ـ

ـ

ـ

الأحد 03/07/2005

النظام السوري العائلي القبلي

وحزب البعث الحاكم

طريف السيد عيسى

مازلنا الى اليوم نسمع ونقرأ حول دعوى فصل الدين عن الدولة وكم من صراخ سمعناه من اصحاب ومؤيدي هذه الدعوة , ولكننا لم نسمع منهم وبنفس القوة حول ضرورة فصل الدولة ومؤسساتها بما فيها مؤسسة الرئاسة عن الحزب الحاكم .     

ففي المادة الثامنة من الدستور السوري نص صريح وواضح على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو القائد للدولة والمجتمع.

فنجد رأس الدولة ومعظم الوزراء وثلثي أعضاء مجلس الشعب وكل رؤساء ونواب أجهزة الأمن والمخابرات وجميع المناصب المهمة في الؤسسات المدنية والعسكرية هم أعضاء مهمين في حزب البعث وهذا يعني أن الدولة ومؤسساتها ومواردها تابعة لحزب البعث والحكم العائلي القبلي .

ان هذه الهيمنة والسيطرة تعتبر غير شرعية وغير دستورية وغير أخلاقية ومنافية لكل الأعراف السياسية .

والعجب العجاب أننا نجد هؤلاء البعثيين وأبواقهم تعتبر حزب البعث صاحب الأغلبية الشعبية , ولاندري من أين حصلوا على هذه الشعبية وماهو المقياس الحقيقي الذي اعتمدوه لتلك الشعبية وفي أي انتخابات حقيقية وحرة حصلوا على هذه الشعبية.

ولايمكن لنا أن ننسى كيف كان البعثيين والبعثيات يمرون على البيوت لياخذوا الناس الى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية المزعوم وياريت يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تجد من يقف لك على باب المركز وانت خارج ليقول لك شو حطيت نعم ولا لأ  والبقية نتركها لذكاء القارئ , كما أننا لايمكن أن نتجاهل أن ثلثي أعضاء مجلس الشعب هم من البعثيين ويتم تعيينهم تعيين , فهل هذا هو مقياس شعبية حزب البعث !!!

لقد تسربت من داخل أروقة المتآمرين في المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث أخبار عن طريقة الانتخابات الحرة والنزيهة التي تمت لاختيار أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء القيادة القطرية حيث شكلت لجنة ثلاثية ضمت ( بشار الأسد بصفته رئيس الدولة و ماهر الأسد بصفته عقيد في الحرس الجمهوري وآصف شوكت بصفته رئيس المخابرات العسكرية وزوج شقيقة الرئيس ) وهذه اللجنة هي من أختارت اللجنة المركزية والقيادة القطرية وطبعا بانتخابات حرة ونزيهة تعبر عن الشعبية الحقيقية لنظام آل الأسد وحزب البعث الحاكم .

ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل انه في خطاب بشار الأسد الذي دام حوالي ثلاث ساعات في الجلسة الختامية وبخ المتآمرين قائلا لهم اذا كنتم تعتقدون أن حافظ الأسد قدمات وأنكم تستطيعون أن تستغلوني فأنا أعرفكم شخصا شخصا , وأعرف بماذا تفكرون وخصوصا الصفوف الثلاثة الأولى ويقصد مسؤولي الدولة , طبعا هذه هي شعبية حزب البعث وحكم آل أسد العائلي وهنا يجدر بنا أن نسمع هؤلاء ذلك المثل الذي يقول ( انكم في نظر آل أسد مثل السيكارة أولكم للمص وآخرتكم للعفس ) .

كما نقلت الأخبار عن تلك الأوراق التي أحضرها بشار الأسد وكتب عليها أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء القيادة القطرية ثم كلف رئيس المتآمرين سليمان قداح بتلاوة الأسماء , وطبعا تم كل ذلك بانتخابات حرة ونزيهة وبمنتهى الديمقراطية لآل الأسد .

فهل هذا هو المقياس الذي تعتمدون عليه في أنكم أصحاب الأغلبية الشعبية !!!

اذا أردتم معرفة شعبيتكم وشعبية رئيسكم وتعرفوا حجمكم الحقيقي فما عليكم الا الرحيل عن كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتكون هناك انتخابات حرة ونزيهة بعيدا عن هيمنة الأمن والمخابرات والمحسوبين على حكم أل الأسد عندها يتم الحكم على حقيقة شعبيتكم .

ولكن واقع الحال في سورية يثبت ومنذ اللحظة الأولى لوصول حزب البعث الى السلطة ووصول آل الأسد للحكم بطريقة عائلية قبلية أنكم حائزون على التزوير والخداع بمرتبة الشرف ومنها تستمدون شرعيتكم .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها  

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ