ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 13/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

صفحات مطويّة

من أجل حريّة الشعب السوري

بقلم: محمد علي شاهين

ستّة عقود مضت على حلم الاستقلال طويت فيها صفحات النضال لرجال أعزّة ونساء ماجدات، سطّروا ملاحم أمتهم بمداد من نار ودم.

نستعيد ذكراهم في يوم الجلاء ونملأ عيوننا بصورهم، وأسماعنا بأسمائهم وقصص بطولاتهم، نسترجع صدى صليل الصفاح، وقعقعة السلاح، ووقع حوافر الخيول، ونرمق من بعيد غبار المعارك، وقد أظلم نهارنا بالعجاج.

نضع باقة ورد حمراء مضمّخة بالعطر على شواهد القبور المنسيّة لشهداء باعوا أرواحهم في سبيل الله لتحيا سوريّة عزيزة، ووطناً للأحرار.

نشحن ذاكرتنا بلهيب ثورة إبراهيم هنانو في جبل الزاوية، وعز الدين القسّام في جبلة، وعمر البيطار في جبل صهيون، وحسن الخرّاط في الغوطة، والشيخ حسن حبنّكة في الميدان، والشيخ إسماعيل الحريري والشيخ مصطفى الخليلي والشيخ محمد الأشمر في حوران، وسلطان باشا الأطرش في جبل الدروز، وصالح العلي في جبل العلويين، واحمد مريود في الجولان، وسعيد العاص في عكار، وفوزي القاوقجي في حماه، ورمضان شلاش في دير الزور، والشيخ مصطفى السباعي في حمص، والدنادشة في تلكلخ، وعبد الواحد هارون وعبد القادر شريتح في اللاذقيّة.

نستذكر بطل ميسلون يوسف العظمة، والدكتور صالح قنباز في حماه والدكتور رفعت الأتاسي في حمص وهما يضمّدان الجراح في معارك الشرف والفداء، والشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ هاشم الخطيب، والشيخ محمد الفحل والشيخ عبد الحكيم المنير على منابر الأموي والشيخ شكري الطويل في الساحل السوري، والشيخ محمد فؤاد الأتاسي في حمص وإخوانهم وهم يحرّضون المؤمنين على القتال ويدعمون الثورة بالمال والسلاح.

نشحذ هممنا بنضال المرأة السوريّة التي تكن في يوم من الأيّام أقل وعياً ووطنيّة من الرجل، فقد تنادت سيدات دمشق للاجتماع في الجامع الأموي الكبير بدمشق يوم 17/11/1934 احتجاجاً على وقف الحياة النيابيّة  بعد رفض معاهدة (دومارتل ـ العظم) وردّاً على محاولات انتقاص الوحدة والاستقلال، وكنّ أكثر من مئة سيّدة محجّبة، واشتبكت السيّدات مع الشرطة التي لم تتورع  عن اعتقال ثلاث عشرة سيدة من السيدات السوريات المتظاهرات، وتقديمهن إلى المحكمة، وتغريمهن بمبالغ مالية، ومنهنّ: ميمونة بنت أحمد الصرماياتي، وفوزيّة الفاكياني، وفطمة أرضروملي، وحياة فوّال، وزينب الكردي، واعتبر المدّعي العام الفرنسي (موغان) إرسال الدمشقيّين نساءهم للتظاهر في الطرقات والإخلال بالأمن ضرباً من النذالة والجبن، إلاّ أن السوريين لفتوا نظره إلى ما تفعله المرأة الأوروبيّة في القضايا الوطنيّة، وتضامناً مع سيدات دمشق المعتقلات أضربت دمشق احتجاجاً على هذا الإجراء التعسفي .

ولمّا اجتمع (كراين) رئيس اللجنة الأمريكيّة التي جاءت تستطلع آراء الشعب السوري بنساء الشهداء قالت زوجة المرحوم رشدي الشمعة مخاطبة السيد (كراين) وهو برفقة الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في بيت السيد شكري العسلي: لم يمت رشدي بك إلا لأجل سلامة الوطن، وإن هذه المحن التي نئن منها توجعه في جدسه، فإن لم تترفقوا بالأحياء ياسيدي، بالله ترفقوا بالأموات، ولا توجعوهم في مضاجعهم.

وروى حسن الحكيم ما قالته إحداهن يومئذ: لا تحرمونا من صوت الحرية، وتلقونا في مهاوي الاستعباد، إن حياتنا تكون عبئاً ثقيلاً إذا كان رجالنا أرقاء، لأن زوجة الرق لا يحق لها أن تكون سيدة في بيتها .

وخلال الثورات السورية المتعاقبة ضد الاستعمار الفرنسي كانت النساء السوريّات يخرجن متظاهرات محتجّات على ممارسات المستعمر الفرنسي، وينثرن من شرفات بيوتهنّ ماء الزهر وماء الورد على رؤوس المتظاهرين، ويسرن خلف مواكب الشهداء وهنّ يزغردن.

ويومها برزت في النساء السوريّات أسماء مضيئة ضربت المثل في الجرأة والجسارة أمثال: السيدة زكية هنانو، شقيقة الأخوة الأبطال هنانو: إبراهيم وعقيل وحقي، أما نباهة بنت الزعيم الوطني إبراهيم هنانو، فكانت ترافق أبيها وهي فتاة لا تتجاوز من العمر الثالثة عشر من عمرها، مرتدية ثياب الرجال، فتحضّ المجاهدين على القتال، وتثير فيهم الحميّة والشجاعة .

وقامت السيّدة عزيزة بنت محمد حسن حصريّة بالعمل لمصلحة الثورة، حتى أنّها سيقت إلى المجلس العدلي لتحاكم بتهمة التجسس لحساب الثوّار ومصلحة الثورة ؛ لكن المحكمة برّأتها من التهم المنسوبة إليها بسبب نقص الأدلّة عام 1926 .

وصودرت بندقيّة السيّدة رشيدة الزيبق التي كانت تقف إلى جانب زوجها المجاهد حسن الزيبق، وكانت ترتدي ثياب الثوّار وتخوض مع المجاهدين معارك الشرف .

وأسست السيّدة نازك العابد (جمعيّة النجمة الحمراء) وشاركت في إسعاف الجرحى يوم ميسلون، وأصدرت مجلّتها الرصينة (نور الفيحاء) عام 1919 فساهمت في نشر الوعي الوطني بين النساء السوريّات .

وفي معركة ميسلون تطوّع عدد من النساء السوريّات لخدمة الجرحى، ولبس بعضهن الملابس العسكريّة، وفي طليعتهن الآنسة نازك العابد التي أنشأت في بضعة أيّام مستشفى ميداني لعلاج جرحى ميسلون .

ومما يجب تسجيله بمداد الفخر، خلال ثورة قطنا بزعامة البطل أحمد بارافي الكردي، الأعمال الجليلة التي قامت بها نساء قطنا من جلبهن الزاد والماء تحت هاطل الرصاص .

صور شتّى ستبقى رغم محاولات شطبها من ذاكرة الوطن منارات تضيئ ليل أمّة تعشق الحريّة، تصبر ولكنّها لا تنام على ضيم، وإذا ثارت فثورتها بركان، وما أكثر العبر وأقل الإعتبار.

فدت نفسي تلك النفوس المطمئنّة، والأرواح المجللة بعبق الشهادة وطيبها في يوم ذكراها.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ