تعارض
الاختصاص
بين
إعلان دمشق وجبهة الخلاص
محمد
زهير الخطيب
/ كندا
أثار إنشاء جبهة
الخلاص الوطني طرح تساؤلات حول
أحقية باقي أطراف المعارضة
السورية في قبول هذه الجبهة أو
رفضها وخاصة مجموعة إعلان دمشق.
ويلزمنا لخوض
غمار هذه المسألة تصنيف تجمعات
المعارضة وتحالفاتها ...
فهناك في
المعارضة: مستقلون وأحزاب
وتحالفات ومنتديات وتجمعات
ومجالس ومنظمات حقوق الانسان ...
ثم أتى إعلان دمشق
ليكون وعاءً قابلا للم شمل
الاكثرية أفرادا وأحزابا
وتحالفات وتجمعات ومنتديات
وتحت مبادئ وأفكار يمكن أن
تمثلا قاسما مشتركا.
إعلان دمشق لم يأت
ليوقف الحراكي السياسي ويمنع
التحالفات ويعترض على
المؤتمرات.
وعليه فيحق
لمستقلين في إعلان دمشق أن
ينضموا إلى أحزاب بل وأن ينشئوا
أحزابا ويحق لاحزاب في إعلان
دمشق أن تجري توافقات وتحالفات
وجبهات، ويحق لمستقلين وأحزاب
ومنشقين عن السلطة أن ينضموا
لاحقا إلى إعلان دمشق.
إن أي حراك سياسي
بين أطياف المعارضة نحو التجمع
والتوافق والتحالف يجب أن ينظر
اليه بمنظار إيجابي لانه يسير
باتجاه تخفيف شرذمة المعارضة
ولملمة صفوفها.
نقطة الالتباس في
جبهة الخلاص الوطني هي وجود
شبهة التعارض وتنازع الاختصاص
مع إعلان دمشق، ولدى التحقيق
نجد أنه لا تعارض بل هو توافق
وسير في الطريق الصحيح، فلم تدع
الجبهة ابتداءا أنها بديل أو
منافس لاعلان دمشق وقد أشار
بيانها إلى انسجامه مع إعلان
دمشق ثم جاءت تصريحات أقطابه
لتزيد هذا التأكيد وضوحا وجلاءً
في أكثر من مقابلة و تصريح صحفي.
بعض رموز إعلان
دمشق اعتبر أن الاخوان تسرعوا
في إعلان الجبهة وأنه كان
الاولى بهم أن يصبروا ويستشيروا
أكثر، وهذا كلام يدخل في ساحة
الاستحباب والتفضيل ومن المؤكد
أنه لا يصلح إشارة أو دليلا على
مخالفة الجبهة للاعلان.
حقيقة الامر أن
هذه الجبهة متوافقة مع إعلان
دمشق وليست بديلا عنه غيرأنها
أول إمتحان كبير لرموز إعلان
دمشق في التعامل الواقعي مع
منشق عن السلطة من الوزن الثقيل
هو الاستاذ خدام. فرغم دعوة
إعلان دمشق رموز وأركان النظام
على الانشقاق فهو لم يذكر شروطا
لذلك مما فتح بابا لاشتراطات
جديدة متباينة غير متفق عليها
ولكنها ببساطة لا تصلح حجة لرفض
حالة الاستاذ خدام بناءا على
معطيات الاعلان، أما إن كان من
أعضاء الاعلان من لديه وجهة نظر
خاصة واشتراطات معينة فهذا شأنه
هو ولا علاقة لاعلان دمشق به.
المعارضة في
الداخل نصف سجينة أو قل هي في
سجن كبير، وسيمارس عليها النظام
لعبة عض الاصابع ولن تجاري عضات
قط عضات الاسد، لذا سيكون من
الخطأ أن تسير معارضة الخارج
على إيقاعات معارضة الداخل التي
يمسك النظام بسلمها الموسيقي.
المعارضة في
الخارج سيكون لها دور مهم على
المدى الطويل لتوفر هامش الحرية
والحركة أمامها، والمعارضة في
الداخل ستكون أسيرة النظام حتى
ربع الساعة الاخيرة من عمر
النظام وعندها ستتحول هذه
المعارضة الى جموع الجماهير من
كافة الاطياف والتي طال صبرها
لتقول كلمتها الاخيرة في تسلم
الزمام وإحداث الاصلاح وإقصاء
الفساد والظلم.
وهكذا فلكل جانب
من المعارضة دوره الواقعي
المناسب لوضعه وطبيعته، والعقل
يقتضي أن يعمل كل طرف بما هو
متاح له ودون تعطيل للطرف
الثاني، سيلجأ النظام بشكل
متتابع إلى إضافة خطوط حمراء
على هامش عمل المعارضة، خطوط
حمراء لمؤتمرات الخارج، خطوط
حمراء للتعامل مع المنشقين،
خطوط حمراء للتعامل مع الاخوان،
خطوط حمراء للعمل السياسي مع
قوى المجتمع الدولي، وعندما
سيلتف الحبل غليظا حول عنق
النظام ستصبح كل أشكال المعارضة
خيانة وخطوطا حمراء، وأتمنى أن
يكون توقعي خطأ وأن تسير الامور
بما يهواه المتفائلون.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|