ـ

ـ

ـ

الأحد 19/03/2006

سمير قصير في اعتصام دمشق

مروان حمزة

نعم بدت لي كالخيال صورة الشهيد سمير قصير. و سمعت صوته يهمس أمام القصر العدلي , مرفرفاَ كالفراشات ويقول بصوت رخيم :

عسكر على مين ياعسكر

وكنا نردد معه : على الآمنين ياعسكر

على الفلاحين ياعسكر

على المثقفين ياعسكر

على المطالبين بالحرية بدون إراقة قطرة دم واحدة ياعسكر .

وأظن وقد أكون جازماَ ، بأن عدنان أبو عاصي وشوكت غرز الدين قد سمعوه واستقووا بذلك ضد جحافل التتار والمغول اللذين عادوا من جديد ، عادوا ليدوسوا البشر والأحلام والأزهار الجميلة لقد عادوا بأبشع الصور ،لقد كانوا كالقطعان.

لم نفاجأ بما حصل ، كنا نتوقع أي شيء ، لكن أن يشن الهجوم بأعلام الوطن ؟؟؟ فتلك كانت المأساة !!!!

عندما سقطت سمر يزبك أرضاَ بضربة من أحدهم بصورة رئيس البلاد ،شعرت بالأسى والغصة تبتلع ماحولي ..ماذا أقول. ...حتى لو قلت فمن يسمعك..لا أحد ؟؟؟

تمنيت عندها أن يرى المسؤولون ومروضو هؤلاء ماذا يفعلون ؟ ماذا نفخوا في رؤوسهم غير العبارات البذيئة والأوصاف التي لا تردد ألا من أفواه أولاد الشوارع ، هل كان يدرك عمار ساعاتي أن تعاليمه هذه يمكن أن تكون مشروع رائع لرد الحيف ولتحرير الأرض العربية من العدو الصهيوني لو طورها قليلاَ ؟؟؟ هل كان يدرك .....؟؟؟

وليعلم هو ومسؤولوه بأننا ونحن نضرب كنا نضحك سخريةً على همجيتهم ، وعلى صمت قوى الأمن الداخلي ، على الضباط الذين كانوا يتباهون برتبهم من كل الأنواع. ..وكنا نتساءل :

ألم يتوقع أحد منهم أن يكون المعتصمون الذين لايحملون سوى أقلامهم وأحلامهم ،يحملون لافتات وأعلام فيها عصي مثل الذين يحملونها وبدأت المواجهة والعراك ،وكان الذي لا نتمناه

وبعد هذا هل لي أن أقول :

بأنه لدينا من القوة الكثير لنعالج جروحنا وألامنا في تلك الساعة مشحونين بزوادة ملؤها الأمل بغد أفضل ، ونعلم بوضوح من الفاعل ،ومن الصامت ، ومن الذي يشاهد كل مايجري من بعيد دون أن يحرك ساكناَ.

لكن . فرضاَ . لو جرح أو كسر أو تأذى واحد من هؤلاء الرعاع.!!! من المسؤول عن ذلك ؟ ماذا ستقولون لأهله عندما تسألون ؟ ؟ كنا في معركة ( تحرير ) للأراضي المحتلة !!

هل فكرتم للحظة بأنكم قد تمهدون بهذه التصرفات لمقدمات لاتكون لها خواتم ايجابية ؟؟

هل طلب إلغاء حالة الأحكام العرفية ورفع حزمة قوانين الطوارئ المستمرة منذ 43 عاماَ والتي تتعطل بموجبها المنظومة القانونية والدستورية للدولة. حيث تبقى تحت إرادة السلطة الاستنسابية للأجهزة الأمنية طلباَ خطيراَ ومشبوهاَ ومدفوعاَ من اميركا ؟؟؟؟؟؟ ،أظن بأنكم للأسف لا تقرؤون ياسادة .

للتذكير فقط .ان المعارضة الوطنية الديمقراطية في سوريا أكبر بكثير من ان تلوثوها بتلك العبارات القذرة ...

وهي التي رفضت كل العروض والإغراءات وذلك بشهادة كثيرين من أهل النظام .

هل تتذكرون ياسادة عندما زار السيد الرئيس تركيا منذ سنتين ؟؟عندها تناقلت وكالات الأنباء وخاصة قنوات إعلامنا المقروءة والمسموعة. خبر مفاده أن السيد الرئيس قد التقى في زيارته تلك زعيم المعارضة التركية،

فلو فرضنا، وهذا لم يحصل طبعاَ ( عندما زار رئيس تركيا دمشق بعد ذلك ) أن طلب هذا الضيف أو ذاك ، لقاء زعيم المعارضة في سوريا، أو لو سأل عن المعارضة وليس عن زعيمها، ماذا سيكون الجواب:

لا يوجد لدينا معارضة ؟ أو إن أحزاب الجبهة البهلوانية يفيد بأن نقول عنها معارضة ؟؟؟

ماذا سيكون رد المسؤولين لو نقلت إحدى الفضائيات التي ( حتى هذه حوصرت بشكل مخزي ) فاعتصام دمشق وما فيه من دماء لم يستحق من تلك الفضائيات سوى 15 ثانية ، أما دجاجة مصابة بأنفلونزا الطيور في الهند مثلاَ قد يستغرق عرض حالتها 15 دقيقة ،عذراَ على الاستطراد ، ونعود إلى : لو إحدى تلك الفضائيات صورت واحداَ من هؤلاء الأوباش وهو يسقط بلكمة نظارات( الأستاذ المحامي حسن عبد العظيم الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض والناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا ) أرضاَ ، ثم يدوسها بقدمه بحقد لم أره من قبل !! أإلى هذا الحد ياأبطال ، للأسف للأسف ماهذه برجولة ياسادة !!!.

هل هذه التصرفات الرعناء رد على شعاراتنا التي تقول :

بدنا بدنا حرية لا طوارئ واستبداد .

بالروح بالدم نفديك سورية ، بالروح بالدم نفديك ياجولان ، بالروح بالدم نفديك ياحرية .

هل هذه العبارات تهدد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ونستحق عليها لقب خونة وعملاء ؟؟؟

إليك ياعدنان باقة من الزنبق ، جميلة بلون دمائك التي نزفت منك أمام صاحب الحصانة والعدل ، الذي لم يشفع لك هو وأصحابه أمام العصابة الأمنية التي اختطفتك من بوابة القصر العدلي .

ويا شوكت....ماذا أقول لك: ألم تعلم بأن أحلامك أوسع وأكبر من زقاق مكدس بآلاف من أشباه الرجال على شاكلة الذين امسكوا بك من بيننا ونحن ننشد للحرية.

أيهم بدور كم كنت أتمنى لو عرفتك....تحياتي إليك..

إلى كل الذين كانوا يوم 9 آذار 2006 أمام القصر العدلي ينادون بالحرية والوحدة الوطنية ألف ألف تحية ...

وإلى اللقاء في يوم جميل آخر ..... وكل اعتصام وأنتم بخير ...

مروان حمزة

Marwan62hamza@yahoo.com

marwanhamza@maktoob.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ