نحن
أو الدمار
ناصر
المؤيد
يا له من موقف عجيب، ويا له من
إنجاز وطني، ويا له من خيار
مهين، أن يكون الشعب السوري
أمام الرضا بالاستبداد والفساد
والوحشية، والاستسلام لعصابة
أسد إلى الأبد، أو فليس أمامهم
إلا الحرب الأهلية والدمار...
شكراً لحكم البعث، وشكراً للرئيس
الخالد العبقري الاستراتيجي
باني سوريا الحديثة، شكراً له
أن أوصل الشعب السوري إلى خيار
كهذا الخيار البائس: نحن أو
الحرب الأهلية...
إن أشد أنواع الحكم الاستبدادي
عبر التاريخ لم يكن ليضع شعبه
أمام هذا الخيار الفظيع: أنا
وأولادي وأحفادي، أو لسوف أخرب
بيوتكم وأفجر البلد فوق رؤوسكم...
هذا ما يروجه النظام، وأبواقه،
وأعوانه، والمخدوعون به من
البسطاء...
هذا التخيير وحده كاف لنزع أية
شرعية عن نظام لا يملك منها ذرة
واحدة، سوى شرعية القوة،
والقائمة على شريعة الغاب، بل
ما هو أسوأ بكثير من شريعة الغاب...
فنحن لا نعرف عن أسد الغاب شيئاً
من ممارسات الأسد (الإنسان)...
على الأقل ليس في الغاب سجون
ومعتقلات ومشانق...
الشعب السوري، باستثناء بعض
اللصوص والحرامية وعميان
القلوب، قد يئس من وضعه البائس،
وتعب من الفقر والقهر والاحتقار...
وتعب من الشعارات التي تدوسها
الممارسات، في احتقار فظيع
لسوريا وتاريخها وحضارتها
وشعبها... والشعب السوري يرفض
كلا الخيارين البائسين،
استمرار الاستبداد أو الدمار،
وهو يعرف كيف يشق طريقه وخياره
القائم على دولة حديثة
ديمقراطية بالسلم لا الحرب،
وبالاعتماد على نفسه لا الغرب...
فسوريا لجميع أبنائها، وليست
ملكاً لحافظ أسد حتى يورثها
لأبنائه، والشعب السوري يستحق
حياة حرة كريمة كسائر شعوب
الأرض، وهو يوم آت لا ريب، ولو
كره الظالمون.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|