ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 14/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

يصلي .... ويحكم على المصلين بالإعدام

الطاهر إبراهيم*

في مقال لها تحت عنوان "النظام العلماني في سورية يمتطي موجة الانبعاث الديني" كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" الصادرة يوم الخميس 11 مايو: (إن النظام السوري بدأ يتخلى عن هويته العلمانية ....... ويتجه إلي احتكار موجة الانبعاث الديني في البلاد... وإن بشار الأسد يواظب علي الصلاة بشكل علني ويحرص علي المشاركة بشكل خاص في الاحتفال الديني الذي شهدته دمشق لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف). ورأت (أن نظام الأسد ينظر إلي الإسلاميين علي أنهم التهديد الرئيسي في بلد تُحكَم فيه الغالبية السنية من قبل أقلية من العلويين). وتضيف الصحيفة (..ويريد أيضا سحب الورقة من أيدي الأخوان المسلمين. وماذا يستطيع هؤلاء –الإخوان- أن يقولوا؟ .....فالنظام يدعم الجماعات الإسلامية في المنطقة مثل حماس وحزب الله والمقاومة في العراق ويقوم ببناء المساجد).

وإذا كانت الصحيفة ،وهي تصدر في بلاد الغرب حيث يحكم على كثير من الأمور من مظاهرها، رأت أن سلوك الرئيس بشار الأسد هو ركوب موجة يريد منها "سحب ورقة الإسلام من يد الإخوان المسلمين"، فإن هذا لن ينطلي على المواطن السوري، طالما أن سلوك النظام من ألفه إلى يائه، إنما هو تكريس لاستئصال الإسلاميين من الساحة السورية.

"أيمن عبد النور" البعثي الإصلاحي الذي يشرف على موقع "كلنا شركاء" الإلكتروني، ويموله حزب البعث، ولا ينشر مقالات كثير من المعارضين، رغم أنه يزعم أن الموقع مستقل،أي أنه مع النظام، أكد للصحيفة هذه المقولة، ما يعطي المراقب السياسي صورة حقيقية عما يرمي إليه الرئيس "بشار" بأن القضية برمتها إنما هي عملية سحب ورقة الإسلام من بين أيدي الإخوان المسلمين.....

فإذا أضفنا إلى ما نوهت به الصحيفة وما أفاد به "أيمن عبد النور" من أن النظام الذي أرسى دعائمه الرئيس حافظ أسد وورثه الرئيس بشار، لم يدخر وسعا في استئصال الإخوان المسلمين وكل الذين يرفعون راية الإسلام كمنهج حياة، تمثل ذلك قانونا: بإصدار القانون 49 لعام 1980 الذي يحكم بعقوبة الإعدام على مجرد الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، وممارسة: باعتماد هذا القانون في المحاكم الميدانية التي كانت تجري في سجن تدمر وحكم على آلاف الإخوان بالإعدام ونفذ الحكم بحقهم. وهذا يفسر لنا أن مصير أكثر من عشرة آلاف معتقل ما يزال مجهولا لم يطلق سراحهم ولا تحتوي السجون أحدا منهم حتى الآن بعد أن عرفت أسماء من بقي فيها (يراجع بهذا الصدد ما أفاد به المحامي هيثم المالح في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة في حزيران "يونيو" 2002 ). ومن نجا من الإسلاميين من مقاصل القانون 49 ومن معتقلات تدمر والمزة غادر سورية إلى المنافي. ولذلك، فإن الزعم بأن النظام السوري ينبذ العلمانية لصالح الإسلام ليس إلا تسطيحا  للحقيقة، بل إنه ،كما جاء في عنوان الصحيفة، "يمتطي موجة الانبعاث الديني" فحسب.

ولقد أمل الكثيرون أن يتغير سلوك النظام السوري بعد مجيء الرئيس بشار إلى الحكم. لكن ما رآه السوريون كان نفس قبضة الرئيس الراحل الحديدية، ولكن بقفازات حريرية. والقضية كلها لا تعدو حضورَ الرئيس لمراسم الاحتفال بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وحضورَ صلاة العيد وخطبة العيد وإلباس الخطيب عباءة أثناء إلقاء الخطبة. وتنتهي صلاة العيد وقد ظن مستشارو الرئيس أنهم بذلك ألبسوا الرئيس عباءة التدين، مع أنه ما يزال يشهر القانون الذبح (49) في وجه الإسلاميين. والقضية برمتها، إنما هي عباءة مقابل عباءة.

وقد يقال أن هذا القانون ليس ضد كل الإسلاميين، بل يحكم بالإعدام على الإخوان المسلمين فحسب، وكأن دم الإخوان المسلمين حلال!. الآخرون الذين يفرقون بين دمٍ ودم، لا يضمنون أن يُتخذ ذلك ذريعة، فيحكم بهذا القانون الظالم الجائر ضد باقي المعتقلين، طالما أنه ليس هناك علامة فارقة بين معتقل وآخر تميز معتقلي الإخوان المسلمين عن غيرهم، حتى الصلاة فالذي لم يكن يصلي خارج المعتقل فهو يصلي فيه والأمر متروك لضمير القاضي السفاح الذي يحاكم المعتقل، إن كان عنده ضمير.

واستطرادا، فقد طالعتنا صحيفة "البلد" التي تصدر في لبنان، يوم الخميس 11 أيار "مايو" بمقال كتبه "علي الأمين" تحت عنوان "ماذا يدور بين دمشق والإخوان؟ " معقبا على زيارة وفد من الإخوان إلى لبنان وعن وساطة مزعومة للشيخ "فتحي يكن" مع النظام السوري. ونستعجل فنجيب كاتب المقال بأنه ليس ثمة ما يدور بين الطرفين. لأن النظام في دمشق قد أقفل كل الأبواب الموصلة بينه وبين المعارضة وفي طليعتها الإخوان المسلمون، لأنه يعتقد أن مشاكلَه لا تُحلّ إلا عند واشنطن حصْرا، فَلِمَ يضيع إذن وقته مع المعارضة؟

كما أنه لم تكن هناك -كما زعم كاتب المقال- أية قوى سنية أوشيعية اعترضت على زيارة الإخوان السوريين إلا ما كان من بقايا فلول مرتزقة "مجدل عنجر" التي ربطت مصيرها بمصير المخابرات السورية إبان وجودها في لبنان قبل 26 نيسان 2005 ،وعز عليها انقطاع "الحبل السري" الذي كان يمدها بالدولارات السامة لقتل المروءة بين الشعبين السوري واللبناني.

ونستطيع أن نؤكد هنا أنه لم تكن هناك نية مبيتة من وراء الزيارة، كما ظن عقل الكاتب المريض، إلا ما كان من حشد للقوى الخيرة في لبنان للمساعدة بإلغاء القانون 49 ،قانون "القتل العنصري" كما أسماه بعضهم وهو الذي يقنن للقتل على الانتماء ضد جماعة الإخوان المسلمين. ولعل القوى الفاعلة والمناصرة لسورية مثل "حزب الله" تكون في طليعة من يسعى لإلغاء قانون "الذبح" 49 .

لا نريد أن نرجم بالغيب، ولكن على رأي المثل "يا لبن بخيره قيل على وجهه ظاهر"، فإن كاتب المقال ممن يدور في فلك النظام السوري وذو خيال خصب فيه كل عجيب. خصوصا إذا كان يصب في مصلحة حكام دمشق. وفي المقال كلام كثير مهما "مخضته" فلن تحصل منه على "زبدة".

وسواء أكان القائل هو الشيخ "فتحي يكن" أو أنه لسان حال الكاتب "علي"، فإن التحالف بين الإخوان المسلمين وبين "عبد الحليم خدام"، هو تحالف بين سوريين -مع عدم تبرئتنا لتاريخ خدام قبل انشقاقه عن النظام- لإنهاء تسلط نظام الفساد والاستبداد، وإعادة الأمور إلى الشعب السوري. وليس كتحالف حافظ أسد مع واشنطن الذي تم بموجبه وضع الجيش السوري تحت راية أمريكا ليحارب الجيش العراقي عام 1991 كما هو معروف، إلا لمن أغمض عينيه عن شمس الحقيقة. 

ولا ندري صحة ما أورده كاتب المقال وحتى لو صح، فإن حركة الإخوان المسلمين السوريين غير معنية إطلاقا بما ورد على لسان الشيخ "فتحي يكن"، -صح أم لم يصح- أنه (مندفع لإخراج الحركة من دوامة الرهانات الخاسرة) حسب تعبير الكاتب، فلم يكلفْه أحد بذلك إطلاقا خصوصا بعد أن ربط أسبابه بأسباب ساكني قصر الشعب في دمشق.

ويستغرب المراقب ما نقله الكاتب عن الشيخ من أنه استنكر زيارة الإخوان إلى لبنان، مع أن الشيخ يعرف أن هذه الزيارة كانت لجمع التأييد لإلغاء القانون 49 الذي يحكم على الإخوان "بالذبح" لمجرد الانتماء. ونريد أن نطمئن الشيخ "يكن" أن فضيلة المرشد "محمد مهدي عاكف" -الذي زعم بأنه أشاد بمواقف سورية في وجه تهديد "واشنطن"، وهي لم تكن إشادة بالمواقف ،على كل حال، بل تنديدا بما تبديه واشنطن من تهديد لسورية- أرسل إلى فضيلة المراقب العام "البيانوني" ليضيف توقيعه وتوقيع عضوي مكتب الإرشاد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور عصام العريان إلى قائمة الموقعين في حملة التأييد لإلغاء قانون "الذبح 49" .

وحتى يفلح الشيخ "يكن" بحمل النظام السوري على إلغاء قانون "الذبح 49"، -ولن يفعلها النظام إلا مكرها أو مطاحا به- فستكون الكرة في ملعب النظام لافي ملعب الإخوان المسلمين. ويبقى أن نسأل الشيخ عن رأي "الجماعة الإسلامية" التي كان ينتسب إليها ثم تركها وراء ظهره ويمم وجهه شطر قصر الشعب يحج إليه؟ وهل وافقته الجماعة على كلامه المنكر بحق إخوانه وضيوفه السوريين؟ أم أن الشيخ يعيش حالة انعدام الوزن، وكأنه لم يقرأ الآية الكريمة ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار .... هود الآية 113).

وهل هناك من هو أظلم ممن يشرع قانونا لإعدام المسلمين لأنهم إخوان مسلمون يا فضيلة الشيخ؟

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها  

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ