حالة
جديدة للطوارئ لترشيد التعذيب
المحامي
محمد أحمد بكور
حالة الطوارئ نظرية
فرنسية أخذت بها الدول الأخرى ،
و هي حالة أستثنائية لظرف طارئ ،
و تقتضية الضرورة كالحرب
الفعلية أو التهديد الجدي بها ،
و في حالات الكوارث الطبيعية
براكين زلازل فيضانات كما حدث
في تسونامي ........ ، ليتسنى
للسلطات أتخاذ الأجراءات
السريعة لتلافي الأخطار او
تحجيمها ، و هي محددة زماناً و
مكاناً ، ويجب ان لا تتسع او
تستمر أكثر مما تقتضيه الضرورة
الملجئه لها .
وفي سوريا فرضت
حالة الطوارئ بالبيان رقم (2)
لأنقلاب 8 آذار 1963 لمنع أي تحرك
مضاد و تثبيت السلطة ، و أستمر
حتى الآن و في ظله تم تصفية
المعارضة وقمع تحرك الأحزاب و
المنظمات والنقابات كما حدث عام
1980 ، و
بأسمه تمت كافة الأعتقالات
والتصفيات الجسدية و المجازر
الرهيبة و المحاكم الميدانية و
المقابر الجماعية في حماة و حلب
وسجن تدمر و جسر الشغور و غيرها
، والأعتقالات الأخيرة للمحامي
محمد رعدون رئيس المنظمة
العربية لحقوق الأنسان و أعضاء
مجلس ادارة منتدى جمال الأتاسي
و أخرها في 4/6/2005 الناشط في حقوق
الأنسان رياض درار .
من الغريب حقاً ان
يخرج علينا بعض ابواق التبرير
والتزوير بمقولات كاذبة
بمحاولة فاشلة للتضليل والخداع
، وللأسف ممن يحسبون أنفسهم على
المثقفين وحملة الشهادات ،
ولكنهم يمارسون دور معلم
الصبيان ، فتارة يدعون ان قانون
الطوارئ مجمد ، و اي قانوني او
سياسي او حتى متابع للشؤون
العامة يعرف بأن أصدار القوانين
وإلغائها لها آلياتها الخاصة
والجهة التي تصدرها أو سلطة
أعلى منها هي التي يحق لها
إلغاءها ، ولا نعلم حتى الآن
بأنه قد صدر عن الرئيس الذي يملك
بموجب المادة (101) إعلان حالة
الطوارئ و إلغائها قانوناً
بالألغاء أوالتجميد !؟ ويخرج
أخر يتبجح بدون حياء يوجد ترشيد
لقانون الطوارئ ، لقد أضاف هذا
المثقف الفذ مصطلحاً جديداً
لعلم القانون . فنحن نعلم ان
الترشيد للأقتصاد و الأستهلاك
للطاقة والماء والكهرباء ، ولا
ندري اذا كان الترشيد لحالة
الطوارئ هو ضرب المعتقل 500 عصا
بدلاً من 1000 ، واستخدام الكرباج
بدلاً من العصا أو أستخدام
الدولاب عوضاً عن الفلقة ، او
أستخدام صعقة كهربائية للموت
الرحيم بدلاً من صعقات متعددة
تترك ندباً واثاراً للمعتقل
الذي يستحق الرحمة ، واخر يردد
كالببغاء عن تقنين القانون دون
ان يعلم بأن قانون الطوائ هو
تقنين لحالات الضرورة و نظرية
الظروف الطارئة .
عفواً ايها السادة
هذا ليس تقنيناً و أنما تلقيناً
لكم من قبل الأجهزة . أن ترديد
هذه المصطلحات يدل أما على جهل
أو على تجاهل لأستغفال عقل
المواطن مع سبق المعرفة و
الأصرار ، وفي الحالين يقال :
إن كنت تـدري فتلك
مصيبــة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة
أعظم
نكرر و نؤكد على ما
ذكرناه مرات عديدة بأنه لا
أصلاح ولا تغيير في ظل حالة
الطوارئ التي تعطل الدستور و
القوانين والقضاء العادي و تطلق
يد المخابرات دون حسيب او رقيب .
و نطالب بإلغائها
بأسرع وقت و اطلاق الحريات
العامة حفاظاً على المصلحة
الوطنية .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|