ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 18/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الأحزاب التي تنبت في سورية كالفطر....

ما هو رصيدها ؟

الطاهر إبراهيم*

بعد اغتيال الزعيم اللبناني رئيس الحكومة الأسبق "رفيق الحريري" في شباط عام 2005، وإرغام الجيش السوري –بين عشية وضحاها- على الانسحاب من لبنان في نيسان عام 2005 ،استيقظ السوريون على حقيقة واقعة تقول إن العد العكسي للنظام في سورية قد بدأ .فتطلع سوريون كثر ،خصوصا من كان خارج سورية، إلى أن فرصا ما في الأفق بدأت تتخايل لمن يرنو إليها، وأن هناك ثمارا، ربما ما تزال في طور "الحصرم" ولكنها على كل حال تنتظر من يكون صاحبها عندما تينع ويحين قطافها.

وهكذا رأينا مجموعات صغيرة العدد تعلن عن نفسها كأحزاب بمبادئ وقوائم أهداف 1، 2، 9..،10 وبأسماء، لا يستطيع من تجاوز سن الأربعين، وبدأت ذاكرته تمسح منها الأسماء، إحصاء ربع أسماء تلك الأحزاب، وكأن تكوين الأحزاب يفتقر فقط إلى الأسماء البراقة والمبادئ التي كثيرا ما تكون مشتركة بين معظم هذه الأحزاب الناشئة. أما الأهداف فلانريد أن نشق على قلوب أصحابها، لأن الممارسة وحدها هي التي يمكن أن تحكم من خلال ما يقدمه هذا الحزب أو ذاك.    

من يتهم عليه أن يأتي بالدليل، وإلا فيكون متقولا، هذا إن لم يكن في خانة المفترين. ولذلك فما قاله "فائز الصائغ" الذي يتربع على كرسي مدير التلفزيون السوري، ويجهد نفسه ألا يكون مصيره مصيرَ من سبقه، لا يعبر إلا عن نفس مريضة عندما يتهم أحزابا يُعلَنُ عنها من أوروبا وأمريكا، فيغمز من قناتها. وليس أمام الأحزاب المعارضة التي تنشأ الآن أن تعلن عن نفسها إلا من أوروبا أو أمريكا. فهي لا تستطيع أن تعلن عن نفسها من أي دولة عربية، إلا أن تعمل لصالح تلك الدولة. ومن باب أولى فإنه يستحيل أن تعلن عن نفسها،من دمشق، إلا إذا كان أعضاء الحزب يريدون أن يسجلوا أنفسهم في عداد قوائم سجون النظام السوري التي بدأت ترفع رصيدها من المعتقلين من جديد.

وإذا كنا لا نوافق على الاتهامات الملفقة التي تعلن عنها من دمشق دكاكين الإعلام المفترية، فإنه يحق لنا أن نطالب الأحزاب ،التي تنبت كما ينبت الفطر على المروج في يوم ضبابي بعد ليلة ماطرة، أن تبرر لنا خطواتها التي تؤكد يوما بعد يوم أن هؤلاء الشباب ما تزال أقدامهم تتعثر وتتوه وهي تبحث عن بداية لطريق ينطلقون منه للمشاركة في إنهاء حكم الفساد والاستبداد الذي دمر البلاد وأذل العباد من دون أن يكون له هدف إلا أن يسطو على ثروات سورية ولو كان من بعده الطوفان.

قد يستطيع الواحد منا أن يكتب مقالا ،تنشره له صحيفة مهاجرة، يعدد فيه ما يصيب الوطن من ويلات جرها حكم فئوي مغامر. وقد يجد فضائية عربية ترضى أن يكون محاورا في أحد برامجها. وبعض هذه الفضائيات تستخدم الضيف لتبتز الأنظمة. وقد نستطيع أن نجمع في قاعة واحدة بضعة عشر رجلا، وربما أقل، لنعلن عن تشكيل حزب جديد. ولكن بماذا نجيب إذا سألنا المراقب: ثم ماذا؟ وما هي الخطوة التالية؟ 

الأحزاب لا تولد إلا من الحاجة إليها. ولا تنمو وتكبر إلا من رحم المحن. ومن وجد نفسه في بلد أوروبي أو أمريكي يستطيع أن يتحرك هنا ويدعو لما يريد هناك ويعلن ما يشاء لا يمنعه أحد أن يقول إلا أن يتجاوز قوانين الإرهاب، فإن هذا لايؤسس لفكر جديد. ولو تذكر بعض هؤلاء أن قادة أحزاب وجماعات سورية وعربية، راسخة في العمل منذ أكثر من نصف قرن، لا تستطيع أن تزور هذا البلد العربي أو ذاك، إذن لفكر ألف مرة قبل أن يفتح على نفسه بابا يعرف متى يفتحه، ولكنه أبدا لا يدري ما ذا يخبأ له وراء ذلك الباب.

عالم السياسة كعالم الاقتصاد والمال، فكما أن هناك مؤسسات مالية ضخمة يبحث مالكوها هنا وهناك عن مؤسسات أخرى، وبعضها خاسر يضمونها إلى إمبراطورياتهم، فتربح الخاسرة، وتزداد الرابحة ربحا، فكذلك أحزاب المعارضة تتسع بالتضامن لا بالشرزمة.

النظام السوري يسعى إلى بعثرة المعارضة وشرذمتها، ويفرح كلما أضيف حزب جديد إلى الساحة. بل إنه قد يشجيع بعض الطامحين ليعملوا على تشكيل أحزاب جديدة، وليس مايمنع لديه من مغازلة بعضهم يعدهم بالدخول إلى خيمة الجبهة التقدمية، ولن يكلفه ذلك إلا بعض السيارات يمنحها لقيادة هذه الأحزاب، وفي النتيجة كله من جيب الشعب.

الكتاب والمفكرون في معارضة الداخل كانوا أنضج فكرا وأبعد رؤية. فقد صقلتهم تجارب السجون، حيث قضوا شطرا من أعمارهم، فتكونت لديهم سمعة طيبة عند جمهور الشعب السوري. ولكن واحدا منهم لم يفكر في زيادة عدد أحزاب المعارضة في الداخل. بل إن ما حصل أن أحزابا تجمعت وشكلت التجمع الوطني الديموقراطي من خمسة أحزاب ليست طارئة على الساحة، فهي تعود إلى ثمانينيات القرن العشرين.

إذا كان البعض يتحرك وعينه على تقاسم الكعكة بعد زوال النظام الحالي فهو مخطئ، لأنه ليس هناك كعكة وإنما هناك بذل وتضحية. ولا تزال الأحزاب التي مستها أحداث الابتلاء في القرن الماضي ودفعت الثمن شهداء ومعتقلين، كالإخوان المسلمين والشيوعيين، حيث ما يزالون يدفعون الثمن حتى الآن.

وقد فهم قادة هذه الأحزاب أن الخلاف بينها لا يمنعها من أن تجتمع، فالتناقض لا يكون بين الأيديولوجيات والمبادئ فحسب، بل وفي الممارسة أيضا. وهذا ما حاول النظام السوري أن يكرسه، لأنه أراد أن تقتصر معادلة الحكم عليه وحده. ومن يقف في وجهه فليس له إلا الاعتقال والتشريد، وربما الشطب من الحياة كلها كما فعل مع الإخوان المسلمين عندما سن قانون الموت 49 في عام 1980 الذي يحكم بالإعدام على مجر الانتماء.

قد يكون سهلا أن يجتمع بضعة عشر سوريا في المنافي وأن يشكلوا حزبا أو أحزابا. ولكنه كان سهلا أيضا أن تظهر الانشقاقات سريعا بين مكونات هذه الأحزاب، لأن ما جمّعها كان المعارضة للنظام فقط، دون أن يكون هناك انسجام بين هؤلاء المعارضين بحيث يؤدي هذا الانسجام أن يجعل الفرد يذوب في الكل.

قد يكون من المفيد أن ينتبه البعض فلا يلجأ إلى أسلوب الهجوم على الأحزاب التي رسخت أقدامها في الساحة السورية ظنا من هذا البعض أن ذلك سيلفت إليه الأنظار. خصوصا إذا كان الهجوم نوعا من الافتراء الرخيص، كما فعل أحدهم عندما زعم أن "إعلان دمشق" قد قام بفصل –بعد تشكيل جبهة الخلاص الوطني- جماعة الإخوان المسلمين من عضويته، ليتبين بعد ذلك أن هذا محض افتراء. 

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ