شعارات
قومية وممارسات طائفية
ناصر
المؤيد
قال أبو الطيب المتنبي:
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنـه ضحـك كالبكـا
ولو أجرينا على هذا البيت تعديلا
ًيسيراً لأصبح:
وكم بدمشق من المضحكات
ولكنـه ضحـك كالبكـا
وسبب وجود المضحك المبكي واضح
جداً... النظام في سوريا يرفع
شعارات قومية عروبية، ويريد
للعرب أن يكونوا قوميين لا
قطريين، ويسخر من شعار الأردن
أولاً أو مصر أولاً... بينما هو،
يعجز عن ممارسة، ليس القومية،
وإنما الوطنية، فهو نظام طائفي
بامتياز، وهذا الأمر معروف
مكشوف للقريب والبعيد.
وفي حين تغدو الممارسة الطائفية
واجباً لدى هذا النظام، فإن
الحديث عنها جريمة لا تغتفر...
ليس هناك مواطن في سورية، إلا وهو
يرى الممارسة الطائفية بشكل
يومي، الأمر الذي لا يهدد
الوحدة الوطنية وحسب، وإنما
يدمرها تدميراً، وينشئ مشاعر
الغضب والحقد والانتقام، لولا
طبيعة الشعب السوري وقيمه
النبيلة...
وهذا الكلام بالطبع، ليس إدانة
لطائفة ما، بقدر ما هو إدانة
لعصابة ما فتئت تحاول توريط
الطائفة من أجل (وحدة المصير)...
من الطبيعي جداً، أن يظهر بين
أبناء أي طائفة حاكمة بعض من
ضعاف النفوس، يريدون جني
المكاسب وتحصيل المنافع ولو كان
ذلك على حساب الوطن والمواطنين،
ولكن هؤلاء ما كانوا ليمارسوا
أخطاءهم لولا العصابة التي
تشجعهم وتحميهم أو تسكت عنهم
على أقل تقدير.
الحديث عن الطائفية شيء مقيت
حقاً، ولكن الأسوأ منه، أن تكون
الطائفية واقعاً ينشئ الظلم
والفساد، ويقود البلاد إلى
الهاوية، بينما يظل الحديث عنها
من المحرمات.
ترى، هل يضير أبا الطيب ما
اقترحناه من تغيير في بيته،
ليصبح
وكم بدمشق من المضحكات
ولكنـه ضحـك كالبكـا
اللهم سلم سوريا لأبنائها جميعاً.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|