تصبحون
على وزارة
أيمن
الدقر
كثيرة
هي الأخبار التي تطالعنا يومياً
عبر وسائل الإعلام (الحكومي)
والتي يمكن أن نصنفها ضمن (المنعشات
الشعبية) كونها تهتم بحياة
المواطن المعيشية وتضع جهود
الحكومة مجتمعة في خانة حل
مشكلات المواطن، وبالطبع يتوقف
مدى تأثير الإنعاش بين شخص وآخر
على حجم خبرته بالـ(حكومات
السورية المتعاقبة)..
ففي
كل يوم لا تكاد تظهر الصحف
السورية في الأسواق إلا وتحمل
في وريقاتها عشرات المفردات
والتعابير، المعبرة عن
الإنجازات، إضافة إلى الصعوبات
التي تم تجاوزها فيما يتعلق
بقضايا الأخ المواطن حتى يخيل
لنا أن الوزراء وإداراتهم أعطوا
جل وقتهم لحياة المواطن السوري.
وليس
مبالغة أن نظن (على طيبة قلوبنا)
أن بعض السادة أعضاء الحكومة ما
إن يصلوا إلى بيوتهم حتى
يتوجهوا إلى أسرَّتهم حيث يغلب
عليهم النعاس من كثرة ما عملوا
طوال نهارهم من أجل ذلك
المواطن، فيغرقون بالنوم الذي
بدوره يجلب لهم أحلاماً (مواطنيَّة)
فيرى بعضهم في حلمه (مثلاً) أن ما
صرح به سابقاً عن عدم رفع الدعم
عن الأساسيات قد تحقق ومازال
الدعم قائماً على تلك
الأساسيات، وأن مواطناً صالحاً
يصفق له لأن الدعم لم يرفع إلا
عن مادة البنزين وهي من
الكماليات.
ويحلم
وزير آخر بأنه محاط بمجموعة من
المواطنين يشكرونه بسبب تحقيقه
ما وعد به على الشاشة الصغيرة
منذ فترة عن عدم أرتفاع ثمن
الشقق السكنية وكيف نصح
المواطنين بعدم شراء منازل لأن
أسعار السكن في انخفاض مستمر.
وآخر
يحلم بـ(طابور) من المواطنين
يصطفون بالدور أمام منزله
ليصافحوه شاكرين جهوده في تحقيق
الأمن الغذائي الذي سبق أن
وعدهم به، ومقدرين عزمه على
الانتقال من تحقيق الأمن
الغذائي الوطني إلى الأمن
الغذائي العربي.
ووزير
آخر يحلم بالارتقاء من وزير إلى
رئيس مجلس الوزراء بسبب نشاطه
المتناهي بالارتقاء بالاقتصاد
الوطني، وأمامه مجموعة كبيرة من
الناس ينظرون إليه بإعجاب شديد
وأحدهم يقبله شاكراً بقوله:
شكراً سيدي الوزير لقد ثبت سعر
صرف الليرة.. فيقاطعه مواطن آخر
بقوله: لكن أسعار السوق التي
ارتفعت بسبب ارتفاع العملة
الصعبة لم تنخفض مع انخفاض
العملة وبقيت عالية وثابتة،
فيقاطعه الوزير مقنعاً إياه بأن
هذه القضية ستعالج عاجلاً أم
آجلاً.. ولا قيمة لها أمام
منجزاته.. فيصفق له المحتفون
حوله و..
ووزير
آخر يحلم بمواطنين يقلصون
محادثاتهم الهاتفية إلى النصف
فيوفرون في فاتورة (الموبايل
والأرضي) وآخرين يقلصون فترة
متابعة (التلفزيون السوري) إلى
النصف ويقتصرون في مشاهداتهم
على (نشرات الأخبار- وبرامج:
الأيدي الماهرة- ووبناة الأجيال-
والشبيبة –وأرضنا الخضراء)
فيوفرون قسماً من (فاتورة
الكهرباء) ثم يقف الوزير بعد أن
يحيط به مديرو
وزارته العامون الذين يهزون
رؤوسهم تصديقاً لكل مايقول، حتى
وإن كانوا (ثقيلي السمع) ليتحدث
إلى المواطنين، ليشكرهم على
حسهم العالي بالمواطنة، ووعيهم
لضرورات ترشيد استهلاك الطاقة،
وحب الوطن، وكره الكهرباء
والهاتف بنوعيه الأرضي والنقال...
ووزير آخر.. وآخر..
وبعد
أن يغط الوزراء في نوم عميق، من
جراء يوم زاخر بالعمل من أجل
المواطن، يستيقظون في الصباح
لمتابعة أعمال وزاراتهم
ومديرياتها ليفاجؤوا بوزارة
جديدة (هم خارجها) فيعودون إلى
أعمالهم القديمة (أي ماقبل
الوزارة) ويعيشون مع الشارع
السوري (كما كانوا مسبقاً)
ويحصدون نِعَمَة انجازاتهم..وبعضهم
يتحول إلى معارض.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|