ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 13/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المجتمع الدولي في مواجهة غير متكافئة

مع الشعب الفلسطيني

د. محمد الغزي

صمت المجتمع الدولي دهرا، على الجرائم الوحشية للاحتلال الصهيوني الغاشم ضد الشعب الفلسطيني المقهور، ثم نطق كفرا عندما بدأ شعبنا الفلسطيني يشق طريقه بقوة وحكمة وتوافق يعزز صموده في وجه الاحتلال الغاشم ويصحح مسار نضاله ويجعله أقرب ما يكون من نيل حقوقه المشروعة، فتآمرت قوى الشر والطغيان على شعبنا ومارست عليه كل الضغوط الإرهابية الترويعية ووضعت أمام حكومته الشرعية كل العراقيل في صورة مقززة وحشية يندى لها جبين الإنسان، ما جعل حركة المقاومة الإسلامية حماس وحكومتها المنتخبة وكل الشعب الفلسطيني في مواجهة مصيرية غير متكافئة مع ما يسمى المجتمع الدولي فبات شعبنا الفلسطيني لا خيار له سوى الصمود والإصرار على مواصلة مسيرة جهاده الطويلة المريرة.

 

لقد ارتبط اسم المجتمع الدولي بالشر والعدوان ودعم الاحتلال الغاشم وغض الطرف عن ممارساته الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني وممارسة أقسى الضغوط على الشعب الفلسطيني وتهديده بالويل والثبور إن مارس حقه في حرية الاختيار، هذا المجتمع الدولي يصيبه الصمم والعمى عندما يتعلق الأمر بالإجرام اليهودي الصهيوني وانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني، فلا يرى ولا يسمع جرائم الاحتلال التي ملأت السموات والأرض كالاعتداء على حياة الفلسطينيين بالاغتيال والاعتقال وإمطار سماء قطاع غزة بمئات القذائف المدفعية الثقيلة على مدار اليوم والليلة ووقف تزويد الأراضي المحتلة بالمواد الغذائية والتموين والوقود ومنع وصول الدعم المالي والمساعدات العربية إلى الشعب الفلسطيني وممارسة كل أصناف العقاب الجماعي الوحشي؛ في عملية صهيونية تسعى إلى تحويل القطاع إلى معتقل كبير أشبه ما يكون بالـ Concentrated Camps النازية، ولا ينشغل المجتمع الدولي، إزاء كل هذا الإجرام، إلا بممارسة الضغوط الإرهابية على شعبنا الفلسطيني ودعم جرائم الاحتلال الرامية إلى إنهاء القضية الفلسطينية.

والمجتمع الدولي ما هو إلا الولايات المتحدة الأمريكية والدول السائرة في فلكها ودول الاتحاد الأوروبي، وهذه الدول هي الأطراف الفاعلة والمؤثرة فيما يسمى بالمجتمع الدولي أو الأسرة الدولية، وهي تلك الدول التي أقامت دولة الاحتلال في فلسطين المحتلة ولا تزال تدعم المشروع الصهيوني، ولقد همش المجتمع الدولي قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني لعشرات السنين، مانحاًً بذلك الفرصة لليهود والصهاينة لاحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها وتقسيم وتهويد المناطق والمدن الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وتكوين رابع ترسانة نووية في العالم وإمداد دولة الاحتلال بالمهاجرين من شتى بقاع الأرض ...

لذلك فالمجتمع الدولي منحاز للاحتلال الغاشم وطرف فاعل في الصراع العربي الصهيوني، ولهذا لا يمكن أن نعول عليه في نيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا يمكن أن نتقبل نصائحه فيما يتعلق بضغطه على حماس لمنح الاحتلال شرعية ونبذ المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني والالتزام باتفاقيات الذل التي أبرمتها سلطة أوسلو مع الاحتلال، لقد جاء المجتمع الدولي بسلطة أوسلو ومنحها شرعية دولية ومدها بالمساعدات المالية وكل التسهيلات الدولية بهدف تكريس الاحتلال وتدمير كل مقومات المجتمع الفلسطيني ووأد إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة؛ حتى وصل الأمر بالشعب الفلسطيني إلى الحالة الراهنة والوصول إلى كارثة اقتصادية تهدد أمنه ومستقبله وطموحه وتطلعاته.

وحيث أن المجتمع الدولي لا يمثل إلا عصابات من الأنظمة التي تسلطت على شعوبها وعملت على تضليلها وخداعها بخصوص حقوق الشعب الفلسطيني وشرعية مقاومته ضد الاحتلال الإجرامي فإنه يجدر بنا التأكيد على أهمية كسب الرأي العام العالمي لتأييد ودعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني ولتأييد حقه في المقاومة والدفاع عن أرضه وحقوقه، وهناك استطلاعات عديدة للرأي العام تؤكد أن معظم الشعوب الحرة في العالم تعتبر الانتفاضة أكبر وأشرف مشروع تحرري عالمي لمقاومة كيان يمثل أكبر خطر على أمن واستقرار العالم.  بالأمس برر المجتمع الدولي غزوه لأفغانستان واحتلاله لها بتطرف حركة طالبان ونظامها الإسلامي المناقض لمبدأ الحريات الغربية، بحسب افتراء الغربيين، وبعدها برر غزوه للعراق واحتلاله له بمبررات باطلة كاذبة فكيف يا ترى يبرر هذا المجتمع الدولي ممارساته الهمجية ضد الشعب الفلسطيني وحكومته التي اختارها بحرية كاملة؟!

إنها الحرب الغربية الصهيونية ضد الإسلام والمسلمين، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لإقامة إمبراطورية الشر والإرهاب وغزو أوطاننا واستعباد شعوبنا، وقد أسقط المجتمع الدولي، بممارساته الهمجية غير الإنسانية ضد الحكومة الفلسطينية الجديدة، كل الحجج الواهية التي يتخذها ستارا لعدوانه على أمتنا وشعبنا، ولا يأتي ما نشهده الآن من فرض المجتمع الدولي للضغوط الظالمة والعزلة الخانقة على شعبنا الفلسطيني إلا استثمارا للإنجازات الخائبة للفئة المفسدة التي تسلطت على الشعب الفلسطيني بموجب اتفاقيات أوسلو المهينة وأحلت شعبنا دار البوار، فالمجتمع الدولي يسعى برعونة في توظيف إفرازات اتفاقيات أوسلو لإخضاع حماس ونزع اعتراف منها بدولة الاحتلال.

ولكن خاب ظن ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يجهل حقيقة أن الشعب الفلسطيني قد اختار حماس، في ظل تهديد بالحصار والتجويع والعزلة، مدللاً على نفض يده من هذا المجتمع الدولي الجائر ولفظه لكل الحلول الاستسلامية المهينة التي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها أن يفرضوها على شعبنا بقوة الإرهاب السياسي والعسكري والاقتصادي، فقد أكد شعبنا المجاهد استعداده لتقديم التضحيات الهائلة، في ظل ما شهدناه من وعيد وترهيب مارسته الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال الغاشم، رداً على خذلان المجتمع الدولي لشعبنا وتخلي الأنظمة العربية عن نصرة قضيته العادلة بل ووقوف بعض هذه الأنظمة إلى جانب المعتدين.

لقد اقتنع شعبنا الفلسطيني بأن القرارات الدولية لن تقدم له أي شيء في ظل الفيتو الأمريكي ودعم المجتمع الدولي غير المحدود لدولة الاحتلال الغاشم، فالمجتمع الدولي هو الذي أعطى دولة الاحتلال شرعية مجانية ولا يزال يمدها بالدعم المادي والمعنوي ويسمح بالهجرة غير الشرعية لليهود إلى الأرض التي احتلوها في فلسطين ويغض الطرف عن كل جرائمهم التي فاقت كل تصور.

وبينما يضغط المجتمع الدولي على الفلسطينيين ويترك العنان لليهود المحتلين لتدمير المجتمع الفلسطيني اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا تقوم بعض الأنظمة العربية بحماية حدود دولة الاحتلال وإطباق العزلة والحصار على الشعب الفلسطيني ومنع شعوبها من القيام بواجبها تجاه أبناء الدين والوطن والعروبة، بل تقمع تلك الأنظمة كل من يقاوم التطبيع ويعترض على الممارسات الأمريكية الظالمة ويحاول تقديم المعونات والمساعدات المالية لجياع وفقراء الشعب الفلسطيني، لقد أصدرت حكومات عربية قرارات تمنع النقابات من النشاط السياسي الذي يهدف إلى مقاومة التطبيع مع الصهاينة، وهذا غيض من فيض من القرارات التي اتخذتها بعض الأنظمة العربية لحماية هذا الكيان الغاصب.

وما نراه من شحن مواد تموينية للشعب الفلسطيني يأتي في سياق ذر الرماد في العيون وتهدئة الشعوب العربية وتخديرها حتى الموت وإيجاد مبررات لبعض الأنظمة العربية للضغط على حماس وجرها إلى الاعتراف بدولة الاحتلال والانخراط في عملية التنازل عن الحقوق والثوابت والسير في فلك المجتمع الدولي الظالم، فالمطلوب عربيا ودوليا من حماس، في عصر الحرب على الشعوب العربية والإسلامية، أن تحذو حذو الأنظمة العربية وأن تتبع خطواتها وتتأسى بسلوكها علَّ شعبنا الفلسطيني ينجو من كارثة محدقة ومجاعة محققة ...

وهذا سراب لا يؤدي إلا إلى المزيد من التقهقر على مستوى الحقوق ومسيرة الجهاد والتحرير، وعلى شعبنا الفلسطيني أن يستمر في نضاله غير آبه بما يطلقه المجتمع الدولي من تهديد ووعيد، فما مات شعب من جوع ولن تنكسر شوكة شعبنا ولن نتخلى عن حقوقنا مهما تكالبت علينا الأمم الشريرة، فما يشهده شعبنا الآن من إرهاب وجرائم هو الوضع الطبيعي في ظل الهجمة الغربية الشرسة على ديننا ومقدساتنا، ووقف المساعدات الدولية هو الخطوة الأولى نحو الفطام عن المساعدات المالية المسيسة التي يقدمها المجتمع الدولي المنحاز لدولة الاحتلال وتفعيل القوى العربية والإسلامية الكامنة وقيادة الشعوب العربية نحو النهضة الإسلامية المنشودة التي تحرر أوطاننا من الهيمنة والاحتلال وتعتق رقابنا من ظلم الأنظمة الفاسدة.

لا يوجد أمام شعبنا وحكومته وحماس غير الصبر والثبات، فنحن في عصر الدجال المسمى بالمجتمع الدولي الذي يقذف بمن يطيعه في النار ولا ينجو من دجله وشره إلا من عصاه، ولعل في هذا فرصة ممتازة لشعوبنا لتنفض عنها غبار الذل والمهانة وتتصدى للفئة المفسدة التي تقود البلاد إلى الخراب والخسران في الدنيا والآخرة وتمكن لإمبراطورية الشر والدجل والإرهاب، وعلى العرب والمسلمين نصرة الشعب الفلسطيني الذي يقف في خط المواجهة المتقدم جدا دفاعا عن أمتنا وديننا، ولعل في فتوى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، التي تحض المسلمين على تقديم المساعدات المالية للشعب الفلسطيني، تبديدا لكل الشبهات والأكاذيب التي يثيرها أعداء الأمة من خلال سعيهم إلى إثارة الجدل والخلاف بين المسلمين في كل أمر من أمور دينهم ودنياهم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ