ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من أحقّ بلقب السيدة الأولى في سوريا ؟

تعليقاً على خبر (عراك نسائي في قصر الأسد)

د. هشـام الشـامي

طالعتنا الأخبار بخبر هام مثير ، و موضوع عاجل خطير ، و قضيّة الزمن الأخير ، أن خلافاً نشب في قصر الأسد الهصور ، بين المرأة الحديدية بشرى ، ابنة حافظ الكبرى ، و المرأة الذهبية أسماء ، زوجة الرئيس الغراء ، و أم الأمل الجديد ، حافظ الثاني المجيد .

و القضية يا سادة ، أن بشرى حافظ الأسد ، تحارب أسماء فواز الأخرس ، و ترفض الاعتراف بها سيدة القصر الأولى ، و بالتالي سيدة سوريا الكبرى ، و تعتبرها دخيلة على هذا القصر – الذي بناه آل الأسد بدماء و عرق و بترول شعب سوريا و يحظر على غير آل الأسد و حاشيتهم دخوله – و غريبة عن تلك العائلة المقدسة ، و هناك من هي أولى بها من هذا اللقب ، و تشير بذلك إلى نفسها ، أو على الأقل إلى أمها أنيسة مخلوف ، و هذا ما حصل فعلاً ، عندما عادت السيدة أنيسة للظهور بعد غياب طويل ، في افتتاح المؤتمر العام للاتحاد النسائي الأخير، الذي عقد تحت إشراف السيدة الأولى أنيسة مخلوف ؛ و أن السيدة بشرى تحاول جاهدة منع  التغطية الإعلامية لنشاطات السيدة أسماء الاجتماعية التي كثرت أخيراً ، و التي عقدت برعاية زوجة الرئيس الشابة المنفتحة و المثقفة و النشيطة ؛ و قد تطور الخلاف و ظهر إلى العلن ، في انتخابات الغرفة التجارية الأخيرة ، عندما دعمت السيدة بشرى قائمة ابن خالها التاجر الملياردير رامي مخلوف ، بينما دعمت السيدة أسماء قائمة تاجر أخر من أقربائها من آل الأخرس ، و انتهت بفوز قائمة مخلوف ( الذي كان أكرم بتقديم الهدايا ، فأشترى كل صوت بجهاز هاتف محمول حديث ) على قائمة الأخرس .

و هذه الأخبار التي لخصتها بالأسطر السابقة ، حركت عندي – و لا بد أنها ستحرك عند كل سوري حريص على وطنه – تساؤلات عديدة ، و استفسارات جديدة ، حول أحقية إحدى السيدات الثلاث بهذا اللقب العزيز على قلوبنا جميعاً .

وبداية لا بد أن نعدد مؤهلات كل سيدة منهن ، و إمكانياتها المتاحة ، حتى يسهل علينا في ضوء ذلك تفضيل واحدة منهن على الأخرى في حال أخذ رأينا في هذا الأمر الهام والخطير.

و احتراماً للسن – ليس إلا - سنبدأ بأكبرهن سناً فالأصغر فالأصغر .

1- السيدة أنيسة مخلوف : زوجة الرئيس الراحل حافظ الأسد الوحيدة ، و أم أولاده ، و رفيقة دربه الطويل ، و كفاحه المرير ، منذ خرج من ريف اللاذقية الفقير ،ضابطاً صغيراً في سلاح الجو ، و دخل معمعة السياسة ، و شق طريقه نحو الرئاسة ، مستخدماً كل المحرمات و الموبقات و المؤامرات ، في سبيل ذلك الهدف الغالي ، و الحلم العالي ، الذي سهر من أجله الليالي ، يخطط و يدبر ، و يرسم و يحيك و يقرر ، فجعل من الجيش و الحزب وسيلة مركوبة ، و السلطة المطلقة غاية مطلوبة ، و ذاقت معه طعم الغربة (أيام الوحدة مع مصر) ، و مذاق الاعتقال (عندما اعتقل في مصر إثر الانفصال ) و ثم التسريح من الجيش ( عندما سرحه الانفصاليون و عينوه بوظيفة مدنية)، ثم حياكة المؤامرات و الانقلابات منذ انقلاب الثامن من آذار من عام 1963م (الذي كان للأسد دور هام فيه و الذي شكل نقطة تحول كبيرة في حياة حافظ و الأسرة نحو حلمه الكبير ، و هدفه المثير) حيث بدأ يقفز في سلم الترفيعات ، فرُفع من نقيب إلى مقدم وسُلم أمر قاعدة الضمير الجوية ،ثم رُفع ثانية و أصبح قائداً للقوى الجوية ، ثم بعد انقلاب شباط 1966 رفع إلى لواء و أصبح وزيراً للدفاع و قائداً للقوى الجوية ، و بعد هزيمة حزيران 1967 المخزية و إعلانه سقوط القنيطرة ، ببلاغ مريب ، قبل دخول اليهود إليها بأكثر من أربع و عشرين ساعة. كوفئ و مُهد له الطريق ، نحو الرئاسة الأولى ، و بدأ بمحاصرة منافسه و رفيق دربه و كفاحه صلاح الجديد و رجاله ، حتى انقلب عليهم ، و أودعهم السجن و شردهم في المنافي حتى الممات . و وصل بعد هذا المسير الخطير لحلمه الكبير في 16تشرين الثاني 1970م .

كما شهدت معه بعد ذلك تصفية خصومه ، و إرهاب شعبه بالمجازر و السجون و المعتقلات و النفي و الإقصاء حتى أصبح الزعيم الوحيد الأوحد الذي يأمر و ينهي دون تذمر أو اعتراض .

و بعد مجزرة حماة الكبرى في شباط من عام 1982م حين دكها على مدى شهر كامل بالدبابات ، و القنابل و الراجمات ، و الصواريخ و الطائرات ، وقتل أكثر من ثلاثين ألفاً من أبنائها الآمنين المسالمين ، و شرد و سجن أضعافهم ، و بعد أن أرهب الناس و أخرسهم ، بدأ بتحضير ابنه الكبير باسل لوراثته ، وعندما شعر أخوه و ساعده الأيمن رفعت بذلك انقلب عليه ، لكن حافظ حل قواته ( سرايا الدفاع ) و نفاه خارج القطر، و لكن باسل مات في حادث سير في أوائل عام 1994م ، فأسرع باستدعاء ولده الثاني من لندن الدكتور بشار ، ليتابع المشوار ، و يرث الكرسي الذي أصبح لآل الأسد حكراً ، بل لعائلة حافظ حصراً .

و شهدت وفاة الأسد الأب بعد ثلاثة عقود من الحكم ، و تعديل الدستور السوري بلمسة سحرية ليصبح ولدها بشار ، رئيساً للبلاد ، و تم لحافظ ما أراد ، رغم أنف من لم يرد و من أراد .

بعد كل هذا المشوار الصعب و الطريق الطويل ، ألا يحق لتلك السيدة المخضرمة أن تبقى متربعة على كرسي السيدة الأولى رغم أن عمرها تجاوز السبع عقود ، و شاخت و خارت قواها ، و رغم أنها غير متعلمة و ليست خريجة جامعات السوربون و لا حتى جامعة تشرين ، و أنها كانت مهمشة في عهد زوجها و بعيدة عن الأضواء ، و قلما ظهرت برفقة زوجها في الاستقبالات و التوديعات و المراسم و الاحتفالات و الرحل و الزيارات .

ألا يحق لتلك السيدة أن تعوض ما فاتها من عهد زوجها في عهد ابنها وقرة عينيها المحروس ، أما للذين يحاولون وهن عزيمة الأمة و يزعمون أنها ضعيفة و جاهلة و لا تقدر على تحمل المسؤولية فنقول : أي ضعف هذا ؟ و هي التي نشلت أخاها محمد مخلوف ؟، الموظف المنتوف ، من مؤسسة التبغ في اللاذقية ، حيث كان يعمل بمرتب هزيل ، حتى أصبح هو و أولاده من أغنى الأغنياء في هذه المعمورة و ليس فقط في سوريا الفقيرة . و بإرادتها وجهودها أصبح أخاها محمد و أولاده و آل مخلوف العائلة الثانية من حيث الأهمية بعد آل الأسد في شامستان .

2- بشرى حافظ الأسد : ابنة الرئيس الراحل الوحيدة ، و بكر أبناءه ، خريجة كلية الصيدلة بدمشق ، وزوجة الرجل القوي في النظام آصف شوكت ، رئيس المخابرات العسكرية ، أقوى جهاز من أجهزة المخابرات الكثيرة في سوريا ، الرجل الطموح الذي خرج من بيت فقير في قرى طرطوس ، و رغم أنه متزوج و كثير العيال ، استطاع إيقاع بشرى التي تصغره بسنوات عديدة في حباله ، و عندما رفض حافظ و باسل زواجهما ، قرر خطفها ، و وضع حافظ الرئيس الذي أرعب سوريا كلها تحت الأمر الواقع ، حيث رضخ الرئيس لهذا الضابط المغامر ، و اعترف بزواجهما مكرهاً ، و يقال أنها المرأة الحديدية التي تحكم في سوريا مع زوجها من وراء ستار ؛ و هي في نهاية العقد الرابع من العمر .و كانت يافعة فتية عندما أصبح والدها حاكم سوريا المطلق ، و عاشرت حزمه و شدته و سطوته على شعبه ، و ضعفه و لينه و سياسته و حكمته !! مع أعداء الشعب و الوطن .

3- أسماء فواز الأخرس : زوجة الرئيس الشابة ، و أم ولديه ، و خريجة الجامعات اللندنية ، و الحاصلة على الجنسية البريطانية ، أبوها طبيب قلب شهير في لندن ، و أمها دبلوماسية كانت تعمل في السفارة السورية هناك ، تعرف عليها الرئيس أثناء دراسته في لندن ، و تزوجها بعد وفاة والده و استلامه السلطة في شامستان ، وهي في بداية العقد الثالث من عمرها ؛  و صحيح أنها عاشت و تربت خارج الوطن ، و لم تنعم بجنة الأسد الأب !!، و لم تحفظ أناشيد طلائع البعث ، و لا قصائد شبيبة الثورة ، و لا أهازيج الإتحاد الوطني لطلبة سوريا ، و لا رقصات الإتحاد النسائي العام ، لكنها كانت بجانب زوجها في الأزمات العصيبة و ساعات المصيبة التي مر بها أثناء التحقيق معه في جريمة اغتيال الحريري من قبل لجنة التحقيق الدولية .

بعد هذه اللمحة الموجزة عن سيداتنا الثلاث ، ألا تجدون أنه من الصعب علينا الاختيار بينهن ، و المشكلة أن الرئيس الراحل ، و الزعيم الملهم الخالد ، الذي عودنا أن يحل لنا مشاكلنا كلها ، و لا يشغل فكرنا و بالنا بشيء ، لكي نحصر تفكيرنا ، و نركز جهدنا برغيف عيشنا و رزق عيالنا ، و هو يتكفل بكل شيء بعد ذلك ، قد توفي قبل أن يوصي بمن ستكون السيدة الأولى بعد وفاته ، ربما لأنه انشغل بالتحضير لخليفته ، أو ربما تعمد أن يفعل ذلك ، حتى يشعرنا بعظم الخدمة التي أسداها إلينا ؛ عندما جهز ولده بشار لخلافته كي لا نقع بمشكلة أكبر لا نقدر نحن الرعاع على حلها .

و من هذا المنطلق ، و درءاً للمشاكل ، و تجنباً لشد الشعر و رمي ( الصرامي و الشحاحيط ) و الفضائح القومية و الإهانات الوطنية ، نقترح إجراء انتخابات ديموقراطية متعددة ، ترشح لها السيدات الثلاث ، ليقرر الشعب – رجالاً و نساء – و من خلال صناديق الاقتراع ، و لأول مرة في العالم من ستكون السيدة الأولى في جمهوراثية أسدستان العظيمة .

و حتى توافق القيادة التاريخية على هذا الموضوع ، و ترتب ظروف الترشيح و الانتخابات ، وحتى تصل لجنة خاصة من الأمم المتحدة لتشرف على الاقتراع ، و تتابع سير العملية الانتخابية ، نرجو من الأخوة السوريين إبداء رأيهم و اقتراحاتهم في هكذا أمر بكل حرية و شفافية و مسؤولية و هذا ما يسمى استطلاعات الرأي في الدول المتحضرة .

و عاشت شامستان جمهوراثية أسدية أبدية ....

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ