ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 09/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

قال .. محاربة فساد .. قال

د. هشـام الشـامي

منذ ست سنوات ، بل قبل ذلك بسنوات ، الشغل الشاغل لأبواق نظام الحكم في شامستان هو محاربة الفساد ، نحن السوريون لم ننسَ أن الحملة الانتخابية للأسد الثاني ( رغم أنه لم يكن بحاجة لحملة انتخابية ، و لكن لزوم إكمال فصول المسرحية ) كانت محاربة الفساد ، و ملاحقة المفسدين ، و في ذلك الوقت ، و على حياة الأسد الأب لم يجدوا في سوريا كلها إلا مفسداً واحداً لا غير ، هو سبب كل الأزمات و الكوارث الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية التي تحيق بالوطن و المواطن إنه الرفيق / محمود الزعبي (عضو القيادة القطرية لحزب البعث ، و وزير سابق ، و رئيس لمجلس الشعب ثم رئيس لمجلس الوزراء على مدى أكثر من عشرين عاماً ) ، و بنحره أو انتحاره ( لا فرق ) انقطع دابر المفسدين ، و عادت الأمور إلى مجاريها ، و الحقوق إلى مستحقيها في طول البلاد و عرضها و ساد العدل و انتصر الحق و زهق الباطل !!! .

          و منذ الانتقال السلس للسلطة ، و استتباب الأمر للأسد الثاني ، و منذ خطاب القسم و حتى اليوم ، ما زالت محاربة الفساد أولوية الرئيس ، ففي كل لقاء صحفي أو تلفزيوني أو خطاب جماهيري ( و ما أكثرها ) ، نسمع الرئيس يقول : سنحارب الفساد ، سوف نقضي على المفسدين ، سنحاكم سارقي أموال الشعب ، سوف نعيد الحق العام لأصحابه ، سنفسد على المفسدين مؤامراتهم ، سوف نقض مضاجع الشبيحة و مصاصي دماء الشعب المسكين ، و سين و سوف و سين و سوف و هكذا دواليك ..

            و لكن أبشروا يا شباب ، صبركم لم يذهب سدى ، فعلاً!! بدأت محاربة الفساد ، و ها هي الصحف الرسمية الثلاث في شامستان ( البعث و الثورة و تشرين ) ، استيقظت من سباتها العميق ، و بدأت تكشف المفسدين و تفضحهم ، و ترفع الغطاء عنهم ، و تدك حصونهم المنيعة ، و تسحبهم  كالصيصان من أوكارهم .

            ألم تقرأوا على صفحاتها ( هذه حقيقة لا تندهشوا ) كشف و اعتقال موظفين مفسدين نهبوا المال العام في صوامع الحبوب في القامشلي ؟ ، و مفسد لئيم أخر تم إلقاء القبض عليه في مديرية من مديريات الدولة في حلب بالجرم المشهود ، كما تم فضح رئيس شركة حكومية  مفسد في حماة أيضاً .

          ألا يدل ذلك على البدء حقيقة بمحاربة الفساد من جهة ؟ ، و على حرية الصحافة و التعبير في شامستان من جهة أخرى ( بضم الهمزة لا فتحها ) ؟.

و الجواب : إن الشعب السوري لم تعد تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب المفضوحة ، و الخدع الهوليودية السينمائية ، و حقن المورفين المخدرة ، و هو رغم طيبته و تسامحه لكنه ليس غبياً إلى حد أن يصدق أن المفسد سيحارب نفسه ، فالإنسان لا يفقأ عينه بيده ، و حتى الحيوان لا يأكل ذيله مهما جاع ، و كفاكم استهزاءً و استخفافاً بعقول الناس و رحم الله من قال : تجريب المجرب تضييع للأيام .

         كيف ترون المفسدين الصغار في القامشلي و حلب و حماة ، و لا ترون الهوامير الكبار ، و الحيتان الزرقاء ، و الجواميس المتوحشة ، التي أكلت الأخضر و اليابس ؟ . أم أن طبيب العيون قد أصيب بمد بصر شديد ؟ .

        إذا كانت الحالة كذلك فالعلاج واضح و بين و يعرفه الدكتور جيداً ، و لا يحتاج لفرط ذكاء ، و ما عليه إلا أن يجري فحص نظر ، ثم يضع عدسات تصلّح البصر ، و عندها سيرى المفسدين أقرب إليه من حبل الوريد .

          و يبقى السؤال : هل لدى الدكتور الإرادة الصادقة لتصحيح و علاج مد البصر في عيونه ؟ ، و في حال وجود هذه الإرادة ، هل سيسمح له أقرب المقربين إليه بوضع العدسات التي ستفضحهم جميعاً ؟ .

       و حتى ينزل الدكتور من قصره العاجي – قصر الشعب !! في جبل المزّة -  الذي يطل على دمشق من علٍ ، و يجيبنا بالفعل لا بالقول عن تساؤلاتنا الموضوعية ، و استفساراتنا المنطقية ، يبقى لسان حال شعب سوريا المنهوب و المقهور وصاحب الشأن الأول و الأخير في هذه الأمـــور ، يوجز و يختصر كل ما قاله الحكماء و الخبراء و الأدباء  و الشعراء و المفكرون و السياسيون و الاقتصاديون و الحقوقيون و الصحفيون و المحللون و المبدعون في هذا المجال حين يعبر بعفويّته المعتادة ،و فطرته السليمة ، وسخريته المحكمة ، و ازدراءه الموجّه فيقول :  (( قال .. محاربة فساد .. قال )) .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ