القانون
49 لعام 1980م
أو
:
قانون
القتل العَمْد
بقلم
: الدكتور محمد بسام يوسف
الذين أصدروا وصمةَ العار وسَمُّوها
قانوناً.. كانوا مُنسَجِمين مع
أنفسهم وجِبِلَّتهم، فهم لم
يكونوا في يومٍ من الأيام إلا
عصابةً من عصابات القتل
والإجرام وسفك الدم.. وقد
تسلّقوا، وحكموا، وتسلّطوا،
واستبدّوا، واضطهدوا، وقمعوا..
واستمروا.. بهدر الدم، فليس أرخص
لديهم من دماء أبناء شعبهم !..
القانون 49، هو قانون مستمَدٌّ من شِرعة
الغاب والغدر واسترخاص النفس
الإنسانية.. وإلا ما معنى أن
يحكمَ هؤلاء على مَن يخالفهم
الرأي بالقتل؟!.. وأي شريعةٍ
إنسانيةٍ تُبيحُ للحاكم أن
يهدرَ دم أبناء شعبه، لمجرّد
انتمائهم السياسي أو العَقدي أو
الحزبي أو الفكري؟!.. ولماذا
سكتتْ كلُ القوى العالمية على
أصحاب هذه الجريمة البشعة
المقنَّنة المستمرة منذ ربع
قرنٍ حتى هذه اللحظة؟!.. وأي
تاريخٍ أسود سيمنح صفحاته
للقتلة السفّاحين، الذين
أزهقوا أرواح ألوفِ الناس، وما
يزالون يزهقون المزيدَ منها في
القرن الحادي والعشرين؟!..
القانون 49، صفحة حالكة في سِجِلٍّ أسود
لحكّام سورية، لأنّ هذا القانون
القاتل، قَتَل أول ما قَتَل:
إنسانيةَ الإنسان، والفطرةَ
الإنسانية السليمة، وكلَ معاني
الحق والعدل والخير، وأبسطَ
حقوق الإنسان.. لذلك نقف بوجه
هذا القانون الذي يُقَنِّن
القتل العَمْد، ونشمُخُ بوجه
أصحابه كلهم : مَنْ سَنّ، ومَن
حرّض، ومَن نفَّذ، ومَن استمرّ
في غَيّه حتى اليوم !..
نقف بوجه قانون الهمج رقم 49، وندعو كلَّ
أحرار العالَم للوقوف بوجهه،
واستنكاره، والأخذ على أيدي
مُقتَرفيه، وتمزيقه، وإسقاطه..
لإعادة الاعتبار للإنسانية
المنتهَكَة، حتى يعودَ الإنسان
إنساناً، ويعودَ البشرُ بشراً،
وتعودَ سورية وطناً لكل
أبنائها، ومَلاذاً لكل أحرارها
وحرائرها، وحلقةً متميّزةً في
سلسلة الحضارة الإنسانية
المحترَمَة !..
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|