سقوط
قانون العار 49
ناصر
المؤيد
أطلقت جماعة الإخوان المسلمين في
سوريا حملة لإسقاط قانون العار،
القانون 49 لعام 1980 الذي أصدره
الديكتاتور الذي فقد صوابه،
وأقره مجلس الشعب بالإجماع، ذلك
المجلس الذي كان أعضاؤه جميعاً
عبيداً أو أسرى، لا خيار لهم،
لأن من كان يبخل برفع يده
موافقاً، كان يعلم أن رأسه
سيطير، (ويا روح ما بعدك روح)...
هذا القانون العار، الذي لا مثيل
له في الدنيا كلها، هو ساقط
ابتداء من عدة جوانب... هو ساقط
لأنه فاقد الشرعية، وساقط لأنه
غير إنساني... إن إسرائيل لم تشرع
قانوناً يحكم بالإعدام على
المقاتلين من حماس والجهاد
وكتائب شهداء الأقصى، ولكن حافظ
الأسد الرئيس غير الشرعي، أصدر
ذلك القانون العار... ثم إن
القانون التعيس هذا، سقط فعلاً،
لأن الحياة تغيرت، والظروف
تبدلت، وانكشف المستبدون أمام
الشعوب، ومن ثم، فإن المدافعين
البائسين عن النظام البائس،
يقولون بأن العمل بهذا القانون
متوقف منذ سنوات، ويضطر النظام
الفاشي لتخفيف الحكم من الإعدام
إلى 12 سنة، ليس رأفة بأبناء
شعبه، ولكن، لأنه لم يعد يستطيع
إنفاذ هذا القانون، أي إن
القانون سقط بالعجز، لا بالرحمة...
ولكن النظام السوري لا يستطيع
إلغاء هذا القانون العار، لأنه
وديعة من الأب، صاحب الثروة،
والذي ورث العائلة سوريا وما
فوقها وما تحتها...
بموجب هذا القانون المتوحش
المجنون ، (لأن الوحشية وحدها لا
تكفي لتشريع هكذا قانون) تم
إعدام حوالي عشرين ألفاً من
خيرة أبناء الشعب السوري، ظلماً
وعدواناً... دون أن يتكرم النظام
(حبيب الشعب) بإخبار أهليهم بذلك...
من حق الإخوان المسلمين أن
يطلقوا حملة لإسقاط قانون العار
هذا... وهم سينجحون في الحالين،
إن استطاعوا إسقاطه، وإن لم
يستطيعوا ذلك، أن بقاء هذا
القانون يبقى أكبر وصمة عار على
جبين هذا النظام، وعلى جبين
الرئيس (الراحل، باني سورية
الحديثة)، وأغلب الظن أن هذا
القانون المخزي للإنسانية لن
يسقط إلا بالإكراه، تماما ًكما
حصل في الانسحاب المهين من
لبنان... وكأن هذا النظام مغرم
بحصد الإهانات واللعنات.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|