ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 06/07/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحكم السهل .. والمعارضة السهلة

عبد الله القحطاني

أ ـ سهْـلٌ أن يكون المرء حاكماً ( رئيسَ دولة – رئيسَ وزارة - ) إذا توافر له  عنصران :

1- أن يأتيه الحكم على طبق من ذهب ، دون أن يبذل في تحصيله جهداً ، ودون أن يخوض لأجله أيّ صراع ( عسكري – سياسي.. ) ، ودون أن تكون لديه المؤهلات الأساسيّة للحكم    ( حكم دولة – حكم شعب )..

أيّ : أن تهبّ مجموعة من أصحاب القوّة والنفوذ في الدولة ، فتحمل شخصاً ما، إلى كرسيّ الحكم ، لأنها ترى فيه محقّـقاً لمصالحها ، وقناعاً لأفعالها وممارساتها داخل البلاد .. تهتف له ، وترقص ، وتصفق ، وتفديه بالروح والدم ..!

وقد تكون عمليّة تَـنصيبه ، مستندةً إلى توصية من رئيس سابق ، من داخل الدولة ، أو مستندة إلى ( توصية !) من جهة ما ، ذات سطوة ونفوذ ، من خارج الدولة ..

وقد تحتاج عمليّة التنصيب هذه ، إلى إجراءات دستوريّة ، أو أمنيّة ،أو سياسيّة .. فتتمّ هذه الإجراءات ( بالصورة المطلوبة.. وبالسرعة المطلوبة !) ، لتكتسب العمليّة صفاتها الشرعيّة والقانونيّة ..!

2- أن تظلّ هذه المجموعة ، أو غيرها – بعدَها – تسيّر الأمور ، وتتّخذ القرارات ،وتصدر الأوامر والتعليمات .. دون أن تكلّف السيّد الحاكم جهداً ، أو تضيع شيئاً من وقته الثمين ..! وكلّ ما تحتاجه منه ، هو التصديق على ما تتّخذه من قرارات وتعليمات ، بهزّ رأسه أوّلاً ، وبوضع خاتمه ،أو إمضائه ، أو بصمة إبهامه ،على الأوراق المتضمّنة لقراراتها وتعليماتها.. 

وربّما تنصحه هذه المجموعة ، بأن يلقي خطبة عصماء ، يتفلسف فيها على عباد الله ، حتى يصدّع رؤوسهم ، ليظهِر مدى حنكته وبراعته الكلاميّة ..! ثم تبدأ المجموعة ، بإرسال (درَرِه الخالدة ) ، إلى جَوقة الطبّالين والزمّارين ، ثم لتقلّب كلّ كلمة فيها ، لتكتشف ما فيها من كنوز العلم والحكمة والعبقريّة والإبداع ..! ثمّ لتقدّمها للناس تراثا أبديّا خالداً ، تنهل منه الأجيال إلى أبد الآبدين ..! وينام السيّد الحاكم هادىء النفس ، مطمئنّا ، سعيداً بما أنجَز ! لأنّ جَواهرَه الرائعة التي أنتجَها لبّه المستنير ، وصقَلها لسانه الفصيح ، ثمَّ نثَرها على رؤوس الخلق .. ستظلُّ غذاءً عقلياً وروحيّاً ، لشعبه ، ولشعوب الأرض قاطبةً إلى قيام الساعة ..!

وبالطبع إذا كلّف الحاكم العبقريّ نفسَه , وسأل أحد السدَنة " سدَنة الكرسيّ " عن أحوال البلاد والعباد ..._ ولو من قبيل الفضول _ فإنّ الجواب يأتيه سريعاً وحاسماً :" كلّه تَمام يا افندم " !

نَم قريراً ، ولا تتعِب رأسك النبيل بأمور لا أهميَّة لها ! المهمّ في الدنيا هو أن تعيش سعيداً مرتاحاً , فليس في هذه البلاد كلّها , ما يستحقّ أن تشغل به خاطرك , أو تعكّر لأجله مزاجك.. فشعبك كلّه يفديك بالروح والدم !

أ‌-  وسهْـل أن يكون المرء معارضاً سياسيّاً ، إذا توافرت لديه بعض العناصر , من أهمها ما يلي : " ونذَكِّر هنا أنَّ حديثنا منصبّ على المعارضة السهلة , التي لا تكلّف صاحبها حياته , أو سنواتٍ من حياته ، في السجن ،أو الغربة ،أو المطاردة الأمنيّة داخل بلاده , ولا تسبّب له حرماناً من وظيفةٍ ،أو عمل ،أو من حقوقه الإنسانيَّة الأساسيَّة .. فهذا النوع من المعارضات له رجاله وسياقاته .. بعيداً عن هذه المقالة وسياقاتها " !

1- أن يكون لديه قلم سيَّال يجيد الكرَّ والفرّ , والتنقّل من غصن إلى آخر , والقفزَ من موقف إلى آخر , بخفّة الفراشة .. دون أن يورّط نفسه في كلمة واحدة ، يمكن أن تفهَم على وجه واحد ، أو وجهين فقط , أو ثلاثة أوجه فحسب !

2- أن تكون لديه براعة خاصّة, تؤهّله للانقضاض مع الذئاب والفِرار مع الحِملان , حسب الظرف الذي هو فيه .. !

3- أن تكون لديه القدرة على إيهام الحاكم بأنّه إنّما يعارضه لمصلحة الحكم والسلطة وفي المقدِّمة مصلحة الحاكم نفسه .. في الوقت الذي يوهِم فيه المعارضة بأنَّه منها ولَها , وأنَّه إنَّما يمارس نوعاً من الخداع ، ضدَّ الحاكم وزبانيته ..!

4- يستحسن أن يكون لديه موقع إلكتروني , على شبكة الإنترنت , يستقطب فيه كتابات المعارضة , بسائر تلاوينها , ليبدو موقعه وكأنَّه بؤرة للمعارضة .. ويفضَّـل أن يكون اسم الموقع يحمل دلالة وطنيّة عامّة , تشير إلى أنَّ البلاد لأهلها جميعاً , لأنَّ لهم فيها حقوقاً متساوية , ولأنّهم جميعاً شركاء في القرار والمصير .. وبالتالي لابدَّ من إصلاح الأوضاع المختلَّة , التي يَحتكر فيها فريق سلطاتِ الدولة كلّها ..! على أن يكون صاحب الموقع , قد ضمن لنفسه خطّ الرجعة , حتى إذا سُئلَ عمّا يكتب وينشر في موقعه , قال : إنَّما أخدم التوجّه العام ، الذي تدعو إليه قيادة الدولة صباحَ مساءَ ..!

وبهذا وذاك يكون صاحب الموقع معارضاَ قويّا صلباً , وفي الوقت ذاته ( سلطَوِيّاً ) عريقَاً!

ج- وعندما يَنظر المواطن البائس إلى سلطة بلاده , فيَراها على ما هي عليه , ثمَّ ينظر إلى المعارضة ، فيراها على ما هي عليه , يتنهّد بابتسامة فاترة , ويقول بصوت خافت , وبالعربي غير الفصيح : " هيك سلطات بدها هيك معارضات " ! 

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ