أحرق
الفاتورة يابشّار..
قبل
أن تحرقك!
عبد
الله القحطاني
لقد ثقلت عليك الفاتورة
يابشّار ( فاتورة جرائمك ضدّ
شعبك ).. فأحرقها قبل أن تحرقك..!
مزقها
قبل أن تمزقك ..! ارفعها عن
كاهلك، قبل أن تقصم ظهرك..!
لكن
قبل أن تفعل أي شيء ، أجب على هذه
الأسئلة بينك وبين نفسك :
1) هل
تستطيع أن تحرق الفاتورة ؟
2) إذا
كنت لاتستطيع ، فهل ذلك بسبب عجز
كامن فيك ، أم بسبب القيود
القيود القاسية التي يقيّدك بها
مَن حولك ؟ أم بسبب الأمرين معاً
؟
3) هل
تعتقد أن العوامل التي ساعدت
أباك على الاستمرار في الحكم
ثلاثين سنة ( المؤهّلات الشخصية
، والظروف المحلية والإقليمية
والدولية).. موجودة لديك ، وفي
عهدك؟
4) هل
تعتقد أن سورية بكلّ من فيها وما
فيها، هي عقار ورّثـك إيّاه
أبوك ، مشاركةً مع إخوتك ،
وأعمامك ، وأخوالك ، وأقربائك ،
وأنسبائك ، وأصهارك ، وشركائك..!
وتَرى من واجبك الدفاع عن تركة
العائلة، حتى آخر نفَس في صدرك !؟
5) هل
تعتقد أن اللصوص والمجرمين الذي
يحكمون سورية باسمك ، ويضطهدون
أبناءها، ويسرقون ثرواتها ،
باسمِك وبغطاء من صلاحياتك..هم
حريصون عليك لذاتك ، أو حريصون
على عائلتك بصفتها عائلة مقدّسة
يدافعون عنها حتى الموت .. أم أن
كلاّ منهم يبيعك ، ويبيع أسرتك،
ويبيع شجرةَ نسبك كلّها، حتى
الجدّ التسعين ، بليرة سورية
واحدة ، يضيفها إلى رصيده في أحد
البنوك الأوروبية والأمريكية..!؟
6) هل
تعتقد أن ايران وإسرائيل
مستعدّتان لإرسال جيوشهما ،
للدفاع عنك وعن أسرتك ، ضدّ
أبناء شعبك ، إذا خرجت جموع
الشعب السوري المسحوقة ،
بالملايين ـ بعد أن طفح كيلها ـ !
تهتف ضدّ حكمك الوراثي الفاسد ،
الذي أهلك الحرث والنسل ، ولم
يعد لدى أحد قدرة على احتماله!؟
7) هل
تعتقد أن أسرة الحريري والقوى
المناصرة لها في لبنان وغيره..
ومجلس الأمن الدولي والقوى
المتنفّذة فيه .. أن هؤلاء
جميعاً ، مستعدّون للتآمر معك ،
وإجراء الصفقات المريبة معك،
للتخلّي عن دم الحريري ،
وتبرئتك ـ مع أخيك وصهرك ـ من
جريمة اغتياله .. إذا أثبت
التحقيق الدولي تورّطكم في هذه
الجريمة الحمقاء البشعة..!؟
ثم .. ـ وهذه حزمة جديدة من
الأسئلة ـ :
8) ألا
ترى أن مسارعتك إلى إجراء
إصلاحات جريئة وشاملة ـ قبل أن
يلتفّ حبل التحقيق الدولي حول
رقبتك ورقبتَي أخيك وصهرك ـ
وإعادة السلطة إلى الشعب ،
ليختار مَن يشاء ، عبر انتخابات
حرّة نزيهة ـ قد تفوز بها أنت ،
أو غيرك ـ وتخضع البلاد
لمؤسّسات جديدة نظيفة شريفة .. (
وهذا هو إحراق الفاتورة الكالحة
السوداء ، وبدء التعامل مع
البلاد وأهلها بفاتورة نظيفة
جديدة !).. ألا ترى أن هذا سيُربِك
التحقيق الدولي ، ويخلط الأوراق
في مواجهة المجتمع الدولي ؛ إذ
يضعك في حماية شعبك ، ويحمي أهلك
وأسرتك من الضياع ، فيما لوثبتت
الجريمة عليك وعلى أخيك وصهرك ،
وساقـتكم العدالة الدولية إلى
محاكمها، وأنتم ممسكون بمقاليد
السلطة ، في مناخ شعبي داخلي ،
مُعادٍ لكم ، حاقد عليكم ،
متربّص بكم الدوائر ـ ..!؟
9) ألا
ترى أن إصرارك على حمل أوزارك
وأوزار أبيك ، حتى التي حَملها
في عنقه قبل أن تولد
ـ
وقد برأك الله منها ـ ..! وإثقالَ
فاتورتك بفاتورته المشحونة
بالبلايا والرزايا، وكلّ أنواع
الجرائم البشعة ضد الشعب السوري
، مِن قتْل ، وحبْس ، ونفْي ،
وتَقنين للإجرام ـ بالقانون 49
لعام 1980ـ .. والجرائمِ البشعة ،
ضدّ الشعب اللبناني والشعب
الفلسطيني .. تحتَ مصطلح (الاستمرار
مع التطوير) .. ألا ترى أن في هذا
حماقة تجعل (هَبَـنّـقَـة)
مضربَ المثل في الحماقة، يهتزّ
طرَباً في قبره ، صائحاً : الحمد
لله الذي صَرف عنّي المثلَ إلى
مخلوق آخر.. فلا يقال بعد اليوم :
(أشدّ حماقةً من هَبنّقة )، بل
أشدّ حماقةً من بشّار..!؟ ذلك أن
هبنقة، فقدَ التمييز بينه وبين
أخيه، حين رأى قلادته علىصدر
أخيه ، فقال له : ياأخي أنتَ أنا،
فمَن أنا !؟ فهل خلْط المرء بينه
وبين أخيه في قلادة، أشد
ّحماقة، أم خلْطه بينَه وبين
أبيه، في جرائم فظيعة، ارتكبها
الأب الميت ، ونَجا من عقوبتها
في الدنيا ، فحملَها عنه ابنُه
الحيّ ، بل جاهرَ بها وافتخر..!
بينما ضحاياها مصرّون على
المطالبة بحقوقهم من ظالميهم ،
مهما طال الزمن ، وتعدّدت وجوه
المجرمين ..!؟
فماذا
تقول لأبيك ، وهو يحكم سورية من
قبره باسمك، يحكمها بقوانينه
الإجرامية المخزية ـ ومنها
قانون إبادة الجنس البشري رقم /
49/ لعام 1980 ـ
.. ويحكمها بوحوشه ولصوصه
ومرتزقته ومنافقيه، الذين
تركهم حولك ليحكمك ويحكم البلاد
بهم ، وتظلّ أنت مجرد حامل
أختام، تشرّع بها جرائم
المجرمين ، في عهد أبيك وعهدك ..!
ماذا
تقول لأبيك ؟ إنك لن تقول له كما
قال هبنّقة لأخيه :( باأبي.. أنت
أنا، فمَن أنا !؟)..
لكن
الناس يقولون وهم يرون (
الاستمرار مع التطوير !) :
هذيْ العَصا مِن تِلـكُم
العُصَـيّهْ
هل تَـلِد الحَـيّة إلاّ
حَـيّـهْ !؟
10)
ألا ترى أن الذين يحضّونك
على التشبّث بالسلطةـ ومعها
الفاتورة ! ـ من أهلك ، خوفاً من
أن يَضيعوا بضياع السلطة ـ وهم
يرون السيل الجارف قادماً إليهم
لأنهم في السلطة ـ .. ألا ترى
أنهم يسوقونك، ويسوقون أنفسهم
معك ، إلى المهالك التي يريدون
الهرب منها .. ذلك أن المعقل
الوحيد الذي يحميهم من الهلاك ـ
بعد رعاية الله عز وجل ـ هو شعب
سورية نفسه، المحبّ الوفيّ،
المتسامح الودود، الذي يصفح عن
أيّ مجرم بحقّه، إذا اعـتذر عن
جرائمه، وأصلحَ سلوكه ، وأعاد
الحقوق إلى أصحابها، وأمورَ
السلطة إلى نصابها، وطَلب منه
الصفح والعفو ..!؟ ـ أم أن صفحَ
أمريكا وعفوها ، أحبّ إليك وإلى
أسرتك ، وأكرم على نفوسكم ، من
عفو شعبكم وصفحِه..!؟ـ .
11)
ألا ترى أن التفاصح ،
والسفسَطة، والحَذلَفة،
والفهلوة الكلامية، هي آخر
الصفات التي يبحث عنها الناس ،
لدى رجل الدولة الحقيقي ،
بَـلْهَ صانعَ القرار، بَـلْهَ
صانعَ القرار الأول في الدولة..!
وأن أهمّ صفة لدَى رجل الدولة
صانعِ القرار، هي الإحساس
بالمسؤولية عن الدولة التي
يرأسها ، والشعب الذي يَحكمه..
ثم القيامُ بالواجبات التي
تفرضها هذه المسؤولية، على أفضل
وجه ممكن..!؟
12)
ألا ترى أن هذه السطور ـ
برغم قسوتها ـ تقدّم لك من النصح
الخالص، ما لايقدّمه لك أحد من
المرتزقة واللصوص والقتلة
والمنافقين ، المحيطين بك إحاطة
السوار بالمعصم..!؟ والسبب في
ذلك أن الذين حولك يرون فيك
وسيلة لنهب البلاد واستعباد
العباد ..! أمّا هذه السطور فترى
فيك أحدَ الأئمّة المفروضين على
الأمّة ، وتنصحك ، ائتِماراً
بأمر رسول الله ( صلّى الله عليه
وسلّم) ، الذي قال : ( إنّما الدين
النصيحة. قيل : لِمَن يارسول
الله ؟ قال : لله ، ولرسوله،
ولكتابه، ولأئمّة المسلمين ،
وعامّـتهم) ..
وإذا كنتَ تشكّ في جدوى هذه
النصيحة، أو في صدقها، فاسأل
واحداً ممّن تثق بهم ، من عقلاء
دولتك ، وحكمائها، وأصحاب الرأي
والفطنة والحصافة والخبرة فيها..إذا
كنت ترى فيها أحداً يملك شيئا من
هذه الصفات سواك .. ! وإذا كنت تثق
بأحد ـ أيّ أحد ـ في هذه البلاد،
سوى أخيك وصهرك ، وبعض أخوالك
وأقاربك ، من آل مخلوف ، وآل
شاليش، الأمناء الأبرارالأطهار..!
وإذا كانت الحكمة تقول :
( السعيد مَن اتّعظ بغيره ،
والشقيّ مَن اتّعظ بنفسه).. فلا
أحدَ من البشر يملك لك شيئاً،
إذا كان الله قد كتب عليك أن
تكون من الأشقياء ، الذين يرون
مَصارع الناس مِن حولِهم ، فلا
يتّعظون حتى يلاقوا مصارعهم
بأنفسهم..! وعندئذٍ يندمون حين
لاينفع الندم ، ويلعنون مَن
حولهم ، زاعمين أنهم كانوا
السبب في هلاكهم ! ويلعنهم مَن
حولهم ، لأنهم فرّطوا بأماناتهم
، وانساقوا وراء أهوائهم ، التي
يزيّنها لهم مَن حولهم (أنفسُهم
!) ، من شياطين الإنس..! ويَدخل
المتلاعنون جميعاً، في دائرة
اللعنة، لعنة الله والناس في
الدنيا والآخرة..
ويَعلم
الله ، أنا لانريد لكَ هذا ، ولا
لأحد مِن خلقِه . لكنا لانملك
شيئاً لِمَن أراده لنفسه،
وأصَرّ عليه، واتّخذَ إلهَه
هواه ، وسامَ عباد الله ظلماً
وأذىً.. وخَسفاً..!
(
وسيَعلمُ الذين ظلَموا أيَّ
منقلَبٍ يَنقلبون) .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|