ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الفلسطينيون المهجرين

بين عبث الأب وهوس الإبن ...!.

د.نصر حسن

من الناحية الإنسانية إن السماح للمهجرين الفلسطينيين بدخول سورية  بعد مايقرب من ثلاث سنوات منسيين في العراء وحيدين أما م قدرهم وبدون وجود الحد الأدنى من الحاجات الأساسية التي تتطلبها الحياة الإنسانية وعلى مسمع ومرأى النظام في سورية والوطن العربي (إذا بقي لهذا المصطلح من معنى عند الحكام العرب ) مع ذلك لاشك أنه تصرف مطلوب وبغض النظرعن دوافعه وأسبابه الظاهرة منها والمخفية , قد وضع حد لمعاناتهم الإنسانية المخيفة  , وأزاح عن الصدورالشريفة الكثير من الحزن والقلق والأسى لما عاشوه هؤلاء العوائل والأطفال والنساء والشيوخ في صحارى الأمة العربية من ظروف قاسية وغير إنسانية وغير طبيعية وغير مقبولة وغير مبررة لاوطنيا ً ولا قوميا ً ولا إنسانيا وشكلت وصمة من وصمات العار الكثيرة في جبين النظام العربي الرسمي الذي وصل إلى إلى حالة الإنحدار والإنحطاط  والعار .

لقد عشنا ونعيش وجدانيا ً وأخلاقيا ً وأخويا ً وإنسانيا ً ويوميا ً بؤس ظروفهم وحجم معاناتهم وانعدام حيلتنا وضعف وسيلتنا , وجوعهم وفقرهم في زمن الثراء والفجور العربي , نشارك هؤلاء الأبطال الحقيقيون فرحتهم , ونرى فيهم وبأمثالهم في زوايا الوطن العربي وبصبرهم وتحملهم للظروف المريرة التي يصعب وصفها عن بعد ,الشموع المضيئة في ظلام الواقع العربي وجزء من نبض العروق الحية في الجسم العربي الهزيل ومنهم وفيهم يتجدد الأمل في ولادة جيل جديد قادر على إصلاح الخلل وبتر العلل وتعرية من تخاذل ومن ساوم ومن هجّر ومن سجن ومن قتل , نشاركهم فرحتهم في تجاوز حلقة في مسيرة الأحزان الطويلة التي عاشوها بعد أن طردوا من وطنهم فلسطين وأصبحوا أسرى مزاج سوط هذا الحاكم العربي أو ذاك هنا وهناك .

وبالمقابل نرى في ذلك مشهد من المشاهد المتناقضة إنسانيا ً والمألوفة بسلوك الإستبداد في سورية على امتداد عقود من الزمن,  واستمراره بطريقة تعامله مع القضية الفلسطينية على أنهاورقة إقليمية أساسية يريد أن يمسك ويتعلق بها على الدوام ويتاجر بها  في بازار المساومات على مصير ومستقبل الشعب الفلسطيني ,وتل الزعتر وحروب المخيمات وإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وحصرها في الزوايا الميتة في هذا الوطن العربي وإضعاف بل إيقاف وتعطيل جبهة المواجهة مع العدو, وحصار الشهيد ياسر عرفات رحمه الله , وهذا يعرفه من يختلف أو يتفق مع النظام ( الوطني والإنساني ) , وباختصار  يتعامل معها بحدود لعبة المصالح المجردة من كل بعد وطني أو قومي أو إنساني بل كما عودنا هي ورقة يساوم بها وعليها على الدوام ويعبث بها كما يريد ويستخدمها دائما ً لتشويه الأمور وخلط الأوراق وفي المحصلة العامة كلها تصب في إضعاف المقاومة الفلسطينية وإنهاكها .

وبالمقابل أيضا ً ماالذي ذكّره بهؤلاء المساكين بعد عذابهم الطويل ؟ وكيف استيقظ شعوره الوطني والقومي والإنساني فجأة ً, وهم يعيشون مايقرب من ثلاث سنوات في الرمال والأوحال والجوع والمرض وبكاء النساء والأطفال  ؟  ولماذا أصم أذنيه عن سماع المئات من نداءات الإستغاثة التي أطلقوها وأطلقناها معهم عبر ثلاث سنوات , ولماذا أغمض عينيه عن رؤية  واقعهم المرير طويلا ً وماالجديد في الموضوع  الذي  أفتح  عينيه  ؟  وماهو مبعث هذا الشعور الإنساني الذي ظهر فجأة ً في سلوك نظام مستبد بشعبه وبالجميع حوله؟ وماهو هدفه أو بشكل أدق ماهوالفخ القادم الذي نصبه وما هو ثمن هذه الخطوة (الإنسانية)  ؟.

وبالمقابل أيضا ً نُذكّر النظام الإنساني في سورية بأن هناك في العراق آلاف من المواطنين السوريين المهجرين قسرا ً والمنفيين من وطنهم ظلما ً وعدوانا ًوالمجردين من الجنسية والمحرومين منها  , ونذكره أيضا ً أنه وبعد إحتلال العراق وللظروف الأمنية الخطيرة على حياتهم لجأ منهم المئات وخاصة ً من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى إلى حدود وطنهم وانتظروا شهورا ً على الحدود ,عل ّ الشعور الإنساني يفيق من غفوته وسباته , لكن الشعور الوطني والقومي والإنساني تبلد وفقد إحساسه بقيمة حقوق المواطنة التي أقرتها كل الشرائع السماوية والأرضية وشرعة حقوق الإنسان, تم تناسيها وتجاوزها ولم يسمح للمواطنين السوريين من دخول وطنهم وتركوهم  في العراء وحيدين بمواجهة قدرهم وهمجية صدف الإحتلال ...!.

وبالمقابل أيضا ً وبعد تدهور الوضع الأمني والسياسي والإقتصادي في العراق بشكل كبير تعرض الكثير من المواطنين السوريين في العراق للإعتقال والقتل والإختطاف وبوضع مادي سيء للغاية , وبوساطة الخيرين من أبناء هذه الأمة لدى النظام ورئيسه الطبيب , ُقدمت قائمة تضم مايقرب من ثلاثة آلاف من المواطنين السوريين الموجودين في العراق والذين يريدون العودة إلى وطنهم , وجاء الجواب بعد شهوربسماح لعشرات منهم فقط بالعودة ومعظمهم تم استضافتهم في فرع فلسطين وعدد منهم قد توفي تحت التعذيب والعدد الآخر لازال في ضيافة النظام في فرع فلسطين ! (((وملاحظة عرضية لماذا هذه التسمية ؟ ولماذا هذا الربط بين السجن والتعذيب وإهانة الكرامة الإنسانية بفلسطين ؟ ولم يعجبكم من مفردات اللغة العربية الثمانون ألفا ً إلا هذا الرمز الذي هو خيار الأمة بين الموت والحياة ؟ هل هو خيار الحب أم الرغبة بالتشويه وصب كل انتهاكاتكم لحقوق الشعب السوري وفجور جلاديكم على هذه الكلمة الرمز ؟ وإلى هذا الحد بلغت دقتكم وإصراركم على تنفيذ مخططكم المشبوه بجعل فلسطين مرادفة لكل لكل ماهوسيء ومهين من سلوك الإستبداد حتى يصل الإنسان العادي إلى كره سماع هذه الكلمة لأنكم لصقتم  عذابه وكل مساوئكم في لا شعور المواطن السوري  بفلسطين ؟ .))).

وبالمقابل أيضا ً تستمر معاناة المواطنين السوريين مع تردي الأوضاع الأمنية والمعاشية واصبحوا هدفا ً لكم وللإحتلال ولكل أعداء هذه الأمة ,والعالم كله يعيش مأساتهم ويرقب باستغراب شديد وغير مفهوم تعامل النظام السوري ورئيسه الطبيب مع مواطنيه , وما الذي يمنعه من إصدار عفو عام عنهم وتسهيل عودتهم إلى وطنهم والحفاظ على كرامتهم ورفع الظلم عنهم واحترام حقوق مواطنتهم , وكتبنا لكم ولكل منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان والهيئات الأخرى المختصة بشؤون اللاجئين عن سوء الوضع العام في العراق والذي ينعكس سلبا ً وجوعا ً وموتا ً ومعاناة ً توقظ كل بقايا الضمائروالشعور الإنساني, أم أن في الأمر شيئا ً آخر ؟ شيئـا ً آخر جعل هذا الوضع المأساوي والخطير يخدرالشعور الإنساني لدى النظام , أهل الشعور الإنساني لديكم يتم توليفه حسب مصالحكم وتتجاوبون إنسانيا ً مع كل حالة تجدون فيها سفينة النجاة التي تنقذ الغريق ؟!, قليلا ً من الحياء وقليلا ً من الخروج من جمود الماضي وقليلا ً من الواقعية والتعامل الواضح مع الأحداث وقليلا ً من الكذب لأن الإحتقان الوطني أخذ أعلى مداه , وقليلا ً من الصدق لأن الكذب هو أبو العنف .

وبالمقابل أيضا ً ما الجديد الذي حدث على القضية الفلسطينية الذي جعلكم ترفعون صوتكم ونبرتكم (الوطنية والقومية ) وتفتحون الأبواب أما م أعضاء السلطة الوطنية الفلسطينية في هذا الوقت , الأبواب التي أغلقتموها حصارا ً للشعب الفلسطيني  وسلطته وزعيمه الشهيد عرفات ؟ ورغم المحاولات العديدة والمريرة الفاشلة من قبل عرفات بمحاولة فك الحصار عنه وعن الشعب الفلسطيني والسماح له بزيارة سورية مع قبوله بأن تشتموه وذلك لتجاوز شعور الشعب الفلسطيني الذي اقتنع بأن النظام السوري يشارك في حصاره , وهذا لم يحدث..! بل أغلقتم كل الأبواب وحصرتموه في ممر أوسلو الإجباري التي عبّدتم له بسلوككم المشين الطريق إليه, وتظاهرتم بالحرص على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية واعتبرتم ذلك طعنة في الظهر بعد أن أشبعتم ضرب فلسطين الطعنات في القلب , ووصفتموه بسوء الكلمات والتي لم يتجرأ أعداؤه من لفظ تلك الكلمات ووقعتم في صف إهانة الشعب الفلسطيني ورمزه وقضيته .

بقي أن نقول : إن أعضاء السلطة الوطنية الفلسطينية هم ليسوا تجار سياسة بل وطنيون أحرار,هم خيار مرحلة مصيرية انتخبهم شعبهم وهذا فخرا ً لهم وعارعلى الآخرين الذين سرقوا السلطة من شعبهم , ومن واجب كل الأنظمة العربية أن تفتح أبوابها لهم وأن لاتقع في فخ محاصرتهم هذه المرة لأنها إن فعلت ذلك تصبح كمن وقع في الحفرة مرتين وبحكم قواها الخائرة الآن قطعا ً لن تستطيع النهوض من الحفرة , وأن استقبال أعضاء السلطة هو شيئا ً عاديا ً وليس انتصارا ً وطنيا ًأوقوميا ً.

نشارك كل الأخوة الفلسطينيين فرحتهم , ونشارك الأخوة العراقيين محنتهم والمواطنين السوريين في العراق معاناتهم ونشد على أيديهم ونحييهم على صبرهم وثباتهم ,و المستقبل يصنعه الرجال الأحرار الثابتين على مواقفهم الوطنية والقومية وليس المتخازلين والمساومين والمنحرفين .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ