لقاء
جنبلاط مع الوفد الإخواني
دلالاته
وحيثياته
مؤمن
كويفاتيه*
ما يدعو إلى الدهشة
والاستغراب انزعاج النظام
القمعي في سوريا من زيارة وفد
الإخوان المسلمين السوريين إلى
بلدهم الثاني لبنان وإجراءهم
مباحثات ولقاءات عديدة فيه لم
يفصح عنها شيء وكان اشهرها
لقاءهم مع الرمز اللبناني
العتيد السيد وليد جنبلاط في
المختارة والذي أعلن هو بنفسه
عنه لأغراض لا تخفى على احد
وسأذكرها في سياق الحديث والذي
أكد بدوره فضيلة المراقب العام
للاخوان المسلمين الشيخ علي صدر
الدين البيانوني أنها ليست
الزيارة الأولى وإنما جاءت ضمن
سلسله زيارات ولفاءات في للبنان
منذ خروج الفوات الامنيه
المخابراتيه السورية من هذا
البلد.
ومن المعلوم لدى
القاصي والداني أن الإخوان
السوريين المهجرين قسرا من
بلادهم والمحكوم عليهم
بالإعدام بموجب قانون العار
والقتل والجريمة رقم 49 لعام 1980
والمتواجدين في شتى بقاع الأرض
العربية والاجنبيه يلتقون
مسئولي هذه البلدان بل وينسقون
معهم في قضايا عديدة دون أن
يستشير ذلك النظام أو يظهر له أي
احتجاج على ذلك لأنه يدرك أن
هذا خطأ احمر ولن يسمح له بذالك
لانه سيعتبر بمثابة الوصاية على
هذه الدول وتدخلا سافرا ومهينا
بحقهم
إذا
لماذا الاحتجاج على لبنان
واللبنانيين فقط وبالطبع نعرف
أن هذا الوفد لم يأتي
بالهلوكبتر أو ينزل بالمظلات بل
جاء بتاشيره رسميه للسماح له
بالدخول من حكومة هذا القطر
المنتخبة ديمقراطيا والتقى مع
أطراف عديده رسميه وشعبيه
ودينيه ورموز وطنيه كان لها
الفضل الأبرز في تحرير هذا
البلد من السيطرة الامنيه
والتخلص من عهد الاستبداد
والقمع
وببساطه أقول أن
السبب وراء هذا الانزعاج وهذه
الضجه ان نظام الوصايه البعثي
لم يستوعب بعد أن لبنان أصبح حرا
ومستقلا وسيدا على أرضه ويفعل
ما يشاء ضمن حدوده وانه لا يقبل
من احد التدخل أو ان عليه
الاستئذان لفعل أي شيئ كما انه
لا يقبل أن يتدخل في شؤون الآخر
كاستقبال النظام السوري لكبار
المعارضين اللبنانيين من
أزلامه وأبواقه مرتزقة الجهاز
الأمني السابق والمتحدثين
باسمه والذين يعملون من دمشق
ويتمولون منها ماديا ومعنويا
وتوجيهيا لإسقاط الحكومة
الوطنية المنتخبة دون أن تبدي
هذه الحكومة أي انزعاج كما هو
عليه حال الطرف الآخر
مع
أن زيارة الإخوان تأتي من سياق
تمتين العلاقات بين الشعبين
الشقيقين والتي تصب في مصلحة
الوطن ولا تأتي في سياق التآمر
والاستعداء وهنا كان لابد لي أن
أشكر كل من ساهم في إنجاح هذه
الزيارات وكل من وقع على عريضة
إسقاط قانون العار 49 لعام 1980
المهين لكرامة الإنسان وحقوقه
والمعيب للعرب والعروبة
والمجرم بحق فئة واسعة من الشعب
والمخزي على مر التاريخ
الإنساني الذي لم يشهد له مثيلا
في دمويته والتي أريقت تحت
بنوده الدماء البريئة وراح
ضحيتها عشرات الآلاف وأمثالهم
في السجون غيبوا أو قضوا نحبهم
تحت التعذيب ومئات الآلاف من
المهجرين قسرا وتدمير المدن فوق
ساكنيها لكي يطبق الأوغاد روح
القانون وملايين الأمهات
الباكيات اللاتي ينتظرن فلذات
أكبادهن ومعظمهم فطرت قلوبهم
وماتوا دون أن يعرفوا شيء عن
أبنائهن والزوجات الصابرات
اللاتي ينتظرن حبيبهن الغائب
عساه أن يدق الباب عليهن ليعيد
البسمة إليهن والى أبنائهن
الذين قضوا كل هذه الفترة
كالأيتام ولا معيل لهم إلا الله
وفي الختام لي عتب على بعض
المعارضين الذين لم يتفهموا
معنى الزيارة وأغراضها
وأهدافها وليس معناها كما ذكر
الأستاذ صبحي الحديدي أن جنبلاط
يرى في الإخوان مستقبل سوريا
السياسي بل هي كسر لكل القيود
والحواجز التي وضعها النظام في
وجه معارضيه وعلى رأسهم الاخوان
المسلمين والذي استخدم معهم
أقسى الأساليب وأشد أنواع
الحصار وجعلهم خطاًًًًًًً
أحمراً في الحديث معه
وما
أحوجنا في هذه الأيام كمعارضة
ألا نعمل على تشتيت طاقاتنا
وجهودنا فنحن الأحوج إليها
للوقوف أمام هذا الجبروت وفك
الطوق والإنعتاق من الظلم
والظلام وكل منا يعمل بطريقته
وبأسلوبه وبما يخدم الصالح
العام دون تجريح أو تشكيك كفانا
عبثاً بالوقت فإن الزمن لا يرحم
ولنتكاتف جميعا وعلى قلب واحد
لإسقاط هذه الديكتاتورية
المقيته التي تحكم في دمشق
ولنسأل الله سبحانه أن يعيننا
على هذا الهدف السامي "(وقل
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون...)
*سوري في اليمن
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|