ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 18/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

رفعت أسد .. المنقذ الموعود ..

لماذا  ُطرد.. ولماذا يعود ..؟! (1)

د.نصر حسن

الضربات الثقيلة الثلاثة التي تعرضت لها سورية على أيدي الديكتاتورية المستبدة كانت :

الأولى  :  عسكرية  تمثلت بالإستيلاء على الحكم بقوة السلاح الذي سيطرعليه حافظ أسد وانفرد بالسلطة وأقصى بالقتل حينا ً وبالنفي حينا ً آخر وبالسجن في معظم الأحيان كل رموز العمل الوطني ومن مختلف الإتجاهات السياسية وعطل المحرك السياسي والفكري والثقافي والإجتماعي في سورية , وسار قدما ًعلى طريق تأسيس الطائفية السياسية , القوة السلبية الوحيدة الفعلية التي تتحكم بسيرالأحداث , القوة الظالمة التي فتت المجتمع ودفعت وتدفع الشعب باتجاه الهاوية , ضربة خطيرة استهدفت مفاصل الحركة وكسرتها لتصبح سورية الدولة والمجتمع كسيحة يجرها الفرد المستبد إلى حيث أراد إلى الإنهياروالهاوية.

والثانية :  دموية   قام بها رفعت أسد في الثمانينات وقصمت ظهر سورية الوطني وكسرت عمودها الفقري وحولته إلى أشلاء , وكانت مرعبة وطنيا ً وإنسانيا ً لكثرة ما أريقت بها من دماء طاهرة , ضربة ذات أبعاد خارجية وأذرع داخلية تجاوزت حدود الجريمة , مزقت الوطن والشعب وفتت نسيجهما الإجتماعي وأدخلته في ظلام ليس له وصف أو حدود , ودمرت قوتها ونهبت ثروتها وألغت دورها الوطني والقومي وحشرتها في طريق التفتت والهزائم المتوالية داخليا ً وخارجيا ً, أي نقلت سورية من دورفاعل في المحيط العربي إلى دورمخرب على المستويين الوطني والعربي , ضربة خطيرة بقيادة رفعت أسد استهدفت القلب ومزقته ومزقت معه نسيج الشعب والوطن , ضربة لايمكن أن تكون قوتها فردية داخلية فقط أو مصدرها هوحسابات سلطة وحكم وحب السيطرة فحسب ,بل كان مصدرها أبعد من ذلك بكثير وأهدافها هي مانشاهده اليوم في واقع سورية من الإنحراف والتخلف والفقر والتمزق وإهانة الإنسان وتجريد سورية من دورها الفاعل الصحيح على المستويين الوطني والقومي .

والثالثة :  حقوقية  أسست لشكل جديد وغير شرعي لنقل الحكم في نظام جمهوري وأرست قاعدة وراثة سورية بأكملها وليس الحكم فقط من الأب حافظ أسد إلى الإبن بشار أسد وبالطقوس الدستورية المسرحية التزييفية التي تمت بها , وكأن المسألة لاتعني الشعب بل هي من اختصاص مجلس التضليل  ومواخير الفساد الغير شرعية أصلا ً فكيف لها أن تعطي الشرعية لغيرها , مسرحية لخصت حالة الفساد السياسي والأخلاقي التي ثبتها النظام لعقود ,أفرغ خلالها المجتمع من قيمه الوطنية وحرمه من أية إمكانية أو دورله في المشاركة بعملية القراروفي تحديد نوع الحكم أو شكل الحكم ,وتقلص دوره إلى التصفيق الإجباري للقائد الأسد الذي تحتاجه سورية إلى الأبد , واختلطت على الشعب الصورة بين ديكتاتورسابق وديكتاتورلاحق مع استمرارالمعاناة الرهيبة في سراديب الدولة القمعية الأمنية التي جردت الإنسان من حريته ومن كرامته ومن حقه في الحياة الآمنة ,نظام فاسد أصبح منتج لأفراد خشبيين عديمي التفكير ومسلوبي الإرادة ولايملكون القدرة على المشاركة والتقرير بل تحولوا إلى أدوات للتبرير, تبرير الفساد والجريمة وغطاء ً للطغيان وأبواقا ً للتنظير,باختصارألغت إنسانية الفرد كلها وحولته إلى مشروع عبد .

ضربة خطيرة كانت في الرأس بقيادة شبح الأب في شكل الإبن , ضربة أفقدت سورية توازنها ووعيها وشوهت ماتبقى من شكلها القانوني والدستوري وحولتها من جمهورية إلى مزرعة وراثية لآل أسد والعصابة المحيطة بهم , وتصرفوا ويتصرفوا بها على هذا الأساس الدنيء.

ضربات ثلاث قاتلة من مصدر واحد هي عائلة الأسد والمقربين منها,لاتزال إفرازاتها تضغط بعنف على حاضر الشعب ,ضربات خطيرة من حيث الفعل والنهج والنتائج ,كانت هي ملامح مرحلة شاذة ومنحرفة ,بمعنى أنها ضد إرادة الإنسان وضد المصلحة الوطنية والقومية وضد سنن التطور وقوانينه العامة ,مرحلة  تركت بصماتها الدامية والفاسدة والمخيفة على الواقع السوري في ماضيه وحاضره ,والأخطر هو تفاعلاتهما السلبية المستمرة وإفرازاتها الإنسانية والإجتماعية المخيفة حيث الإحتقان الطائفي والفقر والبطالة والرشوة والفساد والطيش والإرتباك والمستقبل المجهول , باختصارأوصل الشعب والدولة إلى حالة الإنحطاط العام على كافة المسارات.

والغريب هو الرضوخ المهين إلى الإستبداد من قبل الشعب والذي يجبره النظام على دفع فاتورة عدم شرعيته وانحرافه وتفيذ أهدافه الشريرة قتلا ً وسجنا ً ونفيا ً وفقرا ً وتشويها ًًعلى دفعات حتى يتمكن من السيطرة عليه على الدوام , والأكثر غرابة مايمارسه بعض المطبلين والمزمرين للتغيير السلمي وتبادل السلطة الذي يعني عمليا ً تبادلها بين آل أسد وكأن سورية أصابها العقم ولم تعد قادرة على إنجاب سوى الجلادين واللصوص والعملاء والفاسدين والمرتبطين بأهداف خارجية هدفها الإستمرار في تدمير سورية وتفتيها إذا تطلبت مصلحة من يدعم النظام ويحافظ عليه أو تبديل شكلي في مواقع الطغاة إذا اقتضت ضرورات اللعب بمصير البلاد والعباد .

والغرابة كلها تكمن في عملية طرح خياررجوع رفعت أسد إلى سورية الآن وربما ليس كشخص وإنما كنهج دموي فتك بسورية وخاصة ًماارتكبه من جرائم بتدمير مدينة حماة فوق ساكنيها واستباحتها ونهبها واستشهاد عشرات الألوف ولايزال حتى الآن أكثرمن خمسة عشرألف من المفقودين وهؤلاء بشر لهم حقوق ولهم أطفال ولهم عوائل ولهم حق يسمى حق المواطنة , أم أنهم شيئا ً آخر؟  وما ارتكبه في سجن تدمرفي تصفية السجناء السياسين في واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية , هذه الجرائم ستبقى وصمة عار في جبين مرتكبيها وفي جبين من أمر بها ونفذها واشترك بها ,تلك الجرائم وماحدث من عنف في مواجهة الشعب والنشطاء السياسين من اليمن واليسار ومن كل نسيج الوطن ومنهم الشرفاء من أبناء الطائفة العلوية التي حاول ويحاول النظام واهما ًربطها معه ليحملها جرائمه مرتين وبكل خسة, ولتكون الملاذ الأخير له عندما يتم تعميم أوامرالتفتيت وتشكيل الحزام الطائفي الذي كان هدفا ً خبيثا ً في العقل الشريروأصبح الآن واقعا ًعلى الأرض.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ