سورية:
سُـلطة بلا رجال حكم..
ورجال
حكم بلا سُـلطة..
عبد
الله القحطاني
لن نسأل : مَن يحكم
سورية اليوم ؟
فالجواب معروف ؛ إنها عصابة
الخمسة ! ( ولعلّ هذا المصطلح
يذكّرنا بعصابة الأربعة ، التي
ظهرت في الصين ، بعد موت ماوتسي
تونغ.. ومعلوم أن زوجته كانت أحد
أفراد تلك العصابة!
/ أمّا عصابة الخمسة
السورية، فمكوّنة من ثلاثة رجال
وامرأتين.. مع ملاحظة أن المصطلح
ذاته ـ أي: العصابة ـ لايتضمّن
مدحاً ولا ذمّاً، حين يأتي
مجرّداً من صفات المدح والذمّ ،
بشكل مباشر، أو في سياق يوحي
بدلالة معيّنة..! ).
السؤال هو : مَن هم
رجال الحكم الحقيقيون،
المؤهلون للحكم، الذي يحكمون
سورية اليوم !؟ ونعني بهم رجال
الدولة ، المؤهّـلين لصناعة
قرارا ت دولة ووطن..المؤهلين
لقيادة شعب مكوّن من عشرين
مليون إنسان ( لامجرّد أسرة، أو
قبيلة، أو حزب، أو طائفة..!)
• أهم أولئك
الموظفون البائسون ، الذين
يتشكّل منهم الطاقم الوزاري،
والذين يعيّنهم آصف شوكت ـ
بعد استشارة زوجته ، وحماته
، ونَسيـبَيه بشار وماهر! ـ فإذا
غضب على أحدهم أخرَج له ملفّ
الفساد الخاصّ به ـ أو صَنع له
ملفّـاً ملفّـقاً، إذا كان نظيف
ا ليد ـ وشَهّر به ، ورماه في
السجن، أو دفَعه إلى الهرب،
أوالانتحار..! ( ونحن نزعم أن بعض
هؤلاء الوزراء، ربّما كان
نظيفاً حقّـاً ، مؤهّلاً لمنصب
الوزارة حقّـاً، رجل حكم ودولة
حقّـاً..!).
• وإذا كان لابدّ
من وقفة عند هؤلاء الوزراء
البائسين ، فالوقفة ستكون عند
أشدّهم بؤساً، وهم القلّة
النظيفة المؤهّـلة، التي
أغـرَيتْ بوعود إصلاحية، أو
بصلاحياتٍ مناسبة للإصلاح ، في
أعمال وزاراتها، أو بشي من حرية
النقد والتصويب والتسديد
والترشيد ( فيما يسمّى عادةً :
الإصلاح من الداخل ..!)..
.. فنسأل هنا:
1) كم من هؤلاء
الإصلاحيين ، المخدوعـين بوعود
الإصلاح ، استطاع أن يصلح شيئاً
، ولو واحداً في المئة ، ممّا
حلم به عند استلامه للمنصب
الوزاري ، قبل أن يدجّن ، فيصبح
جزءاً من ماكينة الفساد القائمة
، أو يلفّق له ملفّ أسود من
ملفّات الفساد ، ويرمى به في
السجن ، أو يُدفع به إلى الهرب ،
أو الانتحار، ويحجَـز على
أمواله وأموال أسرته ، المنقولة
وغير المنقولة..!؟
2) وأيّ مِن هؤلاء
تجرّأ ، فأبدى رأيا حراً
موضوعياً ، في مسألة حسّاسة
تتعلّق بإصلاح حقيقي ـ سياسي ..
اقتصادي.. أمني..! ـ أمام أحد
أفراد العصابة ، أو أحد أزلامها
الأمنيين .. ثمّ لم يزجَر، أو
يوبّخ ، أو يهدّد ( إذا كانت
العصابة ما
تزال راغبة في بقائه على رأس
عمله)..أو يخرب بيته ، إذا كا نت
صلاحيته قد انتهت ، أو كانت
العصابة قد يئست من صلاحه (أي :
مِن تدجينه ، ليصبح مناسباً
لطريقتها في الحكم..) !؟
3) وعلى سبيل المثال:
مَن مِن هؤلاء الإصلاحيين
المتورّطين في خدمة هذه العصابة
- وهم يحسبون أنهم يحسِنون صنعاً
!- تجرّأ مرّة واحدة ، وقال لرؤوس
العصابة : اتّقوا الله بهؤلاء
الأبرياء المساكين ، الذين
تسلخون جلودهم في الأقبية
والزنازين بلا جريمة ولا ذنب ..
واعرضوهم على محاكم عادلة ،
لتحاكمهم وتدين المجرم ، وتخلي
سبيل البريء..!؟
4) ومن قال من هؤلاء
الإصلاحيين ـ ونحبّ أن نصدّق
أنهم موجودون ، حتى لو كانوا
قلّة قليلة .. أو نادرة ـ لهذه
العصابة : اتّقوا الله بميزانية
هذه الدولة ، وبأموال هذا الشعب
المسكين ، الذي لم يعد لديه ما
يأكله ، وهو يرى أموال بلاده
تسرق وتنهب ، جهاراً نهاراً ،
وتهرّب إلى خارج البلاد..! فمِن
مصلحة الحكم ألاّ يخنق الناس ،
فيتـفجّر سخطهم ثورةً عارمة ،
ضدّ النظام وسدَنته وجلاّديه..!؟
5) فإذا كان رجال
الحكم المؤهّـلون لا يَحكمون ،
ولا يجرؤ أحدهم على قول كلمة
مخلصة نافعة ، أمام أحد أفراد
العصابة ، المتسلّطة على قرارات
الدولة ومقدراتها، أو أمام أحد
أزلامها الأمنيّين..
وإذا كان أفراد
العصابة وأزلامهم الأمنيّون ،
ليسوا رجا لَ ـ أو نساءَ ـ حكم
ولا دولة ، ولا يعرفون شيئاً
عن أبجديّات صنع القرار في
الدولة ، وليسوا مستعدين
للتضحية بأدنى مصلحة من مصالحهم
الشخصية ، لحساب مصلحة هامّة من
مصالح الدولة ..
- فماذا يبقى من
الدولة ، ومصالحها ، وقراراتها
، وهيبتها..!؟
- وما الذي يجب أن
يفعله رجال الحكم المؤهّـلون
المخلصون ، لإنقاذ وطنهم وشعبهم
، من هذا التدمير الجنوني البشع
..!؟
- ثمّ ماذا على
القوى الحيّة في المجتمع أن
تفعل ، قبل وصول البلاد إلى حالة
الانهيار التامّ ، على أيدي هذه
العصابة العابثة ، الفاسدة
المجرمة!؟
أسئلة مصيرية ، يجب
أن تكون لها إجابات واضحة ،
نظرية وعملية ، لدى كل مواطن حرّ
شريف ، غيور على وطنه وشعبه
وأمّـته..
وإلاّ.. فـلينتظِر
الجميع الطوفان.. وماهو منهم
ببعيد ، إذا استمرّ الحال على
هذا المنوال..!
ولله درّ القائل:
ومَنْ رَعى غَنَماً
في أرضِ مَسْبَعَةٍ
ونامَ عَنها ، تَولّى
رَعْيَها الأسَد!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|