ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

النظام ... معه حق..!!

الدكتور عثمان قدري مكانسي

قامت الدنيا وما قعدت حين اعتقل النظامُ أحرارَ الرأي الذين وقّعوا على إعلان دمشق بيروت ، وكأنه لم يفعل غير تلك الكبيرة ، وكأن النظام شفاف الفكر والتصرّف ، شهم المواقف ، زكي الطويّة ، ولم يخطئ سوى المرة اليتيمة هذه .

إن حاكم دمشق ومن معه – وكان أبوه وزمرته من قبل- لا يطيقون أن يرميهم أحد بالورود دون أن يستأذنهم بذلك ، موضحاً نوع الورود وحجمها ولونها ، والمكان الذي سيُلقى بها عليهم ، والساعة التي سيحدث فيها رمي الورود .. وإلا أوردوا صاحب الوَرد موارد الهلاك !!.

إن الموقعين على إعلان دمشق بيروت فضحوا الأستار ، ووجهوا الأضواء القوية على النظام ، وطالبوه بمطالب تعرّيه تماماً وتلقي به مزقاً شوهاء في مزابل التاريخ ، وتفرغه من سطوة الحكم وشفط الأموال واستعباد الأمة !! وبعد هذا تستنكرون أن يفعل ما يستطيع فعله ليحافظ على مكاسبه التي بذل في سبيلها دماء الشعب رخيصة وحرية المواطن وداس على صدور الأمة ، وخنق الحريات وسلب المقدرات وأعاد البلاد إلى ماقبل التاريخ ؟!

بيان إعلان دمشق بيروت بدأ أول مابدأ بقنبلة ضخمة حين دمغ في الأسطر الأولى النظام المتحكم بدمشق وبيروت بما يلي

1- إنه سبب التدهور في علاقات اللبنانيين والسوريين .

2- انتهك روح الدستور في البلدين حين مدد رئاسة لحود ، ومن قبله مسرحية رئاسة بشار.

3- استهتر برأي أكثرية اللبنانيين . وهذا يعني أنه ضمناً استهتر برأي السوريين .

4- وصعّد الأمور باغتيالات أودت بحياة شخصيات لبنانية سياسية وحزبية وإعلامية ومواطنين . أو طاولتهم .

ثم أعلن المؤتمرون أنهم قلقون لتصرفات النظام الحكيمة دائماً!! وهذا اتهام خطير للغاية ، فمنذ أربعة عقود ووسائل الإعلام تصف القيادة السابقة واللاحقة ( الأب والابن وروح القدس ) بأنها غاية في الحكمة والنزاهة والوطنية والإخلاص للأمة والعروبة والإسلام ، وأعلن المؤتمرون أنهم توافقوا على ضرورة العمل قولاً وفعلاً من أجل التصحيح الجذري للعلاقات السورية اللبنانية بما يلبي المصالح والتطلعات المشتركة للشعبين في السيادة والحرية والكرامة والرفاه والعدالة والتقدم ، وهذا يعني أن النظام قتل هذه المطالب الستة ( السيادة والحرية والكرامة والرفاه والعدالة والتقدم ) وما انقلب النظام عام ثلاثة وستين على الديموقراطية إلا من أجل إحقاق هذه المطالب .! ثم تمضي أربعون سنة أو تزيد ليأتي مؤتمرون – لا تُعرف قرعة آبائهم – ينسفون كل ما بناه النظام الرائع ( ئع) ببيان لا يمت إلى الحقيقة بـِصلة ولا ( بـِبـَصلة ) !! لقد ثارت ثائرة النظام من هؤلاء المأفونين الذين يقلبون الطاولة على الحكام – السادة النجباء – الذين ينبغي أن يحكموا البلاد ويقودونها إلى الخراب بشعار العار واللدَد " إلى الأبد يا أسد " في نار جهنم تشوي الأب والولد . ولعل إخواننا الصوفيين ينادون بعد هذا الدعاء بندائهم المعهود: المدد المدد. يا أسيادَنا المدد المدد.

وتجد المؤتمرين يرفضون الوصاية السورية في لبنان التي تحكمت أمنياً بقراره السياسي والاقتصادي فزادت المشكلات حدّة وتعقيداً – على حد قولهم- .. والأدهى من ذلك أنهم اعتبروا ما فعله النظام في لبنان تجارب مريرة تستحق الوقوف والتأمل والمراجعة النقدية على كل الصّعُد ، ويعلنون تدخلهم السافر في الحكم الذي لا ينبغي أن يدنو منه أحد غير آل الأسد ومن لفّ لفـّهم " ونعلن استعدانا الكامل للمساهمة في الاضطلاع بتلك المهمة " .

بل يعلنون صراحة " إصرارهم على الحوار والتضامن والعمل المشترك من أجل التصحيح الجذري للعلاقات بين البلدين والشعبين وفقاً لرؤية مستقبلية مشتركة ..."

وهذا الإعلان ينضوي على خطر عظيم لا يناسب النظام مطلقاً ، فلو عدنا لقراءة الأسطر الثلاثة السابقة فسوف نلقى أموراً خطيرة منها :

1- تدخل المؤتمرين السافر في الخطوط الحمر ! فهم مستعدون للمساهمة .  ومن تدخل فيما لا يعنيه وجد ما لا يرضيه .

2- ويريدون التدخل في كل شاردة وواردة ، وهذا ما يدل عليه كلمة " الاضطلاع " وهذا تجاوز لا يليق بالمواطن الشريف الذي اضطلع الحاكمون بالعمل به نيابة عن الشعب حتى لا يتعب نفسه في أمر نذر الحكام أنفسهم للقيام به تفضلاً وتكرماً .

3- أما الإصرار على الحوار فعقوق لأولي الأمر . كان ينبغي الاستئذان منهم مع كثير من التزلف والخضوع لممارسة القليل من هذه الحقوق .

4- وكلمة التضامن والعمل المشترك تعني الشعور بالذات لمن يعرض التضامن ! وهذا تطلّع خطير إلى سدة المسؤولية ووقوف أمام الحاكم موقف الند للند ، وهذا عقوق أشد لصاحب النعمة والفضل!

5- أما التصحيح !! فلمن التصحيح ، وأين الخطأ في التصرف الحكيم للمنزّه عن الخطأ ؟ أبعد أكثر من عشرين سنة من العمل الدؤوب المتواصل للنظام السوري في لبنان وشفط خيراته وإذلال أهله – عفواً أقصد رفع الاقتصاد اللبناني والحفاظ على كرامة أهله – يريد المؤتمرون التصحيح الجذري ؟ هذا هو العقوق الثالث الرهيب الذي يستوجب الحساب العسير لهذه الزمرة الناكرة للجميل ! خاصة أنهم يريدون نسف كل العلاقات النبيلة!! بين البلدين وفق رؤية مستقبلية جديدة .

ولم يكتف إعلان دمشق بيروت  بما أعلن حتى أضاف بعض الرؤى موضحاً :

                    1- نبذ مشاريع الإلحاق والاستتباع من جهة والاستعلاء والتقوقع والقطيعة من

 

                        جهة أخرى .

  2- التمسك بحق سورية في استعادة كامل أراضيها المحتلة في الجولان ، وهنا لا بد أن أذكر أنني حين كنت ضابط احتياط في الجبش السوري في الجولان عام 1973 قبل تشرين وبعدها كانت الحدود هادئة ، وكانت الأوامر بقنص كل فدائي يعبر الحدود إلى فلسطين المحتلة دون إذن من قيادة الجيش السوري ، ولم يكن يسمح لهم بالدنوّ من الحدود مطلقاً  ، والسبب في ذلك أن وزير الدفاع السوري في ذلك الوقت 1967 باع الجولان لليهود ، وعودو إلى كتاب سقوط الجولان لصاحبه مصطفى خليل يوضح البيع بالدليل والبرهان ، وقد قامت المخابرات السورية في لبنان بعملية قرصنة اختطفته من بيروت ، وغاب في غياهب السجون .. هذا هو النظام الوطني العروبي الشريف !!. الذي باع الجولان . ثم يأتي هؤلاء ليعلنوا أنهم لا يرضون البيع وسيستعيدون الأرض المغتصبة . فأي سواد للوجه سيكلل النظام السوري إذا غضبت إسرائيل واتهمت النظام بعدم الوفاء وعدم الصدق بالبيع ولحسه؟!.

 3- المطالبة بضرورة احترام الحريات العامة والخاصة وتنميتها ، وحقوق الإنسان وبناء دولة القانون والمؤسسات ، والانتخابات الحرة النزيهة ، وتداول السلطة ، والتحول إلى المسار الديموقراطي ...

- ولم احترام الحريات العامة والخاصة؟!

- لم حقوق الإنسان ودولة المؤسسات ؟!

- ولم الانتخابات الحرة النزيهة ؟!

- لم تداول السلطة والتحول إلى المسار الديموقراطي؟!

كل هذا يعني أن المتسلطين سينالون شيئاً واحداً هو المحاسبة والتلذذ بزنزانات منفردة أو مجتمعة يلعن بعضهم بعضاً ، ويسب بعضهم بعضاً . وهذا يعني خسارة كل المكتسبات التي سطوا عليها بالإرهب والبطش والتنكيل !!

5- والأنكى من ذلك أن المؤتمرين يدعون إلى الشفافية ! والنظام قائم على ( التشفي) – وليس هناك فرق بينهما في عرف النظام فجذر الكلمتين واحد-  ويدعون إلى منع الجشع وإلى محاسبة المسببين لذلك ، والقضاء على المافيات القديمة والجديدة ! في البلدين الشقيقين ! ألا ترون أن مطالبهم هذه زادت عن حدها وتطاولوا على أرباب النعمة وأسياد البلد ؟! فلا بد من إجراء يعيد الخارجين على القانون إلى الرشَد.

لكل هذه الأسباب متفرقة ومجتمعة ، ولغيرها ما ذُكر منها وما لم يذكر نرى أن النظام تصرف بعفوية! مطلقة ، واتخذ قراره بما ينفع ويفيد وسيستأصل المتمردين الآبقين ، فقد طفح الكيل ، وبلغ السيل الزبى ، ولا بد للشرفاء في هذا الوطن أن يحافظوا عليه وعلى مكتسباته ضد الإمبريالية والخونة من عملائها !!. ودام الوطن عزيزاً في ظل آل " مَسـَد " دون غيظ ولا حسد.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ