ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 11/03/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

و يحكـى أن -12-

د/ محمـد الحكيم

و يحكى أنه في بلد كان اسمه سوريا كان المرحوم سعد الله الجابري رئيساً لمجلس النواب السوري المنتخب من تاريخ 17-10-1944 ولغاية 16-9-1945 ، وكان حين قدومه لدمشق الفيحاء من مدينته حلب الشهباء أثناء انعقاد دورات مجلس النواب يقيم في فندق الخوام الواقع في ساحة المرجة وسط دمشق ، وكانت العادة آنذاك أن تعقد جلسات المجلس يومياً الساعة الخامسة مساء ، وكان الجابري يخرج من فندق الخوام بعد ظهر كل يوم باتجاه طريق الصالحيه وصولا إلى مبنى البرلمان سيراً على الأقدام كأي مواطن عادي يلقي البسمة والتحية على المارة ويتكلم معهم ويحمل همومهم وآمالهم إلى مجلس النواب و يوزع الأمل والمحبة بين المواطنين , ولم يكن يرى من الحرج أن يصافح المارة ويسألهم عن أحوالهم و مشاكلهم، قبل أن يصل و يعلن افتتاح و يترأس جلسات البرلمان و يشرع للوطن .

لم يكن يرافقه في مسيرته اليومية هذه شلة الحراس المخيفين و لا عصابة المرافقين المدججين بالسلاح ، ولم يكن يركب سيارة المرسيدس السوداء المظللة الزجاج و لم تكن تقطع الطرقات له وتفتح إشارات المرور الحمراء على مصراعيها ، ولم تزأر سيارات المرافقة بصفاراتها الحادة المزعجة معلنة عن مرور موكب رئيس مجلس النواب.

و عندما كان في مصر عام 1947  يحضر اجتماعاً للجامعة العربية ممثلاً لوطنه سوريا و كان يومها رئيساً  للحكومة ألم به مرض ، فبقي في الإسكندرية للعلاج ، و قدم استقالته للرئيس شكري القوتلي ،  ثم انتقل الجابري إلى رحمته تعالى في حزيران عام 1947 وعليه ديون كثيرة ! ؟ لأن شأنه شأن أغلب رجالات سورية آنذاك ، باع أملاكه من أجل الثورة وطرد المستعمر الفرنسي. كان الجابري كشكري القوتلي , و خالد العظم , و فارس الخوري  و باقي رجالات الكتلة الوطنية التي شارك في تأسيسها و كان أحد أهم رموزها , وشأن كل مواطن سوري مخلص على مساحة الوطن يصرف من ماله الخاص على وظيفته , ولم يكن يبحث عن امتيازات أو مكاسب، و كان يعتبر المسؤولية تكليفاً و ليست تشريفاً ، و خدمة للمواطنين و ليست تسلطاً على رقابهم و جيوبهم.

      سعد الله الجابري ، ابن الشيخ عبد القادر لطفي الجابري مفتي حلب ، و ربيب بيت العلم والجاه والعز ، وابن العائلات العربية الحلبية العريقة و الغنية , و خريج أرقى الجامعات العثمانية و الألمانية ، و الذي تسلم أهم الوزارات في الدولة ( الداخلية و الخارجية ) و ترأس مجلس النواب و مجلس الوزراء ، مات و هو مديون !!؟؟ ،  لكنه بقي خالداً في أفئدة الوطن والمواطن لأنه كان يعلم أن كل شيء زائل وأن صفحات التاريخ تسجل العظماء في خانة البسطاء.

بينما ترى اليوم المتسلطين على رقاب الشعب في سوريا و قد ملك كل طماع نهم منهم مليارات الدولارات الأمريكية ، و هم الذين تسلقوا إلى السلطة و استولوا عليها على ظهر الدبابة العسكرية التي اشتراها الشعب من عرق جبينه و دماء قلبه لتحميه من الأعداء ، فكانت الوسيلة التي ركبها أراذل البشر ، و مرضى النفوس ، و فقراء القلوب ، و جوعى  البطون ، لنهب الشعب و الوطن و احتكار ثرواته و خيراته و قتل كل شيء جميل في بلد كان اسمه سوريا.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ