طاولات
..وخطوط ..وألوان.....!.
الدكتور
/ نصر حسن
الدهشة والقلق والإستغراب يلف
الكثيرمن هذا الخليط الأبعد
مايكون عن صيغ المعارضة النبيلة
وعن رؤية واقع الشعب في سورية
ومايعيشه من مآسي وفساد
وفقروقمع لامس حدود إلغاء
الكرامة الإنسانية ,والأقرب إلى
غوغائية التشويش ...يدفعه شعور
العزلة على التهويش... ورغبة
عقيمة سقيمة في الرد على
التهميش ... محاولة بائسة قديمة
لخلط الأوراق والأفراد
والغايات وستر العورات ... هنا
وهناك في متاهة المساجلات... ليس
لها من شكل واضح سوى تثبيت الزيف
والتناقضات... والتباعد والعزف
على وتر مكروه مقطوع
.. موسيقى اللحظات الأخيرة على
أستبداد وفساد يحاصر الحوار
ويصرعلى شكله الممنوع ...ماذا حل
فجأة ً بقلة هذي الجموع ...؟! .
وكيف أفاقت مشاعرهم على هذا
الإنسان الذي أرهقه الجلاد
طويلا ً بسوطه وهم لاهون بصمتهم
ونفاقهم والخنوع ...لامشارك ولا
مواسي لسنين عجاف ...وحيدا ًهذا
الشعب أمام ظالمه مقموع...ورأسه
رغم أنف الحاقدين مرفوع مرفوع....هل
ماتت الذاكرة ....وزاغت العيون
أمام أشكال الفساد الفاجرة...وأصبح
السم مهضوم مبلوع.....؟!.
حراك ( سياسي ) في ظاهره وفي باطنه
شقاق أشبه بعراك ...مأساة الماضي
وفساد الحاضر مالهم منه انفكاك
..! مراوحة في المكان ومراوغة في
البيان .... ليس هذا هو طريق إنقاذ
الوطن وأمنه والأمان ...متناسون
وخائفون وتائهون في المقال
وأزقة الزمان ...مترددون
ومحتارون على تحديد المكان
والعنوان... !.
كان ياما كان ...يتكررالمشهد
البائس لاربح فيه بل هو عين
الخسران ...يجرّون الشعب إلى
الوراء إلى عسيرالأزمان ...مصرّون
على الهذيان وتجميل الطغيان ...يتلملمون
ويتهامسون أسرى فتات السلطان
.......وفي حضنه ترنموا وتربوا على
البلف واللف والدوران ...! .
القمع والفساد والكذب أخطر من
الطوفان... والوطن بطيشهم ساقوه
إلى فوهة بركان ... لملم جراحه
الوطن ومسح دموعه الإنسان ... يجب
أن ننقذ الوطن من ذل طغاته
والهوان .... جاء المخرج من قلب
دمشق ..إنه الإعلان ...هاجموه
وشتموه ووصفوه بسوء الألوان....
ووضعوا الحدود بين أبناء الوطن
الواحد محاولين هدم البنيان ...وقالوا
مالم يصدقوا إنه من صنع فلتان
وعلان ....وهم الوحيدين الحريصين
على مصلحة الأوطان ....مرة أخرى
يحاصر الشعب بسوط السجان ....وتفتح
أفواهها الحيتان ....لكنها هذه
المرة مكسرة الأسنان. ....وخائرة
العزم والعزيمة
أمام
شعب قرر
أن ينهي الهوان
.....ويجابه وجها ًلوجه الطغيان..!.
سهام طائشة في شتى الإتجاهات ....
ووارث عابث يعد أنفاسه وآخر
اللحظات ....وبقايا سموم ينفثها
وهو يدري ليس له من فنائه خلاص
.... ولايدري أن أتباعه وأبواقه
يحملون غباء ً لموته الأجراس ...
دعاة ( حوار) ونسيان وطن أغرقوه
بالظلم والفقر وحسابهم قادم
لامناص ... أزاحوا غطاء عوراتهم
بأيديهم وبان زيف ادعائهم
بالإخلاص ....سلبوا حرية وحرمة
الإنسان وسرقوا كل الوطن ...
وكسروا لعب وأحلام الصغار
والأطفال وكرامة الرجال وبسمة
الأجيال... وسواس الرحيل ولحظة
العويل وعقاب الذليل يحاصرهم في
سرهم وجهرهم ..إنها نهاية الظلم
الطويل...ولحظة هروب حالمة ليس
لهم إليها من سبيل..!
إنه الوسواس الخناس .... ماضيهم
وحاضرهم بكهوفهم وقصورهم لا
يتغيرون ولايتبدلون حبلى
بحقدهم على جميع الناس ....لاوطن
ولاشعب ولا كل هذا الحريق الذي
سيحرق الجميع مدفوعين بغيهم في
طريق بلا نبراس ...إنه الفشل
بعينه وبكلمة واحدة هو جحيم
الإفلاس .....
على أن الحياة لن تقف أسيرة اليأس
في لحظة الإفلاس
...ولن تنتظرعقم الجلاد الذي
عانى منه الأمرين كل الناس ...فكانت
ولادة الشعب الجديدة ...إنها
جبهة الخلاص ... الخلاص من
الإستبداد والفساد والظلم
والوهم .... هي إلى الطريق الصحيح
بداية الهداية...وللشعب والوطن
من خطورة الأيام حماية ....أبناء
الوطن قرروا حفظ كرامة شعبهم
وعرضهم وأرضهم ..أحرار هجروا كل
ألوان الوصاية ....وطن واحد ..شعب
واحد .. صوت واحد .. في وجه الظلم
والظلام والعبثية ..إنه آخر فصل
من سواد الرواية ...
مرة أخرى يصر الإستبداد على
الوشاية ... ليحرف الجميع عن
التفكير في نهاية الولاية .....
طاولات واستطالات ورسم خطوط
وتلوين خطوط لمحاصرة اللون
الوطني هنا وهناك ,ومهاترات
وخطابات مستميتة على خلط
الأوراق والألوان,لكنها تمشي
عكس ماتشتهيه سدنتها وعلى الضد
من تشويهها فيزداد
البياض بياضا ً والسواد
سوادا ً .
بقي أن نقول : الإعتراف بالخطأ
فضيلة والرجوع إلى صف الشعب
حكمة وشجاعة , والصدق بالتعامل
مع النفس والآخرين خيار العقل
والعقلاء والنبلاء , ونبذ
الفرقة والتفريق والرجوع إلى
الوعي الوطني هو الإنتماء كله
إلى هذا الوطن وتاريخه ومستقبله
, وأن الشمس لم يستطع ظلاّم
التاريخ سابقا ً ولن يستطيعوا
حجبها بغربال لاحقا ً ,وتبقى
الخطوط التي صنعوها بظلمهم
والخنادق التي حفروها
لقبرالوطن كله شواهد على ( حبهم
للوطن ) واحترامهم للآخرين ,لا
يستطع أحد أن يتجاوزها ولا أحد
يملك الحق بفرض الفهم وبفصل
الآخرين واحتكار الوطنية
والإخلاص للشعب واللعب
بالمقدسات الوطنية والإنسانية
تحت أي ظرف ٍ من الظروف.
الإستبداد... لالون له ولاضمير
ولادين ....ومسكين من لم يستطع أن
يفهم تلوين السلاطين,ويبقى لون
الوطن الواحد في العقول والقلوب
....علمنا جميعا ً على مر السنين
......
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|