ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 18/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

بشار...

ولحظة انهيار امبراطورية الفساد...( 3 ).

د . نصر حسن

المعروف أن بذرة الفساد الأساسية في سورية هي تلك الفكرة الخبيثة  التي تجسدت في المنهج الشمولي على مستوى الحزب , هذا الحزب الذي قصقصه حافظ أسد كما أراد وشكل منه الحاضنة الفكرية الأساسية التخريبية , التي نما وترعرع فيها النظام الفردي الشديد المرتكز على مقولة الحزب القائد للدولة والمجتمع والتي تقلصت رجوعا ً إلى سياسة الفرد القائد إلى الأبد و أنتجت الإستبداد وعبادة الفرد , الذي يتمحورحول الدليل النظري الفردي على مستوى الحزب ظاهرا ً , و يخبئ بداخله منهج الطائفية السياسية التي هي الغطاء الحقيقي للحكم الفردي الشمولي, ومن ثم حكم العائلة الذي ظهرعلى جلائه في السنوات الأخيرة من حياة الديكتاتورالأب وبشكل أكثر وضوحا ً بعد وراثة بشار الحكم  ,ولم يعد من المخفيات بل أصبح علنيا ً يعرفه ويعيشه البسطاء من عامة الشعب ولانقول الخبراء في السياسة والحكم أو العالمين بصفات وسلوك الحكام والأمراء .

وتحت طقوس النظام الفردي المستبد الذي أقصى كل القوى الحية في المجتمع , تم التأسيس لإمبراطورية الفساد التي فتكت بسورية لأكثر من أربعين عاما ً ولازالت غارقة في متاهته إلى الآن , والتي شوهت العلاقات والسلوك الإجتماعي وأوصلت البلاد إلى حالة التدهور والعجز المخيفين وعلى كافة الأصعدة .

واستطرادا ً فإن الفساد الذي أفرزه الخط السياسي ...الأعوج الذي كانت بدايته هي ...الفاسد الكبير...الديكتاتورالأب, الذي تربع على قمتة  وأفرز كل مستوياته الأخرى , إنه الفساد السياسي الذي هو أخطر أنواع الفساد وأكثرها فتكا ً وخطرا ًعلى حياة المجتمع , ومنه خرجت كل ظواهره الأخرى لأنه كان عاما ً ومطلقا ويمثل بصدق مقولة "  السلطة المطلقة... مفسدة مطلقة ..."  .

نعم الفساد السياسي مفسدة مطلقة عندما يكون أساسه الفردية المطلقة , لأنه فصّل البناء السياسي للدولة على قياس فرد طاغية ,وعقد ورغبات فرد منحرف وأهداف منحرفة وبالضد من مصلحة الشعب في الحرية واحترام الكرامة الإنسانية والتقدم والتطور, وتوفرالحد الأدنى من العيش الحر الكريم ,وهذا استدعى بالضرورة إلغاء الأسس السليمة التي تقوم عليها الدولة وتشويه العلاقات الإجتماعية والوطنية والقومية وتدمير البنية التحتية للدولة وإلغاء الهيكلية الإقتصادية والقانونية لها وسرقة حقوق المواطنين وحصرالهيئة التشريعية بيد الفرد المستبد ,وتفكيك لحمة المجتمع وثوابت السلم الإجتماعي والأهلي عبردمج السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وحصرها في يد فاسدة واحدة ,الأمرالذي أدى إلى الفوضى والعبثية التي أدت بدورها إلى اختناق الدولة والمجتمع , وهذا كان بدوره هو المقدمة الأولى لنشوء العنف السياسي في التعامل مع الشعب والذي أدخل سورية في متاهة الصراعات الأهلية الظاهرة منها والمخفية , والتي كانت الجرائم التي ارتكبها النظام في الثمانينات و ذهب ضحيتها عشرات الألوف وغصت السجون بعشرات أخرى من الآلاف وشرد أكثر منهم من أبناء الوطن ذوا الكفاءات العلمية والوطنية ,تلك هي النتيجة الحتمية لسياسة العنف والإقصاء للمجتمع ووقف كل مظاهرالحياة السياسية في سورية , السياسة القمعية التي قيدت كل أشكال العمل الجماهيري والنقابي والشبابي ,وخلت الساحة للمستبدين والفاسدين والمجرمين واللصوص الذين فتكوا بالشعب ونهبوا ثروة الوطن وعبثوا بكل المقدسات الوطنية والقومية وأهانوا الجميع .

ولعل فساد طاغية الذي مثله الفساد السياسي الذي حكم الدولة والشعب بسلوكه المشين كان يمثل ماحذر منه ابن خلدون من" الرفاه الفاسد " الذي هو هدف الطاغية ,هو السبب الأساسي لخراب البلاد والعباد ,الرفاه الفاسد الذي أنتجه الإستبداد هو من نوع رفاه الديكتاتوريين المجرمين واللصوص على حساب بؤس وفقر شعبهم وسرقة ثروات بلادهم وتدميرها وتخلفها وخروجها من العصر .

وبالتوازي كان الفساد السياسي هو المفك الذي بواسطته تم تفكيك بنية الدولة ومؤسساتها السياسية الوطنية والإقتصادية والعسكرية والثقافية والتربوية , وبالتدريج تم بناء سلطة القيم الديكتاتورية الشاملة التي عمت كل بنية الدولة والمجتمع , وبدأت من مفاصل القوة في الدولة وهوالجيش والقضاءوالإقتصاد وتسلسلت في تغذية سمومها  إلى كل فروع الحياة الإجتماعية وصولا ً إلى المدرسة والعائلة والفرد وغرقت سورية ولاتزال بمستنقعات الفساد والإفساد الذي تعكسه حالة الإنهيار التي تعيشه سورية الآن.

وبإصرارالديكتاتورتم تفكيك الجيش وتشويه بنيته الوطنية وتطييفه وحرفه عن أداء مهمته في الدفاع عن أرض الوطن وكرامة الشعب إلى جيش مدافع عن الديكتاتورية, وبشكل موازي له وتقليصا ً لمهاته تم بناء التنظيمات العسكرية الطائفية وبإشارة من كبيرهم الفاسد المفسد فكانت سرايا الدفاع بقيادة رفعت أسد شقيق الديكتاتور حافظ أسد , سرايا الدفاع عن الفساد والفاسدين والتي كانت عصا غليظة جدا ً على الدولة والشعب بما تمتعت به من صلاحيات قمعية هائلة في قتل الأبرياء ونهب ثروة الشعب وأصبحت جيش داخل جيش ودولة داخل دولة وديكتاتور في حضن ديكتاتور ,وكانت المولد الأساسي للعنف الذي أنتح مؤخرا ً كل هذا الفساد .

وبالتوازي أيضا ً كانت " جمعية المرتضى " بقيادة جميل أسد الأخ الآخر للديكتاتور الكبير وهي تنظيم طائفي معلن ساهم هو الآخر في تغذية الطائفية وتشويه العلاقات الوطنية بين أبناء الوطن الواحد, وهنا يجب القول وبوضوح أن الديكتاتور الكبير عبث بكل القيم الوطنية لكل أفراد الشعب ولم تسلم الطائفة العلوية من قمعه وظلمه وكانت عائلة الأسد تمارس أبشع أنواع الترهيب والبطش بين أبناء الطائفة العلوية لربطها في مخططه المنحرف والفاسد دون أي رادع أخلاقي أو وطني .

بقي أن نقول :  أن الديكتاتورية لاأخلاق بها ولا طائفة لها ولااحترام لحرمة شعب في سلوكها ولامقدسات تحافظ عليها, بل الشعب بكل مكوناته الإجتماعية والتاريخية والحضارية والدينية كان ملعبا ً لمجرميها ومختبرا ً لفاسديها , الديكتاتورية المنحرفة  بطبيعتها عن القيم الإنسانية والخط الوطني وعن قيم المجتمع بدأت بالتنفيذ العملي لبناء امبراطورية الفساد التي تعيش آخر أيامها الآن .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ