استدارة
الإستبداد ..
و...
رجوع
حليمة
لعادتها
القديمة...!
الدكتور
/ نصر حسن
الزمن يجري والنظام
غائر في فساده ووهاده
ولايريد
أن
يدري ! وعجلة
النظام
تتآكل ومجتمع
مقيد
بأكمله يجره الإستبداد بقواه
الخائرة إلى نقطة الإنزلاق
المحتومة...إلى المجهول ... قلق
كبيرعلى مصير الوطن يصيح بأعلى
صوته... بلغ الظلم والخطر
والإستهتار الزبى فهل من حلول
...؟ لا حياء ولاحياة لمن
تنادي
فقد خيم على ورثة قاسيون بئس
العقول !..... الشعب لجهلهم مرتعة ,
والوطن لطيشهم مزرعة يعبثون به
بالعرض والطول ..! .
تلاشت الصورة التي حاول عبثا ً أن
يظهر بها النظام المصلح المنفتح
والمجدد ! والذي تظاهر برغبته
ودعوته للإصلاح والإنفتاح على
الشعب وتخفيف سوط الأجهزة
القمعية وإشاعة أجواء الحوار
الزائفة وتبني هموم الشباب
اللفظي دون ملامسة مشاكلهم
وبؤسهم وتمردهم لتخدير وعيهم
وحرف طاقاتهم وتسخيرها في خدمته
ونسيان الشعب بأكمله وتركه
لامباليا ً يئن تحت المعاناة
الإنسانية والقهر والظلم
والحالة الإقتصادية المتردية
والضاغطة على جيوب الناس
وبطونهم وكرامتهم وعقولهم وعدم
الإكتراث بيومهم وغدهم .... يحاول
عبثا ً الهروب من مسلسل طويل من
الظلم والفشل والتواري وراء
الوهم ...وعجزه عن الفهم ...والإلتفاف
على الخطر المخيف المدلهم ...
ولعل ذلك الصياح المستمرمن
رموزالتشويه الذي رافق وراثة
بشار للحكم في سورية والأحاديث
المتواترة حول الإصلاح
والتطويرفي بنية الدولة والحكم
الذين أصبحا من الماضي , كانت
بمثابة تعويم الأزمات عبر سيل
من الشعارات الفارغة من كل
محتوى عملي والتي تهدف أساسا ً
إلى التمويه عن خفايا الأمور
وحقيقة النوايا الباطنية التي
تختفي وراء زيف الكلمات الجميلة
عن الإنفتاح السياسي ومحاربة
الفساد وتحسين الوضع الإقتصادي
ونقل سورية إلى مرحلة جديدة في
عهد الوريث الجديد, كان كل ذلك
خدعة للشعب ومادة كلامية
للإستهلاك المحلي واحتواء
مرحلي لرغبات الناس وتنفيس
الإحتقان الوطني والسياسي الذي
وصل أقصى مداه سلبا ً في بنية
الدولة والمجتمع , إنه الغلاف
المزيف لحقيقة الأمور وهي أن
سدنة النظام يحتاجون
إلى الوقت الضروري لترتيب بيت
الحكم وتهذيبه على قياس الرئيس
الوريث وامتصاص الأزمات
الداخلية والخارجية وحقن جرعة
جديدة من الحياة في جسم
الطائفية السياسية للإستمرارفي
تحقيق أهدافها الشريرة في كافة
الإتجاهات.
على أن استدارة النظام على مجمل
الشعارات التي طرحها وإرجاع
إرهاب طقوس الإستبداد إلى ما
كانت عليه...المشهد يتكررأمام
دهشة وسؤال الجميع عن سبب....رجوع
حليمة إلى عادتها القديمة ....حيث
تبددت كل دعوات الإنفتاح على
الشعب , وصمتت كل أبواق النظام
الإصلاحية !
وعادت إلى معزوفة المؤامرة
من الخارج والداخل ! من المعارضة
والقوى السياسية والإحتماعية
الوطنية المطالبة بالإصلاح
الحقيقي الذي يحمي الشعب والوطن
من التفكك والإنهيار في هذه
الظروف الخطيرة داخليا ً
وخارجيا ً .
النظام محكوم بعقدة بل وصية
تأسره وتحركه وتحكم طريقتة
تعامله في الحكم ومع الشعب وعلى
المستوى الداخلي والخارجي ,
إنها فلسفة الإستبداد التي
تتبدل وتتحول في ألوانها
وأشكالها وتبقى أسيرة فرديتها
ومتمسكة ً بسوطها تقمع به كل
الحريصين على الوطن ضاربة ً عرض
الحائط حقوق الجميع .
وعودة على بدء ...الخيار القمعي هو
المحرك الأساسي في
"جمهورية القمع الوراثية
" وهو
المعبر الأساسي
عن فشل الخيار السياسي
المطلق لعقود عجاف من تاريخ
سورية الحديث , وهذا يتضح من
سلوك
النظام في الآونة الأخيرة
واستمرار الظواهر العنفية
السلبية المهينة لكرامة الشعب
والتي أنتجها
سلوك النظام اللا أمني
القمعي والذي
ازدادت وتيرته في الأشهر
والأيام القليلة الماضية والتي
تهدف إلى إشاعة الخوف بين الناس
وتهديدهم وقطع الطريق عليهم
لمنع أي حراك سياسي أو إجتماعي
أو مدني يخفف على الناس عبء
حاضرهم ويضيء أمامهم بعض ظلام
مستقبلهم .
ولقد جاءت حملة التضييق الأخيرة
على الشعب والناشطين في صفوفه
وعلى الإعلام العربي والدولي
واعتقال المتظاهرين السلميين
والإعتداء عليهم بالضرب
والإهانة أما م القصر العدلي
ومجلس الوزراء بدمشق
واحتفالات نوروز
والمحاكم الإستثنائية لنشطاء
المجتمع المدني وحقوق الإنسان
والإستدعاءات المهينة للعديد
من المواطنين إلى فروع أجهزة
القمع, خير دليل وأوضح صورة
لبرنامج الإستبداد في الإصلاح
والتطوير, بل برنامجه الوحيد
الذي يتمسك به والقادرعلى
تنفيذه على الدوام
وهو إرهاب العباد والعبث
بالبلاد , برنامج القمع
والإرهاب الحقيقي الذي يمارسه
كشريعة الغاب ! .
إرهاب الشعب ومنع أي حراك في
المجتمع وتفتيت كل تجمع مفيد
للوطن وتعرض الناس لصنوف
الإذلال ,وتغذية وملء عقول
الناس بشعارات الصمود والتصدي
وتفريغ جيوبهم عبر الفساد
والتعدي على كراماتهم وحقوقهم
وتمزيق المعارضة في الخارج
والداخل على الدوام هو شغله
الشاغل . ..!.
بقي أن نقول : الطبع غلب التطبع
ياأعزاء ... قد تستطيع الحرباء
تغيير لونها ً من خطر ٍ يداهمها
أو هربا ً من تغيرات الأجواء
....لكنها لاتستطع تغيير حقيقتها
وليس لها من طبيعتها اختفاء
... خائفة تتلون مع هبوب الريح
وغضب الأنواء ... إنها الحرباء
اللعينة.. شوهت كل جميل في
الفيحاء ... سلوكها قدوة
الإستبداد يمشي في طيش وعماء
.. زيف يغرق وطن المحبة
والإباء ...نظام سريره الفردية
والعنف وسفك الدماء ...
والإنحراف والكراهية موطن كل
وباء....لا يكل ولايمل مصرا ً على
عزل ألوان الطيف السوري وتفتيته
إلى أشلاء...
سوطه يضرب
كل أبناء الوطن ويده تصافح
بحنين الأعداء . ..سادة فساد
وخداع وظلم
بل أمراء...ياعالم أسرارالطب
هل تنقذ إنسان بلادي وتداوي علة
أوجاعي من هذا الداء..؟!.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|