جبهة
الخلاص الوطني ...
المحطة
الأخيرة في قطار التغيير
الدكتور
/ نصر حسن
لا أقول غير جاهلون هؤلاء الذين
لم يقرأوا المشروع الوطني
للتغيير وبرد فعل الإستبداد
وبارتباكه وبسرعة الخائف عليه ,يطلقون
التقييم الأتوماتيكي على
الحراك السياسي لدى أطراف
المعارضة السورية التي بدأت
تتسرع وتيرته بحكم القلق الكبير
والخوف من المجهول الذي ينتظر
سورية , مبرمجون على الإستبداد
ومتسرعون لاهون بالشعب ومصيره ,
مستهترون بالوطن , عابثون
بإرادة الإنسان
, مشوهون للعمل الديموقراطي
الذين ينادون به ليل نهار في
أروقة وأزقة الفكر البائس
السلبي المقرف الهزيل , سورية
شبعت من طوفان هذا الهذيان ,
والشعب أصابته التخمة من هذا
الإجترار لحد الغثيان ,عجيب أمر
هؤلاء الذين هم جاهزون على
الدوام وكرماء يتبرعون لخدمة
الإستبداد والفساد الفاقد
لتوازنه وهم معه مستمرون باللف
والخوف من التغيير الوطني
القادم والذي بدأت رياحه تطرق
البوابات الداخلية للنظام , فهل
من يعقل بحكم غريزة البقاء
ويضبضب مابقي من حقائبه ويهرب
قبل أن تغلق أمامه كل الأبواب ؟ !
ليس هناك وقت للندم
! والوصف البسيط للنظام
هوالذي سنسمعه قريبا ً وهو يردد
في قفص الحساب آخر فصل ٍ من فصول
( الجريمة والعقاب ) .
سورية في خطر وإحدى ملامح
الإحساس الواضح والعملي به هو
ولادة جبهة الخلاص الوطني
في هذه اللحظة المخيفة من
تاريخ الشعب والبلاد وتعبيرا ً
عن الإيمان بالنهج الديموقراطي
الذي ينادي به الجميع وتمسكا ً
بصيغه وبالحوار المفيد المنتج
واحترام إرادة الآخرين وإيمانا
ً بتطوير العمل الوطني الذي هو
عمل تراكمي إلى مستوى خطورة
الظروف الحالية ووصولا ً إلى
وحدة العمل الوطني ووضوحه
والحفاظ على الهدف السامي وهو
إنقاذ سورية من محنتها التي
وصلت أخطر أطوارها يتوجب على
العاقلون والديموقراطيون
والجميع من كل التصنيفات
والحريصون على سورية أن
يتفاعلوا جميعا ً ويعملوا في أو
مع الجبهة , الوجه الحقيقي للوطن
وينتقلوا من الكلام إلى الفعل
لإسقاط الإستبداد والقضاء على
الفساد وإنقاذ سورية من الدائرة
الملتهبة التي أوصلها النظام
لها وإطفاء الحريق الذي أشعله
النظام طويلا ً لإحراق سورية
كلها بمن فيها ! .
جبهة الخلاص الوطني هي ليس قفزة
من الفراغ في
الهواء بل
هي أشبه بتفاحة
( نيوتن ) التي أوصلته إلى أعظم
اكتشاف علمي, الكثيرون غير(نيوتن
)أكلوها وأفرزوها أو أزاحوها من
طريقهم أو داسوها بأقدامهم
ومروا بالقرب من شجرتها مرور
البسطاء والبلهاء التائهين.
الحقيقة والولادة
في أبسط أشكالها هي معايشة
للواقع وتحسس تناقضاته وفهم
حركته ومعاناة همومه ومشاكله
وحرصا ً على تجاوز سلبياته
وتصحيحا ً لانحرافاته ورفضا ً
للظلم والظلام وامتهان كرامة
الإنسان وتحديد الإتجاه الصحيح
والطريق المستقيم والتحرك في
اللحظة المناسبة نحو المستقبل
الآمن للجميع .
لعل بعضا ً من ملامح جبهة الخلاص
الوطني هومسيرة المعارضة
السورية الوطنية الطويلة في
صراعها مع الإستبداد , وتبني
النهج الديموقراطي التعددي
ملامح أخرى من التطور في
الوعي الوطني,ورفض التدخل
الخارجي والإعتماد على
التغييرالوطني المستقل عن
تقاطع المصالح المضرة بالبلاد ,ووحدة
المعارضة في الداخل والخارج
البعض الآخر الذي عبر عنه إعلان
دمشق , والجديد العملي والمفيد
هوالتوافق والإجماع على
البرنامج التنفيذي للمشروع
الوطني للتغيير الذي جاءت به
جبهة الخلاص الوطني الذي يحدد
الألية العملية المرنة والآمنة
لنقل سورية من الإستبداد إلى
الديموقراطية وتجنيب البلاد
الفوضى والتمزق ,الخيار الوحيد
الذي يصرالنظام على السير فيه
لتعميم خوفه على الجميع.
إن بعض السهام الطائشة والخائفة
والمحكومة بدرجة عدم حبها للوطن
بل الحقد
عليه لن تستطيع أن تخترق الرداء
الوطني لجبهة الخلاص ,
والبعض الآخر المحشور في المكان
والزمان وفقدان الأمن والأمان
والذي جاء نقده لجبهة الخلاص
الوطني اقرارا ً بصحة نهجها
وسلامة برنامجها ووضوح هويتها ,
وبعض الذين فتح لهم النظام
دكاكين للسلبية والإنحراف عن
القيم الوطنية والعبث بمصير شعب
ووطن هم نفسهم الذين حاصروا
بعقدهم خاسرين ( إعلان دمشق )
وحاولوا فاشلين أن يجعلوا منه
مناظرة لغوية نحوية بين نقاط
وفواصل وحروف وكلمات ليحرفوه عن
الطريق الذي رسمه , كل هذا لم
يمنع من أن يكون الإعلان مساهمة
جدية في الحراك السياسي الوطني
ودفع مهم له في الطريق الوطني
الصحيح .
على أن المشاركين في تأسيس جبهة
الخلاص الوطني كانت أولى
أهدافهم هي التصدي للنهج الفردي
المستبد قيما ً ونهجا ً وسلوكا ً
إقصائيا ً أوصل سورية إلى هذا
الحضيض وتأسيس البديل الوطني
الديموقراطي الذي يحتاجه
الجميع !
ومسكين الذي يدعي القدرة على
التنظيرولم يدرك بعد أن خطورة
اللحظة لم تعد تحتمل مثل هذه
السطحية في معالجة الأمور ,
ومسكين أكثر الذي يريد أن يذهب
الآخرين إلى غرفة بيته ليكون
اللقاء ممكنا ً,وجامد ومتخشب من
الذي يقف مراوحا ً في عقدة معينة
في مسيرة العمل الوطني , وأحادي
التفكير والنظروأقرب إلى
الفردية وطقوسها من يحاول أن
يحصر الكل في الجزء , وأعان الله
من يركب على حصان خشبي ويريد أن
يشارك في سباق مع الزمن
والإستبداد ,وأعان الله أيضا ً
الإنسان الذي توصله
الأقداروتعاسة الظروف إلى موظف
( إنساني )
مصاب بكل أمراض الإستبداد والحب
العذري للديموقراطية المسكينة
هي الأخرى !.
بقي أن نقول : سورية اليوم تنادي
بصوت مختنق كل أبنائها
الحقيقيين الشرفاء والمخلصين ,وهذا
يفرض عليهم الإرتقاء إلى مستوى
إنعاشها وتخليصها من أيدي
الإستبداد الذي يضغط بأيدي
خائرة على رقبتها , تنادي الجميع
بالوحدة تحت سقفها وأن يبتعدوا
عن التناحر والتصادم الذي يضعف
الجميع ويخدم الإستبداد , وأن
نقطع الطريق على الذين يساهمون
بشكل ٍ أو بآخر على أن يجعلوا من
هذه المحطة أو تلك في مسيرة
المعارضة الوطنية تابوتا ً لقبر
سورية ! .
جبهة الخلاص الوطني تريد وستعمل
وتدعو الجميع لإنقاذ سورية من
عبث الكثيرين وهي أكبر من الفرد
والأفراد والجميع ,وأن الأصوات
السوداء التي تحاول أن تصبغ
الوليد الجديد بلونها البغيض
المرفوض من الخط الوطني تقف
عارية ً أمام الجميع .
الديموقراطية أولا ً والحكمة
ثانيا ً والحوار ثالثا ً
واحترام إرادة الآخرين رابعا
ًوالتأني في إصدار الأحكام
خامسا ً والإستعداد للتفاعل
سابعا ً ورفض التلوين ثامنا
والتمسك بالإنتماء لسورية
تاسعا ً والشجاعة والتضحية
عاشرا ً , الشعب يتطلع إلى طي
صفحة الإستبداد أولا ً وأخيراً
وإعادة سورية وطنا ً حرا ً لكل
أبنائه .
اللجنة السورية
للعمل الديموقراطي
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|