ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 26/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

القـمـع الرهيـب (1976 – 1982)

[ 1 / 5]

الدكتور خالد الأحمد*

يقول فلاسفة التاريخ : الهدف من دراسة التاريخ ليس اجترار الآلام ، ونبش الماضي بروائحه المتعفنة ، وإنما هو أخذ العبرة من الماضي ، لنستفيد منها في الحاضر ، وعندما أتحدث عن المذابح الجماعية التي مارسها نظام حافظ الأسـد في سوريا ، لا أقصد منها سوى أن نعتبر من الماضي المؤلم ، وأن نتخذ كافة الاجراءات والاحتياطات كي لايعود هذا الماضي ، ونجتث الأسباب المؤدية لهذا الماضي المروع من جذورها ، وأهم تلك الجذور الحكم الفردي الديكتاتوري ، الذي استخدم الجيش ( جيش الشعب ) كما قالوا عنه ، استخدم جيش الشعب ليقتل الشعب بدلاً من أن يحميه.

مجازر نظام الإرهاب الأسدي :

والجرائم التي ارتكبها النظام السوري ، نظام البطش والإرهاب ، هذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية ، وتأنف الوحوش في الغابات أن تفعل مثلها ، هذه الجرائم جدير بنـا أن نجمعها من ألسنة شاهدي العيان الذين مازالـوا يعيشون بيننـا ، الذين كانوا فيها ، واكتووا بنار جمرها ، وأقل الواجب علينا ـ معشر المثقفين ـ أن نسجل الحقيقة ، وننشرها ، لنتغلب على الكذب والتضليل و ( الدجـل الثـوري ) ،  الذي يمارسـه النظام السوري منذ أربعين سـنة .

وقعت مذابح كثيرة في وطنـنا المسـتلب ، في حماة وحلب وجسر الشغور وجبل الزاوية ، وفي غيرها من ربـوع سـوريا . يجب أن نسجلها للتاريخ كي لاتضيع الحقيقة ، وكي يعرف أولادنا وأحفادنا مَـن الذي خـّرب سوريا ، جنة الشام وحولها إلى أنقاض تستجدي شارون أن يقبل التفاوض معها ، وتعلن أنها تريد أن تفاوض دون قيد أو شرط مسبق !!!؟

 

خبراء الجريمة السوفييت :

 وكانت هذه المجـازر الجماعيـة بنـاء على نصيحـة خبـراء الجريمـة السـوفييت ، الذين استقدمهم نظام الطغاة بعـد أن كادت تسـحقه ضربات الثورة الشعبية المسلحة التي نشبت في حماة وحلب وجسر الشغور وغيرها ، عندئذ وصل خبراء أو (خبثـاء ) الجريمة السوفييت ، ولاشك انهم (يهود ) ، وعاينوا مكان وزمان وقوع اغتيال عملاء النظام ، وعرفوا أن الشعب متعاون مع الثـوار الذين دفعهم النظام بقوة إلى حمل السلاح للدفاع عن دينهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم ، عرف خبثاء الجريمة أن الشعب متعاون ومتضامن معهم ، ونصحوا النظام أن يقتل خمسين مواطناً على الأقل في مكان وزمان الاغتيال ، عسى أن يكون القاتل أحدهم ، وعسى أن يفصلوا الشعب عن الثـوار ، فيستطيع النظام عندئذ السيطرة على الطليعة المقاتلـة ، التي كانت تلقن عملاء النظام دروسـاً موجعة خلال النصف الأول من عام (1980) .

ولذلك نفـذ نظـام الطغيان مذابح جماعية كثيرة في حمـاة وغيرها، أكبرها مأسـاة حماة عام (1982م ) حيث اتضح أن حافظ الأسـد نفسـه أعطى تعليماته للجيش بأن يقتل يومياً كذا مواطن من حماة ، مما جعل يحيى زيدان مدير المخابرات العسكرية يعترض لأن هذا القتل الفوري يحرم المخابرات فرصـة التحقيق وكشف المعلومات الضرورية واللازمـة  .

وسبق أن نشرت عدة مواضيع عن هذه المجازر ؛ لاقت قبولاً عند قراء مواقع الانترنت ، وكشفت جزءاً من الحقيقة المطمورة ، والتي يعمل النظام السوري على دفنها ، لتجهيل الشعب السوري وتركـه قطيعاً يسهل الكذب والدجل عليه ..

والآن وجدت تقرير منظمة رقيب الشرق الأوسط (1990) قد نشر معظم ما أكتبه الآن عن هذه المجازر ، وحيث أن هذه المنظمة عالمية ، محايدة وموضوعية ، وتأخذ معلوماتها بعد بحث وتدقيق ورويـة ، لذلك أحببت أن ألخص مانشرته ، ولو تكرر ما أقوله ، ألاتستحق أرواح عشرات الألوف من إخواننا في سوريا أن نكرر نشر المآسي التي عانوها من نظام الإرهاب الأسدي !!؟

 

يقول التقرير تحت عنوان القمع الرهيب في ص (19) :

( انفجرت المعارضة في أواخر السـبعينات ، وقد زادها سـعيراً تدخل اسـد في لبنان  (1976) ، وقد عـّم التضخم ، وتفاقمت أزمة السكن ، وانتشر الفساد الرسمي الحكومي ، ونشرت قوات الأمن الرعب والإرهاب في كل مكان من سوريا ولبنان ، وأخيراً هيمنـة العلويين على الدولة ومرافقها بدءاً من الجيش ثم الحزب ثم الوزارات .... إلخ .

وبحلول العام (1980) بدا  للشعب المقهور أنه من الممكن إسقاط النظام .

معظم المعارضة تتجسد في الإسلاميين ، التي تستقطب دعماً أكبر وأكثر انتشاراً ، والجميع يأملون تغيير النظام .

كثير منهم [ يقصد الإخوان المسلمين ] يعتقدون بالمعارضة من غير عنف ، إلا أن بعضهم منتظمون سرياً ومسلحون وموزعون على اساس مجموعات فدائيين شديدة الضبط والتنظيم [ هذا الضبط قبل 1980] .

كما تبدو المعارضة العلمانية كالأحزاب اليسارية جيدة التنظيم ، والنقابات المهنية ، والمدرسين والكتاب ، وزادت معارضتهم وهي من غير عنف .

وكان أول تحدي في ربيع (1976) من عدد كبير من الضباط والجنود الثائرين على التدخل في لبنان ، فاعتقلت قوات الأمن العسكري مايزيد عن ستين ضابطاً برتب متقدمة  في نيسان 1976 ، وزادت أعداد المعتقلين من الضباط ، وقام اللبنانيون والمقاتلون الاسلاميون بمهاجمة المباني الحكومية وأشخاص النظام .

وفي آذار (1978) أقر مجلس الشعب قانوناً يمنح قوات الأمن صلاحيات واسعة جداً ، وبعد اغتيال الدكتور ابراهيم نعامة احتجزت قوات الأمن قرابة (15000) مشتبه بـه ، وفقد معظمهم وظيفته الحكومية وعمله .

وفي نهاية العام (1978) نقل حافظ الأسد ( 460) ضابطاً من الجيش إلى وظائف مدينة ، واعتقل ( 400) بعثي معارض ، وفي الصيف فصلت وزارة التربية مئات المدرسين من الخدمة .

نقابة المحامين تقود المعارضة

وفي (22) حزيران (1978) أقرت نقابة المحامين التي اعتبرت نفسها قيادة لحركة المعارضة الديموقراطية قرارات تطالب بإنهاء حالة الطوارئ ، وإطلاق سراح المعتقلين ، واستقلال القضاء ،  وهددت أفراد النقابة بعقوبات تأديبية إن هم تعاونوا مع الحكومة في قضايا غير مشروعة .

وفي آذار (1979) سرح حافظ الأسد ما لايقل عن (360) ضابطاً بالاحالة على التقاعد ، بينهم عدد من كبار الضباط .

 

مجـزرة مدرسـة المدفعية :

وفي (16 /6 /1979) اغتيل (83) ضابطاُ شاباً في مدرسة المدفعية بحلب ، كان جميعهم من العلويين ، وكان النقيب ( السني ) إبراهيم اليوسف القائم بأعمال التوجيه المعنوي السياسي في المدرسة ورهط من المتعاونين معه في تخطيط العملية وتنفيذها .

رد النظام بحقد انتقامي كبير ، إذ اعتقلت قوات الأمن حوالي (600) شخص في الحال ، وعرض فيلم متلفز عن محاكمة ( 15 ) شخصاً سبق اعتقالهم قبل حادثة المدفعية بعدة شهور ، وأعدم الجميع . وفي الشهور الستة اللاحقة صرف (400) ضابط من الخدمة من أشكال ابراهيم اليوسف أو ممن يشتبه بأنهم مثله .

 

رفعت الأسد يدعو إلى معسكرات التطهير الوطني :

وفي المؤتمر القطري السابع لحزب البعث ( ديسمبر1979) دعا الرفيق عضو القيادة القطرية رفعت الأسد إلى (معسكرات إعمار الصحراء والتثقيف الوطني ) ، وأقر المؤتمر هذا الاقتراح لحماية الثورة على الرغم من مناقشات حامية الوطيس ، وكلف الرفيق وزير التربية بإزالة كل أثر في المناهج كي تتوافق مع مصالح الحزب والثورة .

 

نقابة المحامين والمهندسين في مطلع الثمانينات

    في (28 ) شباط (1980)  أقر المؤتمر الوطني لنقابة المهندسيبن قراراً يدعو إلى إنهاء حالة الطوارئ ، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ، ودعا إلى حرية التعبير والتنظيم ، وفي (2 ) آذار (1980 ) أضربت نقابة المحامين في حلب عن العمل لمدة ساعتين تدعو إلى تحولات ديموقراطية ، وفي (8 /3 /1980 ) عيد ثورة البعث ؛ غطت الاضرابات والمظاهرات عموم القطر باستنثناء دمشق ، أغلق التجار محلاتهم ، واستمرت اتحادات العمال بالاضراب ، وتقلصت حركة النقل ، وغطت ملصقات المعارضة الجدران ، ونظم آلاف المتظاهرين مسيرة غطت الشوارع وهم يهتفون داعين إلى إنهاء وجود النظام .

وهاهي نقابة الأطباء ، ونقابة المعلمين ، الآن تشاركان المحامين في دعم الديموقراطية ، وفي (9/3/1980) اصدرت النقابات المهنية في حمص تصريحاً متعاطفاً مع نقابات حلب ، واعقبتها نقابات حماة بيومين بمشاركة مماثلة ، ودعت نقابات حماة الجيش إلى الانسحاب من شوارع المدن ، وإلغاء تسليح الطوائف والزمر الخاصة .

وفي يوم (9/3/1980) عمت الاضرابات حلب وحماة ثانية ، واستمرت حتى (16/3) ومن وقتذاك شرع النظام في تنفيذ حملـة القمـع الرهيب التي خططها مسبقاً .

وكرد فعل على الاعتقالات التي طالت أعضاء قياديين في نقابة المحامين ؛ حددت النقابة يوم (31 /3/1980) موعداُ لإضراب شامل في كل أرجاء القطر ، ما لبثت نقابة ألأطباء والصيادلة والمهندسين أن اتخذت القرار نفسـه ... ولحق بهم أعداد كبيرة من التجار ، حتى صار يوم (31) آذار يوم مواجهة واسع النطاق مع السلطة .

وفي (9/4/1980) أصدر مجلس الوزراء قراراً حل بموجبه النقابات المهنية وقياداتها على مستوى القطر ، وقياداتها المحلية وجمعياتها العمومية ، وقامت دوائر الأمن حالاً بغلق مقرات النقابات ومكاتب إداراتها .

وفي اليوم الثاني عيـن النظام نقابات مهنية جديدة سمى مجالس إداراتها ، وقامت وحدات ألأمن بجمع واعتقال القياديين السابقين للنقابا المحلولة ، وما أن حل منتصف نيسان حتى سجنوا منهم (100) طبيب ومهني طبي ، و(100) مهندس ، و(50) محامياً من بينهم موفق الكزبري ريس نقابة رعاية السجناء . وكثر منهم تعرضوا للتعذيب ، بل إن بعضهم حكم بالاعدام بمحاكم ميدانية ونفذ فيه حكم الاعدام ومنهم الدكتور عمر الشيشكلي طبيب العيون في حماة ، ومدير نقابة أطباء حماة  ، ولاصلة له بالاخوان المسلمين ، بل كان ناصرياً ، وعثر على جثتـه مقطعة الأوصال وقد فقئوا عينيـه يرحمه الله .

 في ديـر الزور :

وفي (15 /4/1980) اصطدمت قوات الشرطة مع متظاهرين يافعين هاجموا مقرات حزب البعث المحلية وأشعلوا فيها النيران ، ولم تمض ساعات قلائل إلا وقامت قوات الأمن باعتقال (38) شاباً ربما أسهم بعضهم في المظاهرة ، وبالتأكيد بعضهم من المارة في الشارع ، وبعد ثلاثة شهور نقلوا إلى أماكن مجهولة ، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن ..

تعليـق للكـاتب :

أود الإشارة إلى أن شـباب الطليعـة المقاتلة كانوا جزءاً من المعارضة في سوريا بداية عام (1980) ، وأود الإشارة على أن المعارضة شملت معظم قطاعات الشعب ، حتى بعض البعثيين الذين عقدوا اجتماعاً في مدرج جامعـة دمشق في (9/10/1979 (      نشروا بياناً مع الجبهة الوطنية التقدمية فيه (37) نقطة ينتقدون أحوال البلاد وافتقارها إلى الديموقراطية والحريات الأساسية وسوء تنفيذ القوانين المعمول بها ، ودعا البيان إلى معاقبة الموظفين الذين يخرقون القانون ... وبقي الجيش ومؤسسات الأمن موالية للنظام طوال الوقت .

ولما كشر النظام عن أنياب الحقـد واللؤم وكـره الشعب ، سكتت جميع الفئات ، واستمر شباب الطليعة وحدهم يقاومون بالسلاح هذا النظام المستبد ... يقاومونه بالبندقية والمسدس والرمانات اليدوية ، فقابلهم النظام بالدبابات والطائرات العمودية والمدفعية وراجمات الصواريخ كما سنرى في الحلقات القادمة .

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ