أضحكتني
يا رجل
دكتور
عثمان قدري مكانسي
مدير
عام هيئة الإذاعة والتلفزيون
السوري الرسمي يقول – حسب ما
روته الصحفية ثناء الإمام – أنه
أدلى بحديث ليونايتد برس
إنترناشيونال حول المؤتمر الذي
تمخض عنه بيان " جبهة الخلاص
الوطني " المشروع الوطني
للتغيير في بروكسل يوم الجمعة
17--03 -2006- يقول فيه :
1-
إن هؤلاء يجتمعون خارج سورية
ليسقطوا النظام بالريموت
كونترول ، في حين أن في داخل
سورية مجالاً واسعاً للحوار
والرأي وللرأي الآخر في
إطار القانون وتحت سقف
الوطن .
ويقول
إيضاً :
2-
إن تجاهل هؤلاء من قبل الجهات
الرسمية والإعلامية في سورية
يعود لكونهم غيرموجودين
عملياعلى الساحة السورية .
3-
وغير موجودين على الإطلاق
،لا في ذاكرة الشعب السوري..
ولا الخارطة السورية
الراهنة . ولا قاعدة شعبية
لهم .
4- وخصوصاً بعد أن انضم
إليهم خدام الذي خان شعبه
ووطنه وأمته
5- والبيانوني الذي لم يعترف
حتى الآن بجرائم ارتكبها
الإخوان ضد
خيرة كوادر سورية .
6- أغلب هذه المعارضة تتشكل
ممن غادر البلد هرباً من خدمة
العلم ثم بات لديه مشكلات في
العودة فاختار أن يكون معارضة
ليس إلاّ .
وليسوا داخل الحراك السوري
.
قلت
: ما شاء الله على المجال الواسع
في سورية للمعارضة ! ، والسعة
كبيرة الحجم ولكن في المعتقلات
والسجون ، فما من معارض يدلي بما
يزعج النظام حتى يخففوا عنه
أعباء المصاريف اليومية
فيستقبلونه في إحدى الزنزانات
دون مقابل فيرتاح من أجرة الدار
ومن شراء الأثاث وطبخ الطعام ،
ويعيش في بحبوحة السجن "
معززاً مكرماً" كما حصل
للمعارضين منذ استلم البعث
المبارك! تقاليد الأمور ، وساس
البلاد تلك السياسة "الحكيمة
" التي أدت بالشعب المسحوق
إلى السعي للتخلص منه بكل فئاته
وأطيافه . لا شك أن المجال في
سورية واسع للرأي والرأي "
الواحد" الذي لا يستطيع أن
يسمع غير نفسه ، وأن يرى غير
ذاته . والأدلة على ذلك المتسع
الرحب للصدر الحاكم كثيرة
متكررة كل يوم من اعتقالات تطول
المعترضين ومحاكمات يسودها
العدل والرحمة للمخالفين ، ومن
عملٍ بقوانين عادلة تدفع
المواطن إلى الحديث بأريحية
فيما يعتقده.
فالقوانين الاستثنائية –
كقانون الطوارئ والقانون 49 الذي
يحكم بالإعدام على الإخوان ومن
يساعدهم – أكبر دليل على
الشفافية التي يتعامل بها
النظام مع أبناء شعبة " أصحاب
الرأي الآخر" في إطار القانون
تحت سقف الوطن ... القانون
الذي تسمع منه أنغاماً مخجلة من
مسبات وشتائم وهتك للأعراض ،
وتحت سقف السجن ذي النجوم
العشرة ، ولكن تحت خط الظلم
والقهر والتعذيب .. أضحكتني يا
رجل ، ولكنه ضحك كالبكاء على
أناس منظرهم يدل على أنهم بشر من
طينة أخرى – بفتح الهمزة
ولا فخر- ، لا يخجلون ولا
يستحون .
والعجيب
أن المعارضين – على ذمة مدير
التلفزيون السوري – غير
موجودين عملياً على الساحة
السورية .. فلمَ إذاً اعتـُقـِل
منهم عشرات الآلاف وقتل منهم
عشرات الآلاف أيضاً وشُرد منهم
مئات الآلاف ؟! ولم الإصرار على
استئصالهم أيها الرجل الهمام ؟
؟ ليس العيب فيكم فقط ، بل فيمن
جاءوكم في مؤتمر الأحزاب
العربية ممن ينتمون إلى الإسلام
ويرفعون رايته ، ويطعنون
إخوانهم ثانياً وأنفسهم أولاً
هؤلاء الذين جاءوا يبيعون دينهم
وشرفهم وكرامتهم على مذبح
النظام النتن . ألا فليسمعموا لو
كانوا يسمعون أو يعقلون .
إن
الإخوان في كل قلب سوري حر ينبض
بحب الله والوطن ولا أدل على ذلك
من تصريحات مسؤولي أحزاب
المعارضة السورية الذين يذكرون
مراراً أن للإسلاميين في سورية
الزخم الكبير وأن السواد الأعظم
من الناس معهم ،ولهم القاعدة
الشعبية الحقيقية ، وعلى هذا
يهرب النظام من صناديق الاقتراع
لأنه لم يأت إلى الحكم عن طريقها
وليس له من يؤيده في عالم الحرية
، وتجاهل النظام لهم ظاهري ،
ولأسباب كثيرة
من أهمهها :
1-
غباؤه المستحكم وجهله الفادح
لقانون الحياة الذي يقول :
البقاء للأصلح
لا للفاسد.
2-
محاولته اليائسة في تجييش الشعب
ضدهم ، وها نحن بعد جهده هذا على
مدى خمسة
وعشرين عاماً أو يزيد يفشل
لأن الإخوان ضمير الأمة
ووجدانها.
3-
أن النظام يعلم علم اليقين أن
النور والظلام لايجتمعان ، فهو
بظلاميته تلك يحاول ما استطاع
أن يطيل من عمره الذي قارب
على الانتهاء بإذن الله ،
والمضحك
أن مدير التلفزيون السوري يدعي
أن لا حراك للمعارضة داخل سورية
، ومن يتتبع الأحداث والناسَ
يجد الاهتمام الواضح بالمعارضة
ومتابعة أخبارها ، ويرسل تأييده
لها داخلياً وخارجياً .. ويحضرني
ما فعله النظام بالأستاذ علي
العبد الله الذي قرأ كلمة
الأستاذ البيانوني فقط ولم يزد
على ذلك فاعتقله النظام لأنه
تجرّأ فقرأ هذه الكلمة ، وهذا
دليل من الدلائل على حراك
المعارضة على الرغم من تغوّل
النظام القمعي .. ولكن إذا لم
تستح فاصنع ما شئت ..
هل
الإخوان المسلمون هم الذين
قتلوا عشرات الآلاف في حماة عام
اثنين وثمانين وتسع مئة وألف؟!
....وهل الإخوان المسلمون هم
الذين قتلوا في ليلة واحدة ألف
معتقل مثقف من خيرة أبناء الأمة
في تدمر؟!... هل الإخوان المسلمون
هم الذين قتلوا اللآلاف في حلب
واللاذقية وجسر الشغور والحسكة
والقامشلي ؟! .. هل الإخوان
المسلمون من أرسل الفرق والجيش
ليحاصر المدن ويقصفها ويعتقل
أبناءها ، ويقتل شبابها ؟!....
رمتني بدائها وانسلّتْ ، رمتني
بدائها وانسلّتْ
عن
أي شيء يعتذر الضحايا للجلادين؟!!
أم على المظلوم أن يعتذر للظالم
؟! وغذا قلبنا الحديث ليكون أصحّ
نقول : لم يعترف النظام حتى
الآن بجرائمه التي ارتكبها
والمستمرة إلى اليوم
وهو لن يفعل ذلك لأننا لا
نريد حتى أن يعتذر ، فقد سقط ،
ولن ينفعه اعتذاره إن اعتذر .
ولن
أدافع عن الأستاذ خدام ، فهو
الذي يدافع عن نفسه إن أراد .
لكنني أرى – وهذا من مسلمات
الدين - أن من أساء ثم فاء إلى
الحق وحاول التكفير عن مساوئه
فعسى الله أن يهديه سواء الصراط
. ولن يكون خائناً من ترك النظام
الخائن ، وانحاز إلى شعبه وأمته
وصدق الله في ذلك ، ولا ندّعي
معرفة الغيب ونوايا الناس ،
فلنا الظاهر والله يتولّى
السرائر.
أما
أن تكون أغلب المعارضة - كما
يدعي الكذابون الأفاكون – ممن
غادر البلد هرباً من خدمة العلم
، ثم بات له مشكلات في العودة
فآثر المعارضة ليس إلا.. فكلام
سفسطائي سخيف لا يستحق حتى
النظر فيه .
رحم الله الشاعر إذ يقول :
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنـه ضحـك كالبـكا
فقلت
:
وكم في بلادي من الموميات
ولكـن تحنيطهم في الحياة
وليسـوا من الموميات بحظٍّ
لأنهـمُ في
الحيـاة موات
يعيشون، ينخر فيهم
فسـاد
ويحيون بوقاً لسوء
الولاة
فلعنـة ربي عليهـم جميعاً تحيط
بصحـوهمُ والسبات
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|