احتقان
الفساد السياسي والمالي
في
الدول العربية
محمود
البوسيفي
أعلنت الصين - وهي
بالمناسبة الأكثر تعداداً (مليار
وأربعمائة مليون نسمة)- أنها
تخطَّت حاجز الاكتفاء الذاتي من
القمح وشرعت في تصديره.
وفي برلين عاصمة
ألمانيا- هي بالمناسبة أكثر
الدول أنهاراً في العالم (خمسمائة
نهر)- بدأت في اعتماد خطة إعادة
استخدام مياه التنظيف المنزلي
في خزانات للصرف الصحي ..
وفي اليابان- والتي
هي بالمناسبة أكثر الدول خلواً
من الموارد الطبيعية- تجاوز
الدخل السنوي للمواطن السقف
الذي حددته الأمم المتحدة
للرفاه.
وفي السويد- وهي
بالمناسبة أكثر مناطق العالم
المأهولة صقيعاً وعتمة- حقق
الإنتاج الصناعي فائضاً تجاوز
المعدَّلات المستهدفة.
وفي هولندا- وثلاثة
أرباعها بالمناسبة صناعة
هولندية- (ردم البحيرات
والأخاديد المائية) يحقق إنتاج
الحليب ومشتقاته والزهور دخلاً
يفوق الثلاثمائة مليار دولار
سنوياً.
أنا لا أتحدث هنا عن
معجزات أو عن كائنات فضائية..
المعجزات الكونية
يتم تحقيقها على هذه الرقعة
الهائلة من الشقاء .. هذا الوطن
الممتد من الماء إلى الماء .. من
الخليج الخائر إلى المحيط
الفائر..
وصل حجم الديون
العربية- وهي بالمناسبة منتجة
في معظمها للطاقة 160 مليار (مائة
وستون مليار دولار) ..
هذا الوطن الكبير
عجز رغم ما يمتلكه من إمكانات
هائلة عن تحرير فلسطين وإنجاز
التنمية وإشاعة الديمقراطية
فهو كما يقول مظفَّر النواب:(
سجوناً متلاصقة سجَّان يمسك بيد
سجَّان)
الفساد السياسي
والمالي في هذا الوطن العربي من
الأمور المألوفة التي لا تستدعي
الدهشة .. وتقلب المعايير
ومنظومة القيم صارت لحذاق
الأشياء المستساغة ..
دول هذا الوطن
محكومة بقوانين استثنائية ..
قبائل تتنافس على
الغنيمة .. تحكمها عقلية
ريعية..
ذهنيات مفارقة لا
تفلح إلا في إعادة إنتاج البؤس..
السؤال ليس عن
حقيقة الاحتقان الذي يعصف بهذا
الوطن .. ولكن ماذا بعد كل هذا ؟!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|