ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 27/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مؤتمرات الأحزاب والنقابات العربية في دمشق ...

أي رسالة وأي جواب

الطاهر إبراهيم *

حصل ما كنا توقعناه عندما بدأت الوفود العربية تتقاطر إلى دمشق تزعم أنها جاءت لتوجه رسالة إلى واشنطن أن دمشق ليست وحدها وأن جماهير الشعب المثقف من نقابات وأحزاب

تقف مع سورية في وجه الاستهداف الأمريكي لها. فقد حذرنا ،في حينه، من  قراءة النظام الخاطئة لهذا التأييد، وعبرنا عن خشيتنا أن يعتبره تفويضا له، فيتخذه غطاء لقمع السوريين أكثر، وهو في مأمن من أن يتهم من قبل من أيده.  

في هذه المرحلة كان النظام السوري يشعر بالعزلة المضروبة حوله، حيث لم يكن بعيدا اليوم الذي تم فيه إرغامه من قبل المجتمع الدولي على سحب الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005، بعد ثلاثة عقود من الوصاية على لبنان. كما أن التحقيق في مقتل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الشهيد رفيق الحريري بدأ يضرب حصارا نفسيا حوله، ويضيق الخناق على ضباط الاستخبارات السورية الذين كان لهم علاقة بشكل أو بآخر مع ضباط لبنانيين اشتبه بهم في جريمة اغتيال الحريري. بل إن اسم الرئيس "بشار أسد" ذكر في أكثر من موقع في تقرير القاضي الألماني "ديتليف ميليس" رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري وصار مطلوبا التحقيق معه ومع أخيه "ماهر أسد" وصهره "آصف شوكت" كمشتبه بهم في الجريمة. وقد تم التحقيق مع الرئيس في شهر نيسان الماضي.

الضغوط المستحدثة هذه ضد قادة النظام السوري، والتي بدأت تسحب أقدامهم أكثر فأكثر للغوص في مستنقعها، كانت نتيجة طبيعية للقرار الخطأ الذي اتخذه الرئيس السوري عندما أصر على تمديد رئاسة الرئيس اللبناني "أمين لحود" المنتهية ولايته، مفضلا الإبحار معاكسا لتيار المجتمع الدولي الذي رفض التمديد، وضد معارضة لبنانية شعبية متزايدة كونت تيارا عريضا لم يعد ممكنا إهماله.

كل ذلك جاء ليضاف إلى ضغوط واشنطن على النظام السوري بعد أن تم احتلال العراق في نيسان 2003، وما رافق ذلك من طلبات تعجيزية كان منها الطلب إلى دمشق أن ترسل  وحدات سورية لمقاتلة المقاومة العراقية المتنامية في غرب العراق.

كان يمكن أن يكون التعاطف مع النظام في وجه الاستهداف الأمريكي مقبولا لو كان هذا الاستهداف بسبب مواقف سورية وطنية ضد واشنطن. أما حقيقة الحال فكانت خلاف ذلك، بعد أن قل أهمية دور النظام  كشرطي مفوض لتأديب معارضي واشنطن في المنطقة، بينما يرغب أن  يستمر هذا الدور، مقابل بقائه في لبنان كما كان الحال في عهد الرئيس الراحل. (ونستعجل فنقول –في وجه المشككين- أنه قبل عدة أشهر من احتلال بغداد كانت ما تزال –وربما حتى الآن-عناصر المخابرات الأمريكية تجول في حلب ومدن سورية أخرى سمح لها النظام أن تتعقب عناصر عربية مزعومة قيل أنها اشتركت في تفجيرات سبتمبر من عام 2001 ).

ضمن هذه الأجواء التي أشرنا إلى بعضها، تتابعت المؤتمرات التي سعى منظموها أن تكون وقفة شجاعة مع سورية، دون أن يسأل هؤلاء أنفسهم من يدعمون في هذه المؤتمرات؟ هل هي سورية الوطن والشعب؟ أم هو النظام الذي غامر وقامر بمقدرات سورية ،لتدعيم بقائه في سدة الحكم ؟ بل أين هو الشعب السوري في هذه المؤتمرات، وكأن الأرض التي تقام عليها هي بلاد "الواق واق" وليست دمشق التي يسميها المواطن السوري "شام" مع ما لهذه الكلمة من معاني ومدلولات.

وهكذا وضع قادة تلك الأحزاب وسام الاستحقاق على صدر الرئيس السوري عندما قال أحدهم بأنهم سيتخذون خطاب الرئيس،- استمر عدة ساعات على مسرح مكان اللقاء، وتكلم فيه عن كل شيء وحول كل شيء إلا عما يريده الشعب السوري الذي كان الغائب الأكبر- وثيقة رسمية من وثائق المؤتمر.

وقبل أن ينفض سامر القوم، كان قد أُعطِيَ "أمرُ القتال" لأجهزة أمن النظام، فتعقبوا كل من فتح فاه بكلمة أو أجرى مداد قلمه بعبارة أو إشارة إلى ما يجري في سورية من قمع وفساد واستبداد. وبين عشية وضحاها أعيد ملء السجون من جديد. أما السادة رؤساء الأحزاب والنقابات، فقد سكتوا سكوت أهل القبور عما يجري في سورية من اعتقالات، كأن الاعتقال لا يجري في بلد عربي كانوا في ضيافته قبل عدة أسابيع، بل في إحدى جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية. وكيف يتكلم من كان ما يزال "في فيه" بقايا طعام فنادق الخمس نجوم في دمشق التي استضافت علية القوم هؤلاء.  

كلمات أخيرة لابد منها: فإذا كان رؤساء الأحزاب والنقابات قد اتخذوا خطاب الرئيس وثيقة من وثائق مؤتمراتهم، فقد قننوا للظلم وأعانوا الظالم على ظلمه ومزقوا مبادئ أحزابهم التي تغنوا بها، وداس النقابيون على ميثاق الشرف الذي أقسم كل نقابي من أول يوم انتسب إلى النقابة أن يلتزم به.

فالمحامي أقسم أن يكون نصيرا للمظلوم، وأن يترافع عنه ضد الظالم ولو كانت الحكومات العربية. فما باله ينسى هذا القسم وهو في سورية "شام" العرب؟ وما باله لا يسأل عن زميله

"حبيب عيسى" المرمي في المعتقل، لِمَ لم يحضر المؤتمر؟ أم أن القضية تخص المحامين  العرب كلهم ماعدا المحامين السوريين؟. وكيف يقبل المحامون العرب حضور مؤتمر في دمشق التي يحكم فيها ،بموجب قانون الموت 49، بالإعدام على مجرد الانتماء للإخوان المسلمين؟، أم أن هذه قضية لا تدخل ضمن اختصاصات المحامين؟

الصحافي الذي أقسم على أن يحافظ على شرف الكلمة، يدافع عنها في وطنه، فيعتقل ويحكم عليه بالسجن، يحضر مؤتمرا للصحافيين العرب في دمشق، يجرى حديثا مطولا مع الرئيس السوري، ليقول لنا من خلال المقابلة أن القيادة السورية تتصدى بكل عزم للهجمة الأمريكية  .وكأنه يريد منا أن نتحمل آلامنا ولا نرفع صوتا، لأنه "لاصوت يعلو فوق صوت المعركة"  في سورية. هذا الصحافي لم يقل لنا أين هي هذه المعركة، والجولان المحتل ما يزال محتلا لم تطلق فيه رصاصة واحدة منذ وقّع الرئيس الراحل على الهدنة (أسماها الإعلام السوري "وقف إطلاق النار" وما يزال واقفا على مدى أكثر من ثلاثة عقود) مع إسرائيل بمساعي العزيز "هنري كيسنجر" في عام 1974 .ونحن نسأل هذا الصحافي العربي: هل الظلم حرام في مصر حلال في سورية؟ سكت الصحافيون عن اعتقال إخوانهم في سورية، وندد مثقفون مصريون باعتقالات المثقفين السوريين، يُذكر المحسن، ويذكّر المسيء.

الأحزاب العربية التي تشكو من تهميش حكوماتها لها، وتشكو من ضيق مساحة الحرية في بلدانها، ما بالها تقيم المؤتمرات في سورية التي تمنع منعا باتا قيام أحزاب مرخص لها؟ بل لا يوجد فيها أي هامش للحرية، حتى في أبسط حقوق المواطن في التعبير عن رأيه في مستقبل بلده، كما حصل عندما وقع عدد من المثقفين مع إخوانهم المثقفين اللبنانيين على إعلاني "دمشق –بيروت"، "بيروت- دمشق" فأُلقي كثير منهم في المعتقلات، مثل "ميشيل كيلو"، و"أنور البني" وغيرهما. أحزاب إسلامية وعربية حضرت المؤتمر، وتغيب الحزب "الوطني  اليمني للإصلاح" ليعرب عن احتجاجه عن تغييب الحريات في سورية. يذكر الحزب الذي أحسن، ويذكر الحزب المسيء، ليعرف المحسن من المسيء.  

وفود المؤتمرين إلى دمشق تتربص أنظمتها بها، وسيكون حضورهم لهذه المؤتمرات سببا كافيا للأنظمة إذا قررت البطش بهم. فقد رضوا ببطش النظام السوري بإخوانهم السوريين، وسيقول لهم ضباط الأمن في بلدانهم أنتم رضيتم بواقع إخوانكم في سورية، فتعالوا نسويكم بهم ........ أليس هذا هوا جواب الرسالة التي حملوها معهم إلى دمشق؟.

*كاتب سوري

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ