سوريا
... والخطأ القاتل
ناصر
المؤيد
يجب علينا أن نعترف، نحن أبناء
الشعب السوري، بأننا ارتكبنا
خطأ قاتلاً، ترتبت عليه سلسلة
من النتائج المأساوية التي ندفع
ثمنها كل يوم، من حريتنا
وكرامتنا وحاضرنا ومستقبلنا
وقوت أبنائنا.
هذا الخطأ، الخطيئة، كان يوم أن
تركنا التزوير الأول في
الاستفتاء على حافظ أسد يمر،
درءاً للفتنة، فكانت الفتنة
الأكبر، حينما تمادى الرجل،
وتحول إلى واحد من أسوأ
المستبدين في التاريخ... (أرونا
في التاريخ مذبحة كمذبحة تدمر،
أو مذبحة حماة، أو تفتيش مدينة
كبيرة كحلب، أو فقدان أكثر من
عشرين ألفاً في محاكمات تدمر
المتوحشة، أو تهجير عشرات
الآلاف من أبناء الشعب السوري...
إلخ...)
نجم عن هذا الخطأ الأول،
استمرار، واستمراء، والتلذذ
بتزوير الاستفتاءات،
والاستخفاف بالشعب السوري وهزء
البشر.
وأخيراً، جاء التوريث، ليكون
قاصمة الظهور، وتحولت سوريا إلى
ملكية لآل أسد، وجاء رجل يحكم
سوريا هناك الألوف في سوريا ممن
هم أحق منه بحكم سوريا، سواء من
الناحية السياسية أو العسكرية
أو العلمية، ولكننا تعودنا
الصمت، ولم يعد بوسعنا الرفض،
رغم مهزلة تعديل الدستور بدقائق
ليناسب مقاس (المحروس)... ثم ثم
استفتاء مزور آخر كالعادة...
وها نحن أولاء ندفع الأثمان
باهظة... بطالة، قهر، سجون،
فساد، سلب ونهب،... ويستمر مسلسل
الأخطاء، فيما يشبه كوميديا
سوداء...
لقد سمحنا للخطأ أن يمر درءاً
للفتنة، فكانت فتن أكبر وأشد
وأكثر... لقد تم تفكيك الشعب
السوري، وكسر إرادته... اليوم لا
يستطيع عشرة من السوريين أن
يجتمعوا في بيت، أو يتظاهروا في
شارع...
إن آل أسد يخططون لحكم سوريا إلى
(الأبد) وهم لا يعرفون، أو
يعرفون، أنه كلما طال حكمهم
يوماً، كلما كسبوا المزيد من
لعنات التاريخ، وكلما كسب الشعب
السوري وعياً ومناعة، ضد هذا
النوع من الوباء القاتل، الذي
يهون بجانبه وباء أنفلونزا
الطيور.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|