الخائفون
على سورية:
مَن
هم ؟ وممّ يخافون ؟ وعَلامَ
يخافون ؟ وماذا يعملون ؟
عبد
الله القحطاني
كَثر الخائفون على سورية في
الآونة الأخيرة.. وأبرزهم ـ فيما
نحسب ـ الفئات التالية:
1) شعب
سورية ـ وعلى رأسه قواه
المعارضة ـ :
أ ـ فممّ يخاف ؟
• من
استمرار عهد الفساد والاستبداد
، الذي يدمّر البلاد ويهلك
العباد..
• من
أن تتّخذ بعض القوى العظمى ، من
جرائم الزمرة الحاكمة
المستبدّة ، ذريعةً لاجتياح
سورية ، وتدمير مابقي فيها،
ممّا لم تدمّره قوى الاستبداد
والطغيان بعد..!
ب ـ
علامَ يخاف ؟
يخاف
على وطنه و استقلاله ، وعلى
أبنائه وحريّاتهم وحرماتهم
وكراماتهم ودمائهم وأرزاقهم ،
وعلى أرضه وثرواتها ، وعلى
مقدّساته وثقافته وأخلاق
أجياله..!
ج ـ ماذا يعمل ؟
يكافح
، مااستطاع ، عبرَ قواه الحيّة
جميعاً، وطاقاته الفاعلة
كلّها، لتحرير بلاده من
الاستعمار الداخلي ، وتجنيبها
خطر الاستعمار الخارجي ، الذي
يهدّدها بسبب ممارسات
الاستعمارالداخلي..! فكلاهما
وجهان لعملة واحدة ، وكلّ منهما
سبب لوجود الآخر في بلادنا..
الخارجي دعَم الداخلي وقوّاه ،
والداخلي ربط مصيره بالخارجي ،
ثم بات يرتكب جرائم دوليّة
خطيرة ، تستدعي التدخّل الدوليّ
في بلادنا..!
2) الزمرة
الحاكمة في سورية ـ ومعها
أتباعها وأزلامها والمستفيدون
من بقائها في السلطة ـ :
أ ـ
ممّ تخاف ؟
* ـ
تخاف من تحرّك شعبها ضدّ
تسلّطها وفسادها واستبدادها..
* ـ
وتخاف من تحرّك المجتمع الدوليّ
، ضدّ جرائمها الدوليّة ، ممّا
قد يؤدّي إلى محاكمة رموزها ،
ثمّ إلى إسقاطها عن كراسي الحكم..
ب ـ
علامَ تخاف ؟
*
ـ تخاف على مناصبها من الضياع ،
وهي التي تمكّنها من التحكّم
بمصائر العباد، ونهب ثروات
البلاد..
*
تخاف على أنفسها، من أن يزَجّ
بها في السجون ، أو أن تُضطر
إلىالهرب من البلاد، حفاظا على
الأموال التي سرقتها من قوت
الشعب ، وعلى حريّاتها من أن
تقيّد في السجون، بعد محاكمات
عادلة ، تكشف جرائمها التي
ارتكبتها بحقّ البلاد والعباد..
ج ـ
ماذا تعمل ؟
*
تناور وتكابر، وتحشد المطبّلين
والمصفّقين من أنحاء العالم
العربي ، تحت شعارات شتّى مثل (
الصمود..المجابهة..تحدي
الاستعمار والصهيونية..!) وتحت
مسمّيات شتّى، لمؤتمرات شتّى..!
* ـ
تَعرض صفقات (التسوية،
والتفاهم، والتعاون!) مع الدول
الكبرى، مقدّمةً التنازلات
المتوالية، للبقاء في كراسي
الحكم، وعدمِ إدانة رموزها
العليا بقتل الحريري..وتُوسّط
لذلك الوسطاء والشفعاء ، من
الأشقّاء العرب وغيرهم ..!
* تُسلّط أجهزة إعلامها على
فئات شتّى ، فتقذف بالتهَم
يميناً ويساراً، وتُلصق بكلّ
فريق التهمةَ التي تراها
مناسبةً له:
ـ
فالمعارضة الوطنيّة السوريّة
عميلة للاستعمار والصهيونية ..!
ـ
والقوى اللبنانيّة المعارضة
لحكّام دمشق، متآمرة مع أمريكا،
لخدمة مشروعها الإمبريالي، في
الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط
..!
ـ
وأوروبّا متواطئة مع أمريكا،
وأبرز المتواطئين فرنسا..!
ـ
ولجنة التحقيق في قتل الحريري،
مسيّسة منحازة ، خاضعة للهيمنة
الأمريكية..!
ـ
والإعلاميّون الذين يقولون
كلمة لاتخدم سياسة النظام
السوري ، عملاء كلّهم متآمرون
خونة..!
*
تهرّب الأموال الطائلة، التي
نهبتها من ثروات البلاد ، إلى
الخارج، تحسّبا للاحتمالات
السيّئة..!
3) إسرائيل:
أ ـ
ممّ تخاف ؟
* ـ
تخاف من سقوط النظام الحاكم في
سورية..
* ـ
وتخاف من أن يحكم سورية بديل
ديموقراطي، لايناسب المصالح
الإسرائيلية..!
ب ـ
علامَ تخاف ؟
* ـ
تخاف على الجولان ، من يأتي حكم
وطني سوري يطالب به ، ويعِدّ
العدّة لتحريره، بعد أن ظلّ
النظام الحالي الذي سلّمه
لإسرائيل، يحميه قرابة أربعين
عاماً.. يحميه من أن يتسلّل إليه
أيّ مخلوق يمكن أن يعكّر صفو
الأمن على الحدود المشتركة بين
سورية وإسرائيل ، حتّى لو كان
هذا المخلوق دابّة عجماء..!
* ـ
تخاف على هيمنتها في المنطقة،
من أن تَضعف، أو تحجّم، بوجود
حكم وطني قويّ في سورية ، يتصدّى
لعربدتها وغرورها وتهديدها
لدول المنطقة..!
ج ـ
ماذا تعمل ؟
* ـ
تعارض إسقاط النظام
السوري،عبرَ قوى الضغط
الموالية لها في أمريكا، وعبرَ
الجناح الأكثر صهيونيّة في
حكومة المحافظين الجدد في
أمريكا..!
* ـ
يصرّح قادتها الكبار، الساسة
والعسكر وضباط المخابرات، في
وسائل الإعلام الإسرائيلية
علناً، بأنّ وجود النظام السوري
الحالي ضروري لأمن إسرائيل..!
4) ايران:
أ ـ
ممّ تخاف ؟
* ـ
تخاف من سقوط النظام الحاكم
في دمشق، حتّى لو ظلّت سورية
ساقطةً بين مخالبه إلى يوم
الدين..!
ب ـ علامَ تخاف ؟
* ـ
تخاف على نفوذها المتنامي في
سورية، منذ بداية ثورة الخميني
وإلى اليوم، عبر تمدّدها
المذهبيّ، الذي يوفّر لها
تمدّداً سياسياً، تستثمره
بطرائق شتّى حاضراً ومستقبلاً..!
* ـ
تخاف من أن ينكسر نفوذها في بلاد
الشام ، عبر كسر الحلقة الأقوى
فيه، وهي النظام السوري ، ممّا
يؤدّي إلى إضعاف هذا النفوذ ـ
أوتدميره ـ في لبنان وغيره..!
ج ـ
ماذا تعمل ؟
* ـ
تكثّف الزيارات المتبادلة بين
قادتها وقادة النظام السوري،
لدعم موقف هذا النظام وتقويته..
* ـ
تطلق التصريحات المتوالية على
ألسنة قادتها، بأنّها ستدعم
سورية ضدّ أيّ عدوان..
* ـ
تحرك العناصر الموالية لها في
لبنان ، لاتّخاذ مواقف في
السياسة اللبنانية الداخلية
موالية لنظام الحكم السوري ،
داعمة لمواقفه، حتّى فيما يتعلق
بالشأن اللبناني الداخلي،
إضافةً إلى معارضة هذه العناصر،
لمطالب الساسة اللبنانيّين،
بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة
المتورّطين بقتل رئيس وزراء
لبنان السابق رفيق الحريري..!
5) بعض الحكّام العرب:
أ ـ
ممّ يخافون ؟
* ـ يخافون من سقوط النظام
السوري ..
ب ـ علامَ يخافون ؟
* ـ
يخافون على كراسيهم من أن
تهتزّ، أو تتعرّض للاهتزاز،
أسوةً بكراسي حكّام دمشق..
ويسمّون حرصهم على النظام
السوري حرصاً على الاستقرار
الإقليمي..!
ج ـ
ماذا يعملون ؟
*
يكثّـفون الزيارات والشفاعات
والوساطات ، بين النظام السوري
والقوى الدوليّة الفاعلة في
العالم وفي المنطقة، لحمل
توسّلات النظام السوري
والصفقات التي يعرضها على القوى
الدوليّة ، لقاء بقائه في
السلطة، وعدم إدانة رموزه
العليا بجريمة قتل الحريري..!
6) الهتّافون والمصفّقون ( من
خارج سورية):
وهؤلاء
أصناف شتّى ، منهم المؤيّدون
ولاءً أوارتزاقاً، ومنهم
المؤيّدون غفلةً وانخداعاً
بالشعارات التي يرفعها نظام (الصمود
والتصدّي!)..
أ ـ
ممّ يخافون ؟
* ـ
يخافون من سقوط النظام الحاكم
في سورية..
ب ـ
علامَ يخافون ؟
* ـ المرتزقة يخافون على
أرزاقهم..
* ـ الموالون سياسةً أو(
أيديولوجيةً) يخافون على
مايمثّله نظام دمشق لهم من
حراسةٍ، للسياسة أو (الأيديولوجيا)،
فيما لو سقط هذا النظام، وحلّ
محلّه نظام وطني ديموقراطي صالح
عادل نزيه..!
* ـ المغفّلون المخدوعون
بالشعارات التي يتاجر بها
النظام السوري، يخافون على (الصمود)
من السقوط ، وعلى (التصدّي) من
الانهيار..فتحلّ الكارثة
الأبديّة بالأمّة من المحيط إلى
الخليج..!
ج ـ ماذا يعملون ؟ ( ماذا
يعمل هؤلاء ، وهؤلاء ، وأولئك..
جميعاً) ؟
* ـ
يعقدون المؤتمرات للخطابة
والتصفيق ، والهتاف بحياة
النظام السوري ، وقيادته
الملهمة الفذّة ، الصامدة في
وجه الاستعمار والامبرياليّة
والصهيونيّة، والمتصدّية
لمخططات هؤلاء جميعاً، بشجاعة
وحكمة وإخلاص.. والتي لاتحني
رأسها إلا لله وحده..!
* ـ
يكتبون في الصحف والمجلاّت ،
ويخطبون في الإذاعات والقنوات
الفضائيّة، وفي مواقع الإنترنت
، عن فضائل القيادة السوريّة
الملهمة، وعن عبقريّتها في
قيادة الأمّة ،على دروب المجد
والتحرير..!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|