بعد
الخروج المشرف للسيد خدام ..
هل
بقي للمتورطين في خدمة العصابة
عذر!؟
عبد
الله القحطاني
ما الأعذارالمتبقية ، أمام
المتورطين في خدمة العصابة
الحاكمة ، في دمشق ، بعد أن رأوا
من السيد خدام ما رأوا ، وسمعوا
منه ما سمعوا.. وهو نائب رئيس
جمهورية في عهدي الأب والابن !؟
1) هل
يحتجّ أحد منهم اليوم ، بالجهل
في حقيقة هذه العصابة ، التي
تمسك بمقاليد السلطة في
سورية..!؟
2) هل
يحقّ لأحد منهم ، أن يحتجّ ،
بأنه لايعلم ماتفعله العصابة ،
وأعوانها ، وأذنابها، بالبلاد
والعباد ، من سلب ونهب ، وقهر
وإذلال ، وتجوبع وتعذيب..!؟
3) هل
يجهل أحد ، اليوم ، أن حكّام
سورية ، هم أفراد أسرة واحدة ،
مكوّنة من خمسة أشخاص ، محاطة
بمجموعة من الأقارب ، اللصوص ،
والمرتشين ، والسماسرة، الذين
هيمنوا بشكل تامّ ، على ثروات
البلاد ، بسلطات واسعة من
العصابة ، القابعة في (قصر الشعب
!) .. وبناءً على حصّة معلومة ، من
كل مبلغ يسرقه اللصوص ، من أموال
الشعب ، الذي لم تعد أكثريته
الساحقة ، تملك من المال ،
مايسدّ حاجاتها الأساسية ، من
الطعام ، والدواء ، وأجرة
المنزل ، وأثمان المواصلات ..!؟
4) هل
يَعجز أحد اليوم ، من المتورطين
في خدمة العصابة ، عن إيجاد
وسيلة مأمونة، للاتّصال بأحد
أطراف المعارضة ، وإبداء
استعداده للتعاون معها ، لخلع
هذه العصابة، التي أهلكت الحرث
والنسل في البلاد ، ولم تشبع بعد
، ولن تشبع ، حتى تصبح سورية
كلها قاعاً صَفصفاً ، برغم
مافيها من خيرات وثروات ..!؟
5) هل
يتوهّم أحد ، من المتورطين في
خدمة العصابة ، المصرّين على
انسياقهم وراءها، وأكلِهم من
فُتاتها.. هل يتوهم أحدهم ـ بعد
كل مارأى ، وعرف ، وسمع ـ أنه في
مَنجى من الحساب ، عند سقوط
العصابة ، إذا ظل مصراً على
ضلاله معها، حتى لحظة سقوطها..!؟
6) وإذا
كان بعض كبار المجرمين ، من
أفراد العصابة ، وأعوانها ،
وأزلامها ، قد أحرقوا سفنهم
كلها ـ عن عمد وتصميم ـ ولم
يتركوا لأنفسهم سبيلاً للعودة
إلى شعبهم .. فهل أحرَق
المتورطون ، جميعاً ، سفنهم ،
وحَسموا خيارهم ، بشكل تامّ
ونهائي ، في السير الذليل ، وراء
هذه العصابة ، مجازفين
بمستقبلهم كله ، لقاء هذا
الفُتات الذليل، الذي تَمنّ به
عليهم العصابة ، من مال مغمّس
بالهوان ، أو منصب يتحكّم
بسلطاته الفعلية ـ من وراء
ستارـ تابع صغير مضمون الولاء
للعصابة..!؟
7) هل
يظنّ هؤلاء المتورطون ـ المصرون
على تورطهم ـ مع العصابة ، أنها
خالدة باقية (إلى الأبد!) ، على
صدر هذا الشعب الأبيّ النبيل..!؟
وهل الشعار الزائف المضلّل ،
المضحك المبكي: (إلى الأبد..إلى
الأبد..!) الذي
صنعته العصابة ، وفرضته على
الناس ، لتوهمهم بأنها قدَر مِن
قدَر الله ، المفروض على هذا
الشعب .. هل هذا الشعار الزائف
الخادع ، شكّل وقايةً لأحد ، من
الموت ، أو من تقلّبات الأيام..!؟
8) هل
يتوهّم المتورطون ، الخائفون من
عواقب الانشقاق عن هذه العصابة
ـ ونحسب عددهم غير قليل ـ .. أن
المطلوب منهم جميعاً ، هو ترك
أعمالهم ، والهرب إلى خارج
البلاد ، أو التواري داخلها ..!؟
مع أن المطلوب ـ فعلاً ـ هو
مجرّد الاتصال السريّ جداً ،
بشخص موثوق به جداً ، من قبل
المتورط نفسه:
- ليخرِج
هذا المتورطُ نفسَه ، من دائرة
التبعيّة الذليلة للعصابة ، إلى
دائرة الشعب ، وقواه المخلصة
الحيّة ، التي تكافح ، وتضحّي ،
لإنقاذ البلاد والعباد ، من
العصابة وتسلّطها ، وفسادها ،
واستبدادها..!
- ولتَعرف
قوى التغيير، التي تعارض
العصابة ، مَن مَعها من أبناء
شعبها ، ومَن ضدّها .. وتُعدّ
حساباتها ، للتعامل مع كل فئة
بما يناسبها..!
9) إذا
كان بعض المتورطين ، الكبار أو
الصغار، قد فقدوا الحسّ الوطني
ـ وهم يرون ما تفعله العصابة
بوطنهم وشعبهم ـ .. فهل فقدوا
أخلاق البشر، والقيم الإنسانية
التي أقرّتها شرائع السماء
وقوانين الأرض..!؟ وإذا كانوا قد
فقدوا هذه وتلك ، فهل فقدوا
إحساسهم بالخطرالحقيقي الماحق
، الذي يهدّد وطنهم وأهلهم ، من
جرّاء الفساد ، السياسي،
والاقتصادي ، والأمني ، والخلقي
.. الذي تفرضه هذه العصابة ، على
البلاد والعباد ، وتعزّزه ،
وتغذّيه ، وتنشره على أوسع نطاق
، وهي تثرثر ـ في الوقت ذاته ـ
بشعارات الإصلاح ، ووعود
الإصلاح ..! وتعلم يقيناً ، أن
أيّ إصلاح حقيقي ، سيطيح بها ،
لأن وجودها في السلطة هو فساد
قائم بذاته ، بل هو أساس الفساد
كلّه ، بسائرأشكاله وألوانه ،
وبجملته وتـفصيله..!
10) وإذا كان هؤلاء المتورطون
، فقدوا جميعاً ، كل نزعة وطنية
وإنسانية ، وكل إحساس من
إحساسات البشر الأحياء ـ
الإحساس بالآدمية .. وبالكرامة ..
وبالخطرعلى النفس والأهل
والوطن .. وبالإشفاق على
المعذّبين المضطهَدين من أبناء
الشعب .. وبالإباء .. وبالكره
للظلم والظالمين .. ـ إذا كانوا
قد فقدوا هذه النزعات
والإحساسات كلها ، فلا نملك إلا
أن نذكّرهم ببيت الشعر:
ليسَ مَن ماتَ فاستراحَ
بمَيْتٍ
إنّما المَيْتُ مَيّتُ
الأحْياءِ
على أن الضريبة التي يدفعها
ميّت الأحياء ، أقسى وأمرّ، من
تلك التي يدفعها الحيّ الذي
يملك نزعات الأحياء ، ويمارس
وظائف الأحياء ، بالشكل الذي
تفرضه مقتضيات الحياة على
الأحياء..!
ولله درّ القائل :
تأخّرتُ أستَبْقيْ
الحَياةَ فلمْ أجِدْ لِنَفسيْ
حَياةً مِثْلَ أنْ أتَقَدّما!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|