذلك الفساد قد بلغت مَبلغاً عظيماً، يفوق الخيال الذي لم تبلغه قصص ألف ليلةٍ وليلة!..

تخيّلوا مثلاً.. أن يتناول المواطن في سورية قرصين من الأسبرين السوري الصنع المضاد للحرارة والآلام.. فتزداد درجة حرارته ارتفاعاً، وتزداد آلامه شدةً !.. أو أن تكون المضادات الحيوية السورية الصنع مثلاً.. مزرعةً نموذجيةً لنمو البكتريا والجراثيم !..

بوق من (المبوّقين) الموظفين لدى النظام في (قسم الأبواق) منذ نعومة أظافر أبيه.. قَهْقَهَ إلى درجة الانفتاق، لأنه اعتبر أنّ مصافحة رئيسه (الصامد) رئيسَ الكيان الصهيونيّ خلال مراسم تشييع بابا الفاتيكان.. ضَرْبٌ من خيال الشعراء، أو مرضٌ من أمراض العملاء.. وامتدّ به خَياله (الرشيد).. إلى درجة رؤيته ملايين السوريين في العاصمة دمشق وبقية المحافظات السورية.. يقهقهون كما يقهقه.. ساخرين من ذلك الزعم الذي فاق (بزعم البوق) حدودَ التخيّل المعقول لدى البشر.. لكن بعد ساعتين فحسب، يكتشف ذلك (المبوِّق)، أنّ الخيال أصبح حقيقةً ملموسة، فقد صافح رئيسُهُ الشخصَ العدوَّ الذي لا يُصَافَح !.. ثم يكتشف أيضاً، أنّ ملايين السوريين المقهقهين قبل ساعتين.. استمروا في القهقهة، لكن على البوق إياه هذه المرة، وعلى نظامه ورئيسه المثير (للإعجاب).. استمروا مقهقهين مزيداً من الساعات الإضافية، وانضم إليهم ملايين أخرى من أولئكَ الذين لم (تلحق) أوامر القهقهة المخابراتية، من الوصول إليهم قبل بثّ المصافحة المتلفَزَة على الهواء مباشرةً !..

بوق آخر أشد حُنكةً من الأول، لأنه لم يصل إلى منصبه الرفيع، إلا بعد اجتياز دوراتٍ مكثّفةٍ في فن التضليل (الخارق).. تحدّث عن مفهوم المعارضة في سورية.. وخرج بنتيجةٍ مذهلةٍ لا ينقصها الذكاء الثاقب، بأنّ رئيس النظام السوريّ بشار الأسد هو المعارِض الأول في سورية !..

لستُ متأكّداً تماماً من أنّ البوقين السابقين، قد تناول كل منهما قرصين فحسب أم أكثر، من الأسبرين الوطني، قبيل إجراء مقابلتيهما التلفزيونيتين.. لكنني أزعم، أنّ زواج وريث النظام ورئيسه من إحدى بنات العائلات السنّية، ولو أنها تنتمي إلى (الصمّ والبُكم).. قد يندرج (على مذهب الأبواق) تحت بند كون قيادة النظام الأحادية الشمولية الديكتاتورية.. تتقدّم صفوف معارضة النظام نفسه !.. وأنّ (تَفَضُّلَ) بشار الأسد بقبوله منصب الرئاسة.. يندرج في إطار التمويه على أجهزة المخابرات (العتيدة)، التي ليست هي مَن نصّبته رئيساً وريثاً على سورية.. كما يحاول تضليلنا به ويُدخله في عقولنا الباطنة قسراً.. ذلك المسئول الرفيع بمرتبة (بوق)!..

المهم.. نشاطات الأبواق الخارقة في سورية أكثر من أن تُحصَى هذه الأيام، ليس أولها الاحتفاء بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، الذي انسحب بموجبه الجيش السوري من لبنان انسحاب الذليل المُهان.. بسرعة البرق، بعد كلمتين ونصف ألقاهما سيد البيت الأبيض الأميركي، ولا نعلم إن كان سماسرة النظام قد وزّعوا الحلوى على روح مجدهم الآفل في لبنان، أو إن أطلقوا الألعاب النارية ابتهاجاً بالانتصار العظيم الذي حققوه بتنفيذ ذلك القرار المهين، وقد كانوا يرفضون تحقيقه (أي الانتصار العظيم) طوال ثلاثة عقود، هي سنوات تسلّطهم على لبنان الشقيق !.. نقول : ليس أولها ذلك، ولا آخرها انطلاق المسيرات (العفوية جداً) التي عمّت المحافظات السورية، وارتفاع العقائر والحناجر خلالها، إشادةً وتهليلاً وتعظيماً للخطوة الجبّارة الحكيمة المباركة.. بتنفيذ اتفاق الطائف، بعد خمسة عشر عاماً فحسب، من فوات وقت تنفيذه الحقيقيّ، المتفَّفَق عليه بتوقيع القاضي والأطراف والشهود العدول، بمن فيهم طرف المنتصرين المنسحبين الآن بسرعة البُراق !..

يحق لنا أن نعجب حقاً من الدكتور (البُجَيرمي) الذي يجوب العالم من أقصاه إلى أقصاه، لإعداد برنامجه الأسبوعي التلفزيوني : (طرائف من العالَم).. مع أن بين ظهرانيه أرقى الطرائف وأغربها وأكثفها، تجري على مساحةٍ، لا تتعدى المسافة ما بين الصالحية والمزة، مروراً بساحة الأمويين !..

أيها السوريون :

استمعوا إلى خطاب (المعارِض الأول).. في مؤتمر البعث القطري العاشر.. وأعيدوا الاستماع إليه.. ثم استمعوا كذلك إليه.. وابحثوا عن نسمة الإصلاح، التي راوغ (المعارِض الأول) وزبانيته لإقناع الناس بأنها قادمة من خلال مؤتمرهم هذا.. فمَن يجدها.. فليعلمنا بها، وأجره على الله !.. أما نحن، فقد قارنّا ما قيل في هذا المؤتمر العاشر، بما قيل قبله من مؤتمراتٍ قطرية خلال ثلاثة عقودٍ سابقة.. فلم نعثر على اختلافٍ بينها، سوى ما يتعلّق بصوت الخطيب وعَرضه وطوله (ارتفاعه) وشكل ثيابه ولون شَعره !..

أيها السوريون، المتابعون أخبار (المعارَضة) بزعامة رئيس النظام الوريث (المعارِض الأول) :

لا تعجبوا.. ولا تندهشوا.. إذا استيقظتم في يومٍ من الأيام قريب، على وَقْعِ بيانٍ سوريٍ رسميٍ متلفَزٍ ومُذاعٍ من كل القنوات الرسمية العاملة، بما فيها موجات الإف إم.. يقول :

(لقد حَكَمت محكمة أمن الدولة التي يرأسها وريث (فايز النوري).. بإعدام بشار الأسد شنقاً حتى الموت، تنفيذاً للقانون رقم 49 الصادر في عام 1980م، والقاضي بإعدام كل مَن ينتسب أو ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين السوريين) !..

نقول : لا تندهشوا، فنحن في زمن العجائب الرسمية، وسورية تعيش زمن الغرائب السلطوية.. وإذا ما كثرت العجائب والغرائب في سورية (وهي كثيرة حقاً).. فاقرؤوا على النظام العبقريّ السلام، واستعدوا للخروج بجنازته، وسبحان الحيّ الدائم الذي لا يموت !..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها  

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ