الطغاة
يستغلون البسطاء
ناصر
المؤيد
على مدى الزمان كله، من لدن آدم
حتى اليوم، لم يسجل التاريخ
للطغاة إنجازاً غير الكوارث
التي تحل بشعوبهم وأوطانهم،
فالطغيان هو العدو الأكبر
والأخطر للإنسان والأوطان... لا
يجادل في هذه الحقيقة التي
أصبحت بديهية إلى عمي البصائر
والبسطاء والغوغاء...
نقول هذا، ونحن نرى وفوداً من
البسطاء يستقدمها النظام
السوري ليستخدمها كديكور
تجميلي أمام شعبه المغلوب على
أمره، وهو يعلم علم اليقين،
أنها لا تملك له نفعاً ولا تدفع
عنه ضراً...
شيء مخزٍ حقاً أن يتمكن الطغاة،
الذين نكلوا بأبناء شعبهم،
وسرقوا أوطانهم، أن يتمكنوا من
استقدام واستخدام مجموعات
بشرية تنتمي إلى أحزاب وهيئات
محترمة، كما يستخدم رؤساء
العصابات بعض المغفلين الذين
يقدمون خدماتهم بحسن نية، وهم
يحسبون أنهم يحسنون صنعا...
إننا لا نستغرب أن يلجأ الطغاة
إلى هذا اللون من المكر، ولكنا
نستغرب أن يقع أناس محترمون
ضحية هذه الخديعة.
باسم الدفاع عن سوريا (وكل سوري
معني بالدفاع عن بلده قبل غيره)
يتم تجميل نظام مستبد أرعن...
هل يعلم هؤلاء الطيبون القوميون
منهم والإسلاميون جرائم هذا
النظام ضد أبناء شعبه؟! هل
يعرفون كيف وصل إلى الحكم، وكيف
استمر في الحكم، وكيف تم
التوريث؟! هل سمعوا شيئاً عن
حماة وتدمر وعشرات الآلاف من
المنفيين والمفقودين؟
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة
أو كنت تدري فالمصيبة أعظم
إن هؤلاء الطيبين الذين يقفون مع
النظام في مواجهة أمريكا
والصهيونية بشجاعة وتحد، لا
يملكون شيئاً من الجرأة لمواجهة
النظام بمخازيه، أو على الأقل،
بمطالبته بإصلاح عاجل لا يحتمل
المراوغة والتسويف والتفلسف
الفارغ... فإن عجز أولئك الطيبون
عن فعل شيء من ذلك، فأولى بهم أن
ينكفئوا على أنفسهم، وألا
يضعوها في ذلك المكان المهين...
في خدمة الطغاة.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|