ـ

ـ

ـ

الأربعاء 10/05/2006

هل يحتاج الملك إلى نواب؟

مصطفى السراج - كندا

mustafa_alsarraj@hotmail.com

ما الذي دعى الرئيس بشار الأسد لتعيين السيدة الفاضلة الدكتورة نجاح العطار في منصب نائبة لرئيس الجمهورية !! مفوضة متابعة لتنفيذ السياسات الثقافية؟

هل يتوقع الرئيس استدعاء المحكمة ذات الطابع الدولي له ولنائبه السيد فاروق الشرع، وتعجل الامر لتكون النائبة جاهزة لتتسلم الرئاسة واختارها ممن ليس لها أي شبهة علاقة بأي اتهام في اغتيال الشهيد الحريري؟ وهذا دليل زيادة حرص على الوطن، ولكن لماذا تحدد المهمة بالشؤون الثقافية فقط

كيف يمكن أن تؤول الرئاسة للنائبة ولم تؤول الرئاسة لأحد النائبين السابقين عندما انتقلت الرئاسة من حافظ الأسد إلى ولده بشار، حتى تيقن الشعب السوري بأن هذا المنصب للديكور فقط، والآن زيادة في التحديد ونفي الالتباس جعلت نائبة الرئيس لمتابعة تنفيذ السياسات الثقافية فقط لا غير

إذن هل يمكن اعتبار التعيين رداً على اجتماع الأستاذين خدام والبيانوني؟ وكأن الرئيس بشار يريد أن يقول للأستاذ خدام إذا أستطعت ضم زعيم الاخوان الحالي الى صفك، فاني أدنيت بعد استبعاد أخت الزعيم التاريخي للاخوان، واذا كان صاحبك من حلب، فان الأخت من دمشق، فكم ذكياً هذا الرد السياسي

ألا يمكن أن يكون تعيين السيده الفاضله الدكتوره نجاح العطارنائبه للرئيس في الشؤون الثقافيه جزءاً من الاصلاح الذي وعد به الرئيس بشار، ولكن هل يمكن الاصلاح الثقافي قبل تحرير التعبير الثقافي من ربقة الأجهزه الأمنيه التي تقمع حرية التعبير وتمنع كل مصادر الثقافه الا سخافة التملق للحاكم

هل كل المشاكل المستعصيه في سوريا ثقافيه؟ حتى تحتاج الى وزيرثقافه مهم، ونائبه رئيس الجمهوريه لتنفيذ السياسات الثقافيه على غاية الاهميه؟ اذن لماذا لايتولى الرئيس بنفسه الشؤون الثقافيه  ويولي الشؤون العسكريه والأمنيه الأقل أهميه لنوابه

كل هذه الاحتمالات المذكوره لاتطابق المنطق السياسي أو العقل العلمي ولكن اذا درس التصرف الرئاسي الأخيرفي سياق التصرفات الرئاسيه الاصلاحيه السابقه قد يتضح الغموض

عند تزايد الشكوى من الفقر لدى أغلبية الشعب السوري أصدر الرئيس أوامره بالترخيص للبنوك الأجنبيه..

وللتخلص من الجوع السائد لدى الشعب السوري يسن الرئيس قوانين بورصة الأسهم..

ولكثرة المطالبه بالافراج عن المعتقلين وحل مشكلة المحرومين من الحقوق المدنيه  واقفال ملف المفقودين  يوصي الرئيس بالاسراع بدراسة قانون تشكيل الأحزاب..

واذا زادت المطالبه بانهاء قانون (49)  وطي ملف النفي القسري، أرسل الرئيس الدكتور بشار الأسد الدكتوره بثينه شعبان لدعوة المغتربين لاستثمار أموالهم بالوطن..

وعند تزايد شعور أهل حماه بالظلم لذكرى دماء الأبرياء التي سفكت والاضطهاد المستمر بالاستبعاد والنبذ، يوصى بزيادة أعداد الفنانين المشاركين في أعياد الربيع بمدينة حماه..

واذا شعر اهل حلب بالغبن أمر الرئيس بزيادة الأنوار في مدينة حلب عند الأحتفال بها عاصمة للثقافه الاسلاميه..

كم هو محظوظاً هذا الشعب السوري بهذا الرئيس الذي يسهر على خدمته، وآمل أن يكون هذا العرض سبباً في فهم سبب تعيين نائبه للرئيس للسياسات الثقافية.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ