عش
رجبا تر عجبا
الدكتور
رشيد العيسى
تذكرت هذا المثل
عندما قرأت تصريح المهندس
البعثي ( الإصلاحي )أيمن عبد
النور وهو صاحب تصريح الخط
الأحمر تجاه الأخوان المسلمين
بعد المؤتمر القطري العاشر لحزب
البعث العربي الاشتراكي في
الصيف الماضي حيث قال أن
القيادة القومية للحزب قررت
دعوة الأحزاب الإسلامية في
الدول العربية والإسلامية إلى
عقد لقاء في دمشق وهو الأول من
نوعه وأن مبرر ذلك هو أن السياسة
الخارجية للنظام السوري تتوافق
مع سياسات ومواقف تلك الأحزاب
وأن النظام السوري ما زال يمنع
أحزابا إسلامية في سورية حفاظا
على الطابع العلماني للدولة
فأثار ذلك التصريح عندي بعض
التساؤلات فأحببت
إبداء بعض الملاحظات :
نحن نعلم وهم
يعلمون أن معظم الأحزاب
الإسلامية إما هي من الإخوان
المسلمين أو
أن مرجعيتها تعود لأفكار
ومباديء الأخوان
ما فتيء حزب البعث
يتهم الأخوان المسلمين
والحركات الإسلامية بأن نشأتها
تعود للغرب وأنها عميلة لأمريكا
وإسرائيل والانكليز فهل قرر حزب
البعث والنظام الطائفي القائم
في سورية منح تلك الأحزاب براءة
ذمة من العمالة والشهادة لها
بالوطنية
ردت بعض الأحزاب
الإسلامية على دعوته لحضور
مؤتمر الأحزاب
العربية في دمشق أن على صاحب
الدعوة عادة أن ينظف بيته من
الداخل ويهيئه لاستقبال الضيوف
فهل قام النظام بتنظيف نفسه
أطالب الأحزاب
الإسلامية قبل أن تستجيب لتلك
الدعوة أن تستبين من النظام بعض
الأمور
هل مازال يردد قول
الشاعر :
آمنت بالبعث ربا لا
شريك له
وبالعروبة دينا ماله ثاني
وهل مازال يردد عن
الإخوان بأنهم نشأة مشبوهة
وتاريخ أسود وهل ما زال يسمح
لكتابه أن يضعوا الله والأديان
في متاحف التاريخ
هل اعترف بمواقف
الأخوان الوطنية
وأنهم ضد الاستعمار
والهيمنة الأجنبية وأن لهم
تاريخ مشرف في فلسطين والقناة
وأن حماس هي جزء منهم وأن اسمها
هو حركة المقاومة الإسلامية وهل
يقر بأن الحركات الإسلامية هي
ضمير هذه الأمة وأنها حركات
بناءة وليست حركات هدامة
ورجعية تريد إعادة عقارب الساعة
والأمة إلى مراحل الظلام والجهل
وإن خالفته الرأي
وهل سيتعهد لها
بأنه لن يصف الإسلاميين
بالإرهابيين وأنه لن يتعاون مع
المخابرات الأمريكية حتى ولو
عادت علاقته معهم إلى سابق
عهدها
هل سيطبق مقولة
رئيسه أن المقاومة هي من
متلازمات الاحتلال ويجب على كل
بلد محتل أن يقاوم وأنه سيفتح
المجال للمقاومة في الجولان كما
في جنوب لبنان والعراق وفلسطين
إذا كان النظام
يعتقد بوطنية تلك الحركات
والأحزاب وتوافقه معها في
السياسات الخارجية فهل فكر في
التعامل مع الأخوان المسلمين
السوريين بنفس تلك الصورة وهم
فرع باسق من تلك الشجرة
المباركة ويقوم بإلغاء قانون
العار 49 والاستقواء بهم على
أعداء الخارج أم أن مصالحه
الذاتية في الفساد والاستبداد
تسول له اعتبارهم مختلفين عن
إخوانهم (ششنه ) في التنظيمات
الأخوانية و أنهم لا يستحقون
إلا السحق والاستئصال
يقول المثل أن
الغريق يتعلق بحبال العرمط فهل
وصل النظام إلى تلك الحالة وأن
احساسه بالغرق
يدفعه إلى قول فرعون : ( آمنت
برب هارون وموسى ) وبدأ يتجاوز
عن ترهاته وأدبياته وأفكاره
الفاسدة
قال
الله سبحانه وتعالى : ( ولقد سبقت
كلمتنا لعبادنا المرسلين إ نهم
لهم المنصورون وإن جندنا
لهم الغالبون
)صدق الله العظيم.( قل إنه
لنبأ عظيم أنتم
عنه معرضون . ولتعلمن نبأه بعد
حين )صدق الله العظيم
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|