جبهة
الخلاص الوطني ....
خيارالضرورة
د.
نصر حسن
نعم خيار الضرورة الذي تفرضه
الظروف الكارثية التي تعيشها
سورية , وخيار الضرورة الذي
يفرضه إنقاذ سورية من هذا
النظام الذي فقد توازنه وتوقف
مؤشر بوصلته على إتجاه وحيد هو
قمع وإهانة الشعب والتمادي في
الإعتقالات لكل النشطاء
السياسيين ومنظمات حقوق
الإنسان ولجان المجتمع المدني
وإرجاع شبح الماضي اللعين ليخيم
على سورية من جديد جارّا ً
البلاد إلى حالة الفوضى والفتنة
التي لم يعد الشعب السوري قادرا
ًعلى تحملها ,لأنه وصل إلى حالة
الإنهاك بحكم سياسة الإرهاب
والقتل والسجون والفقرالتي
استمرت لعقود , حالة إنهاك أشبه
بلحظة إنفجار لاأحد يعرف خطورة
شظاياها وحرائقها .
نعم خيار الضرورة التي فرضتها
ظروف التمزق والتشتت بين أطراف
المعارضة والسير في الإتجاهات
المتعاكسة وخارج الطريق
العقلاني الوطني الصحيح , عمل
ويعمل النظام المنحرف أيضا ً عن
الطريق الوطني الصحيح وعن
الأهداف الوطنية الصحيحة في
سورية, يساعده في ذلك كم هائل من
المنحرفين هنا وهناك الذين لاهم
لهم سوى تمزيق المعارضة
ومحاصرتها والإلتفاف على كل
بوادر عمل تجميعي وطني يحاول
الرد على انحراف الإستبداد
وانحراف الآخرين الذين يدورون
في دائرته والذين يوجهون السهام
السامة الحاقدة على الشعب
وطلائعه الوطنية والديموقراطية
في داخل سورية وخارجها .
نعم خيار الضرورة الذي يمثل
الهجوم الوطني المعاكس على
الإنحراف والمنحرفين والذين
يعملون على العديد من الخطوط
السياسية في الداخل والخارج
لإختراق المعارضة وتفتيتها
وخلط أوراقها وتلوينها بألوان
النظام القبيحة التي شوهت الشعب
ووضعته في كم كبير من الخيارات
الخاطئة والمضرة بمصلحة الشعب
والوطن ووحدتهما , والإصرارعلى
إرجاع سورية إلى الوراء سياسيا
ً وإقتصاديا وإنسانيا ً.
جبهة الخلاص الوطني تمثل خيار
الضرورة الوطنية في تحديد نقطة
البدء للطريق الصحيح والفعل
الوطني المطلوب لإنقاذ الوطن
والشعب من مجهول لاأحد يستطيع
أن يتكهن أين ستكون نهاياته ,
وهي رد حقيقي فعلي وعملي على
خيارات الإستبداد ورهان الفوضى
والإرهاب الذي يمارسه النظام
طويلا ً على كافةالجبهات , رد
فرضته الظروف الكارثية التي
تعيشها سورية ولكنه عقلاني مؤسس
على أعمدة ومفاصل وطنية حقيقية
قادرةعلى وقف التدهوروحماية
سورية من الإنهيار .
وخيار الضرورة هذا يجب أن يكون
خيار حل لمحنة سورية , وبما أنه
خيار حل لهذا يجب اعتماد
العلمية والشفافية والصدق ووضع
المشكلة في إطارها الموضوعي
لتحليلها وفكفكة عقدها وفهمها
في إطار الظروف الداخلية
المحيطة بها لتجاوزها بأمان
والعبور إلى مستقبل آمنا ً
للجميع .
وخيار الضرورة هذا يتطلب من
الجبهة أن تضع الأرضية الوطنية
الصحيحية باعتماد صيغ العمل
الديموقراطي الشفاف والتعاون
مع كل مفيد وفرزالأمور بغية
إيضاحها لا إقصاء بعضها , أي
توضيح هويتها الوطنية في وقت
يحاول النظام خلط أوراق
المعارضة الوطنية الشريفة
بأوراقه وأوراق عملاؤه في
الداخل والخارج لتشويه الأمور
بحالة من الغباء الشديد للدخول
على خط المعارضة ومحاولة
إحتوائها أو تضليل بعضها أو
حرفها بصراعات جانبية بينية
لتضييع طاقتها وإسقاط دورها
كبيديل وطني له .
وخيار الضرورة الذي هو خيار حل
للأزمة الوطنية يجب أن تكون
أولى خطواته هو تجاوز الفردية
والحزبية المغلقة وخطاب الماضي
المتناحر وغير المتفاعل الذي
تمسّك به الجميع على ساحة العمل
السياسي في سورية والذي أنتج
الإستبداد الذي ضرب الجميع
بسوطه وتطور إلى أسوأ شكل
للفردية والديكتاتورية التي
تتمثل بالإستبداد الذي عبث
ويعبث بالشعب والوطن بشكل مخيف ,
يجب القطع مع هذا السلوك وإحلال
صيغ العمل المؤسسي والبناء
السليم عليه سياسيا ً ووطنيا ً
وجبهويا ً ويعبرعن مشاركة
الجميع في تحديد خيار الحل
وكيفية الحل وزمن الحل وماهي
احتمالات الفشل والنجاح ,وماهي
البدائل التي تحافظ على وحدة
واستقرار البلاد تحت كل الظروف,
وماهوالعمل بعد الحل , أي ماهو
البرنامج الإنتقالي للمرحلة
القادمة بعد التغيير ؟!.
وكون جبهة الخلاص الوطني سوف
تعقد مؤتمرها القادم في 4- 5
حزيران 2006 هذا المؤتمر يجب أن
يكون مؤتمر الضربة القاضية
للإستبداد ومن معه ومن يسانده
ومن يرفع رأسه بانحطاطه ومن
يفتخربه وبالإنتماء إليه
وبجرائمه وبإهانة الإنسان ومن
يحزن عليه ومن يساعده على الظلم
وإشاعة الظلام .
وعلى المؤتمر أن يناقش حزمة من
الأمور التنظيمية والسياسية
الداخلية والخارجية منها:
أولا ً - أن يضع جدول أعمال عملي
ومفيد يكون محوره التغيير
الجذري الشامل بشكل سلمي .
ثانيا ً- أن يتبع آلية العمل
الجماعي الديموقراطي في
تداولاته .
ثالثا ً - أن يكون شفافا ً وعلنيا
ً بعيدا ً عن الباطنية
والأسراروالظلام وصفات نظام
الإستبداد الذي
طبعت العمل السياسي في سورية
خلال المرحلة السابقة.
رابعا ً- أن يناقش بجدية ووضوح
وصراحة حدود جبهة الخلاص الوطني
السياسية وموقفها من بعض
الأطراف الخارجة عن الإجماع
الوطني بشكل كامل .
خامسا ً - أن يمد الجسور الجديدة
والسريعة مع الشعب ويدعم الصلات
مع إعلان دمشق والمثقفين
السوريين واعتماد المرونة
اللازمة في هذا الإطار لقطع
الطريق على النظام في محاولة شق
المعارضة .
سادسا ً - أن يتم تشكيل هيكلية
الجبهة بناء ًعلى أجندة وطنية
خالصة ليست معزولة عن محيطها
العربي والدولي .
سابعا ًً - أن تتجاوز الأخطاء
التي وقعت بها التحالفات
الماضية على مستوى عمل المعارضة
السورية سابقا .
ثامنا ً- أن تكون المشاركة في وضع
الخطط والمشاريع لعمل الجبهة هي
خلاصة تفاعل وآراء الجميع.
تاسعا ًً- الحرص على تمثيل كافة
الأطراف الوطنية على الساحة
السورية التي توافق على المشروع
الوطني للتغيير والبرنامج
التنفيذي له واللذان
تبنتهما الجبهة في مؤتمرها
التأسيسي .
عاشرا ً- أن توضح موقفها على
الساحة العربية وبشكل خاص تحرير
الأراضي العربية المحتلة
وفلسطين والعراق وبقية الأحداث
التي تجري في المنطقة.
حادي عشر – أن تتحرك وفق خطة
شاملة وسريعة على المجتمع
الدولي والأمم المتحدة ومنظمات
حقوق الإنسان لشرح معاناة الشعب
السورية لكسب الشرعية الدولية .
بقي أن نقول : أن قوة المؤتمر
القادم هي
في شرعية مطالبه وأهدافه وعمقه
الشعبي أولا ً , وفي تمثيله لكل
مكونات المجتمع في سورية ثانيا
ً, وفي برنامجه الآمن الذي يعتمد
على التغيير السلمي الذي يجنب
البلاد الفوضى التي يؤسس لها
النظام ثالثا ً, وفي اعتماده على
إسقاط الإستبداد وإقامة البديل
الوطني الديموقراطي التعددي رابعا
ً , وبناء الدولة المدنية التي
يتساوى فيها المواطنون في
الحقوق والواجبات بدون
تمييزخامسا ً, والإحتكام على
أساليب العمل الديموقراطي
وصندوق الإنتخاب الحر النزيه
سادسا ً, ومعالجة كل المشاكل
الوطنية التي أفرزها الإستبداد
على أرضية القانون الحر العادل
النزيه وقطع الطريق على الثأر
والإنتقام والمعالجات الفردية
المضرة بوحدة الشعب سابعا ً,
والإستقلالية في العلاقة مع
المحيط الدولي والإقليمي وعدم
الإنجرار إلى مواقف مضرة بمصلحة
البلاد ثامنا ً, وفي قدرة الجبهة
على الخلاص السلس من الإستبداد
والمباشرة ببناء سورية الجديدة
الحرة الديموقراطية أخيرا ً.
كلمة أخيرة للإستبداد
ومن معه ومن يطبل ويزمر له ومن
لايزال واهما ً بأن الزمن توقف
في لحظة الإستبداد ومن يعمل ليل
نهار على شحنه بقوة إضافية
وتبرع ليكون
عكازا ً له نقول : يقينا ً أن
الإستبداد في أيامه الأخيرة
وهذه حقيقة يجب أن يفهمها
ويتعايش معها ويرتب أموره على
أساسها جميع المعنيين به , حالة
الرحيل والهرب أو العويل والندب
, تفرضها حالة النظام الموضوعية
على الأرض والتي تعكسها
الإعتقالات الطائشة التي طالت
كل أبناء الشعب والكثير من
النشطاء السياسيين ولجان
المجتمع المدني وحقوق الإنسان
والمثقفين والطلاب , وتعكسها
الحالة الإقتصادية التي لامست
حدود الإهانة الإنسانية ,
وتعكسها حالة الخوف الذي يضغط
على صدر النظام والذي سيدفعه
إلى البطش في البداية والقفص في
النهاية ونذكرهم بها ورغم
بساطتها لم يستطع كل الطغاة على
فهمها على مر العصور ....!.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|