لهذه
الأسباب
لن
تسمح إسرائيل بإسقاط نظام بشار
حسن
صبرا
بات
مسلّماً به، ان العدو الصهيوني
يراهن على بقاء نظام بشار الاسد
حاكماً في سوريا،
ويعارض أي محاولة اميركية
لاسقاط هذا النظام بمختلف
الطرق، خاصة العسكرية منها سواء كما حصل في غزو
الاستعمار الاميركي لبلاد
الرافدين، او بخطط اميركية اخرى تستخدم العنف ضد النظام
دون الغزو. اسرائيل
كما ورد في صحفها، وكما تحدث
كبار خبرائها العسكريين وكما
قال مسؤولون كبار فيها وعلناً، منعت الولايات
المتحدة الاميركية من شن عدوان عسكري حدد 20 موقعاً عسكرياً واقتصادياً
داخل سوريا لتدميرها، لأنها –
أي اسرائيل – تعتقد ان هذا سيشكل اضعافاً لا
تحتمله للنظام الضعيف اصلاً.
اسرائيل مع بقاء النظام الحالي
في سوريا لأنه يمثل لها ضمانة
حقيقية لهدنة هي الاطول
في تاريخ الصراع العربي –
الصهيوني او العربي السوري –
الصهيوني – فكل الانظمة
التي سبقت هذا النظام الحالي،
استمرت في حالة حرب مع العدو
الصهيوني منذ العام 1948، عام النكبة الى عام 1961 عام
الانفصال، ولم تدخل جبهة الصراع العسكري السوري – الصهيوني في حالة بيات
شتوي طويل الا بعد ان عقد رأس
النظام المؤسس حافظ الاسد صفقته الشهيرة مع
الصهيوني – الاميركي هنري
كيسنجر وبموافقة صهيونية طبعاً عام 1974، وها قد مضى
32 عاماً على هذه الصفقة، واسرائيل تقول ان نظام الاسد (الاب والابن)
هو نظام يحترم اتفاقاته معنا (أي مع العدو الصهيوني).
واسرائيل تقول ان هذا النظام
الآن هو اضعف نظام مر في تاريخ
سوريا من جهة عزلته
الشعبية، وعزلته العربية،
وعزلته الدولية، ومن جهة
انكفائه على نفسه خائفاً
من آلية مشاركة شعبية –
ديموقراطية، فتراه يضع شعب
سوريا كله في سجن كبير، ويضع النظام نفسه في سجن آخر اصغر
تبعاً لحجمه بعد ان اقتصر وجوده
على الامن.. والامن وحده..
واسرائيل تعرف ان خصوم النظام
يقولون انه فقد كل شرعية يستند
اليها نظام عبر التاريخ،
فهو خسر ارضاً لم يبذل جهداً
طيلة 32 سنة لاستردادها، وهو فشل اقتصادياً
بما لم تعرفه سوريا عبر تاريخها
الحديث، وهو وضع شعبه كله في سجن كبير، لم يعشه شعب مثله عبر التاريخ الا كما
كان في العراق تحت النسخة العراقية لحزب البعث الحاكم سابقاً، وهو
ادخل سوريا في ساحة صراع كبير مع
كل القوى العربية.. ما عدا هدنته الطويلة مع
العدو الصهيوني.
هذا النظام حارب لبنان
واللبنانيين – وحارب الرموز
الفلسطينية وقواها وشعب الارض
المحتلة، وحارب ضد الاردن وأمنه
كما حارب ضد شعب العراق وقضيته
كما حارب
نصفه الآخر في بغداد. اسرائيل
تعرف كل هذا.. وتعرف ان هذا
النظام هو الوحيد الذي مر في
تاريخ سوريا الحديث
وقد اتخذ قراراً حاسماً بعدم
الحرب معها، من اجل ان يضمن
بقاءه، حسناً فلتحفظ اسرائيل بقاءه اذن.. ولمصلحتها.. ثم
ان اسرائيل تقول وفقاً
لمصالحها، ان سقوط هذا النظام
يفتح الباب امام قوى تغيير وطنية واسلامية ستضع نصب عينيها
استرداد الارض من العدو
الصهيوني أي من اسرائيل، وهذا يعني اعادة الاعتبار
للكرامة الوطنية السورية التي
تراها قوى الوطن كلها – عدا النظام الحالي – جريحة
ويجب علاجها بالعمل الجدي في كل المجالات السياسية - الشعبية – الاقتصادية
– الاجتماعية – الثقافية فضلاً
عن العسكرية والانفتاح العربي القومي
والمقاومة لاستعادة الارض..
وبهذا وحده يتم بلسمة الكرامة الجريحة.
اسرائيل يناسبها وجود هذا النظام
المستكين معها، المستأسد على
شعبه وعلى اللبنانيين
وعلى بقية العرب. فلماذا تبذل جهداً لتغييره؟.. بل
لماذا لا تختلف مع اميركا، بل هي
تمنع اميركا
من تغيير هذا النظام. لا بل ان العدو الصهيوني هو ضد أي
ديموقراطية في سوريا، كما تـزعم
اميركا انها
تريده في بلاد الامويين،
فإسرائيل تعرف ان الديموقراطية
جاءت بحركة حماس الى
السلطة في فلسطين الصغيرة، وهي
أي الديموقراطية جاءت بخُمس
مجلس الشعب المصري عبر
الانتخابات من الاخوان
المسلمين المتحالفين مع حركة
حماس في فلسطين،
والديموقراطية في سوريا يمكن ان
تجيء عبر الانتخابات بقوى وطنية تغييرية ومنها ((الاخوان المسلمون))
لاستعادة روح المقاومة ضد العدو
الصهيوني المحتل للأرض. بعد هذا، كيف لا تعمل اسرائيل على بقاء هذا النظام،
وكيف لا تحارب اية محاولة للديموقراطية في سوريا، وهل هناك نظام
مناسب لها اكثر من هذا النظام في سوريا؟
مركز الميماس
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|