ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 16/03/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الاستراتيجية السورية

هاشم محمد*

تعتمد الاستراتيجية السورية في قضية ( التحقيق في اغتيال الحريري ) على المنطق التالي :

- لا مساس بالسيادة الوطنية

- الرئيس رمز السيادة الوطنية

- الرئيس لا يُسأَل ولا يُساءَل

وفي الداخل فإن الدستور ينص على أن ( الرئيس لا يسأل عما يفعل إلا في حال ارتكابه الخيانة العظمى والخيانة العظمى مسألة تقررها فقط المحكمة الدستورية العليا حصرا والتي يرأسها رئيس الجمهورية نفسه ) .

في المنطق الخارجي تقول الدعاية السورية : إن القوانين الوطنية أعلى من أي قانون خارجي حتى من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن .. ( وقد رد على هذا المنطق رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص بقوله : ماذا لو استخدمت إسرائيل هذه الحجة نفسها في رفض قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية وقضية الجولان تحديدا ؟ ) .

وتقول الدعاية السورية من جانب آخر : إن سوريا قررت التعاون الكامل مع المجتمع الدولي المتمثل في مجلس الأمن – ولو أنه يتآمر علينا - ومع جميع القرارات الدولية لبيان الحقيقة التي لا التباس فيها وهي " أن سوريا بريئة براءة كاملة إلا إذا سيس التحقيق " .

ومفهوم التسييس في نظرها هو " الاتجاه باتجاه تجريم سوريا " فكل خطوة في هذا الاتجاه هو تسييس بمعنى : " يجب أن يسير التحقيق باتجاه واحد حتى يكون نزيها ألا وهو اتجاه تبرئة سوريا " . سوريا بريئة ( وهي حقا بريئة ) وبالتالي كل سوري – وهنا الإشكال – بريء .. ولا حل آخر .

نحن قررنا ذلك وعلى الجميع أن يتقبلوا هذا القرار طائعين أو مرغمين .. وعلى التحقيق أن يتطابق مع قرارنا لنعترف بنزاهته . نحن الحق ونحن العدل ونحن السيادة .. والرئيس يبقى رئيسا حتى يغيبه الموت فلا يحاسب في حياته ولا بعد مماته لأن ابنه يكون قد استلم من بعده.. وهكذا شأن الآلهة ونسل الآلهة لا يسألون بأي حال من الأحوال عن أي عمل أو جريمة ارتكبوها أو سيرتكبونها في المستقبل .. هذا هو المنطق الذي يواجه العالم .. أما المنطق الذي يواجه به الرعايا العبيد في الداخل السوري فهو ( نحن الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه ولا يجوز أن يتلجلج صدر من صدور العبيد بالشك أو الريبة بل عليكم أنتم أن تثبتوا ولاءكم لنا ودفاعكم عن هذا المعتقد المقدس وأي تكاسل أو تقصير في الدفاع عنه يعني شيئا واحدا هو الكفر البواح والردة المحرمة والخيانة الوطنية التي تسقط عنكم كل الحقوق حتى حق الحياة أو تنفس الهواء .. بل إن من يجني هذه الجناية يورط عائلته وأقاربه إلى الدرجة العاشرة ) .. ولكني سأتجرأ وأتساءل هذا السؤال الفضولي الذي يلح علي كثيرا : لماذا يصر السيد مروان حمادة الذي تعرض للاغتيال من جهة مجهولة أن يلصق هذه التهمة على سوريا البريئة ؟ ما هذه الرغبة الجامحة لديه ليغطي على المجرم الحقيقي وينتقم من سوريا ؟ ولماذا يصر السيد سعد الحريري أن يعمي الأنباء ويضلل التحقيق ويأخذه باتجاه سوريا البريئة ؟ لماذا لا يحب كشف قتلة والده الحقيقيين ؟ أم كان متآمرا معهم على والده ليلطش ثروته التي حرمه منها ؟ ولكن ماذا عن عمته السيدة الفاضلة بهية الحريري التي كانت الدموع تغلي في عينيها أياما بعد الاغتيال المريع .. لماذا لم تقل لابن أخيها المتآمر .. قف ؟ ربما كانت متآمرة معه !! ولكن ماذا عن بقية الأسرة الكريمة لماذا رضوا جميعا أن يتآمروا على دم الشهيد ؟؟ ألهذا الحد يكون المال طاغيا ومحبوبا ؟ ألهذا الحد هانت عليكم سوريا البريئة ؟ وإذا كان الابن متآمرا على دم أبيه !!! فلماذا يتآمر الأب على دم ابنه في حالة الشهيد جبران تويني ؟؟ لقد راقبنا ورأينا جميعا بانفعال شديد كيف كان والده الرائع المرتاع يدفع الطوفان في عينيه من الانفجار .. لقد انفجرت أعيننا - نحن الذين نشاهد التلفزيون عن بعد – وبقي وحده يغالب الدمع الجامح .. نفس الأسئلة الدامعة الدامية يمكن تطرح مع الشهداء الأبطال وذويهم الصابرين ( جورج حاوي – سمير القصير – باسل فليحان .. ) والشهداء الأحياء ( إلياس المر - و مي شدياق ) .. لماذا يصرون جميعا على أن يذهبوا بعيداً عن المجرم الحقيقي .. ويتهموا سوريا البريئة ؟؟

ومنطق آخر تدلي به الاستراتيجية السورية في الدفاع عن النفس .. يقول : هاتوا دليلا ماديا ثابتا في هذا الاتهام ؟؟ وأتساءل : هل المطلوب أن يلقى القبض على الفاعل وقت ارتكابه الجريمة – بالجرم المشهود – حتى يكون الدليل مقبولا .. ؟؟ أليس من البديهي أن يحاول كل مجرم طمس كل أثر يدل عليه وخاصة إذا كان هو الممسك بزمام الأمن وإذا أتيحت له فرصة شهور ليقوم بذلك وتوفرت له إمكانية تهديد الشهود وذوي الضحايا وتوفر له غطاء واسع من قوى على الأرض استفادت منه طوال ثلاثين عاما ؟ فلا بد أن تبدأ الأدلة من سؤال الضحايا الأحياء وذوي الضحايا الشهداء عمن يظنون أنه الفاعل وإذا كذبت أحاسيس واحد منهم فلا يمكن تكذب أحاسيس الجميع .. وإذا حصل الإجماع من هؤلاء كان أكبر دليل .. ثم هذا التلطي وراء السيادة أليس دليلا آخر ؟ ثم هذي المراوغة في تقديم الشهود مثل " هسام هسام " و " الصديق " و " جرجورة " ... ثم إدلاء النائب الأول عبد الحليم خدام بشهادته .. ثم محاربة ميليس وتهديده .. وتقريره الأول والثاني .. و .. و .. كل ذلك أيها السادة يدعى تضافر الأدلة .. وفي سوريا لا يحتاجون لأكثر من 0001% منه ليجرموا من يشاؤون ويقضوا عليه بالإعدام أو السجن لمدد طويلة .. وإلا فما هو الدليل المادي للحكم على جماعة ربيع دمشق- وعلى كثير غيرهم - بتوهين روح الأمة ؟؟؟ ..

* كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ