برقية
عاجلة إلى وليد الريس :
الحِلم
كوَيـّس.. ياريّس!
ماجد
زاهد الشيباني
1- حين
قرأت مقالتك ، في الدفاع عن جهاد
الزين ، والردّ على (ردّيحة!)
الإخوان ، تحفّز قلمي للردّ على
ردّك ـ مخالفاً بذلك عادته ، في
عدم الرد على كتابات الآخرين
إلا لضرورة ملحّة ..! ويبدو أن
حمَمكَ البركانية ، قد استدعت
إحدى هذه الضرورات الملحّة ..! ـ
فحين قرأت ماكتبه عبيدة نحاس ،
في رده على (الزين) ، وجدته قد
كفاني مؤونة الردّ عليه.. فهو
معبّر حقيقي ، عن موقفي وموقف
الأكثرية الساحقة من
الإخوان المسلمين ـ فيما أزعم ـ
..! سواء من حيث النظر إلى هذه
المسألة ، أم من حيث التعامل مع
الآخرين المخالفين في الرأي ..!
لذا سأكتفي بأسطر قليلة ،
أوجّهها إليك على شكل برقية
عاجلة ، أملتها الضرورة الملحّة
..! وأجزم أنك لاتعرفني ـ فأنا
نكرة غير مقصودة / كما يقول
النحاة / من وجهة نظرك ..! ـ أما
أنت فمفرد علم، فيما يظهَرمن
أسلوبك في التعامل مع الآخرين !
وعدمُ معرفتي الشخصية بك ،
لاينقص من شأنك ، ولا من شأن
أسلوبك المهذب اللطيف !
2- طريقتك
في تعليم كتّاب الإخوان ( كيفية
إيراد الإبل ..) لطيفة ومفيدة ،
وأحسبها تصلح مدرسة في تعليم
سقاية الإبل..! يتعلم منها
الإخوان وغيرهم ، هذا الفنّ
الرفيع..! ولو علم سعد وأخوه
(العَريس المزَعْـفَر) أنك
ستردّ بهذا الأسلوب
(البركاني..أو الصاروخي)على
(ردّيحة ) الإخوان الذين ،
أحسّوا بالضيق والألم ، من
الحديث غير اللبق ، وغير
المنصِف عن قائدهم ، وهو رمز لهم
ولجماعتهم كلها ، من كاتب متّزن
غير سفيه ، هو الأستاذ جهاد
الزين .. أقول لو علم سعد ( ساقي
الإبل)، وأخوه (العريس
المزعفَر)، بطريقتك هذه في
تعليم سقاية الإبل ، لَما قال
سعد معرّضا بأخيه القابع عند
عروسه ، وقت إيراد الإبل :
يَظلّ يومَ وِردِها
مُزَعْـفَرا
وهيَ خَناطيلُ تَجوسُ
الخُضَرا
ولَما
أوعزتْ العروس إلى عريسها (
والفصيح هو لفظ /العروس/ لكلّ
منهما) ، بأن يردّ على أخيه بهذا
البيت :
أوردَها
سَعد وسعد مُـشْـتَمِلْ
ما هكَذا ياسَعد تُورَد
الإبِلْ
ولكانا
تعاونا على إيراد الإبل بصمت ،
وقالا : قد كفانا ( وليد الريّس)
مؤونة تعليم الناس إيرادَ
الإبل..!
3- ما
قاله (الزين) يا (ريّـس) ليس
مجرّد رأي ، يؤخَذ منه ويُردّ ...
بل هو مصادرة ـ بكل معنى الكلمة
ـ ، بل أقسى أنواع المصادرة ..!
مصادرةُ حقّ البيانوني في
التوقيع على إعلانٍ وافقَ رأيَه
واجتهاده . ومصادرةُ حقّ
الموقّعين الآخَرين ، الذين
دعوه إلى التوقيع فاستجاب
لدعوتهم.. مصادرةُ حقّهم في أن
يَدعوا إلى التوقيع مَن يظنّون
أن في توقيعه خيراً لإعلانهم..!
وليس في اعتراضه ( أي : الزين)
مصادرة حقّ فحسب .. بل فيه احتكار
للفهم ، أو(الوعي) السياسي ،
وتجريد الآخرين ـ الذين دعوا
البيانوني للتوقيع ـ منه.. ! هذا
إذا كنتَ ممّن يمحّصون الفروق
بين المصطلحات
، فيدركون الفرق بين الرأي ،
ومصادرةِ حقّ الآخرين في إبداء
آرائهم ، أو بناء مواقف ـ نظرية
وعملية ـ على هذه الآراء.
وهجومُك على الإخوان المسلمين ـ
جملة وتفصيلاً ـ بهذا الشكل (
الصاروخي) المهذب اللطيف !
لمجرّد انتصار بعضهم ، بحرارة
أجّجها الإحساس بالغبن ، من
العدوان على حقّ قائدهم ،
والنيل من مكانته بشكل غير لائق
..! أقول هجومك على الإخوان جملة
وتفصيلاً ، واتهامُهم
بالدكتاتورية ، وتشبيه دفاعهم
المشروع عن حقّهم ، بدكتاتورية
الزمرة الحاكمة في سورية ، بل
ومصادرةُ مستقبلهم السياسي كله
، بحجّة أنهم (سيمارسون!) تسلطاً
كتسلط الزمرة الحاكمة .. ثم
تحريضُك الآخرين على مقاطعتهم ،
وعدمِ وضع أيديهم في أيديهم ..!
أقول إن هذا كله يا(ريّس) إنما
يدشّن مدرسة ( بل جامِعة !) في
تعليم الناس كيفية إيراد الإبل
..! ( وسأعرِض عن أكثر التفصيلات
التي وردت في مقالتك ، لأنها
لاتفعل شيئاً في النفس سوى
إثارة شحناء نحن وإيّاك في غنى
عنها، حتى لو كنتَ وضعت نفسك في
موقع العداء لجماعة الإخوان ،
والتربّص بها، وتسقّط زلاّتها ،
وإطلاق سهام الحقد والبغضاء
تجاهها ، بمناسبة وبلا مناسبة ،
كما يفعل الكثيرون ..! لأسباب قد
نعرفها نحن وأنت ، وأخرى قد
نعرفها نحن وتجهلها أنت، وأخرى
قد نجهلها نحن وأنت ، وأخرى قد
يجهلها حتى أصحابها، الذين
يردّدون مايقال لهم ، وما يملى
عليهم.. ـ وما نحسبك كذلك ..! ـ) .
4- لن
أكلف نفسي بمهمّة تعليمك قواعدَ
اللغة العربية ، والكتابة بشكل
سليم خال من أخطاء اللغة والنحو
.. فليس هذا من شأني . ولا من شأني
أن أنصحك بعرض مقالتك التي
تكتبها على مدقّق لغويّ ، حرصاً
على سمعتك وعلىاحترام المادّة
التي تكتبها .. فأنت أدرى بما
ينفعك ..! ولو ادّعيتَ أنك أعلم
في اللغة ، من سيبويه، والخليل
بن أحمد ، والأصمعي ، وابن جنّي
، وعلماء اللغة جميعاً.. فهذا
لايهمّني في قليل أو كثير! وحسبي
أنني استطعت أن أتـلمّس بين
أخطائك اللغوية والنحوية (
إصاباتك الفكرية والسياسية
والخلقية..!) وهذه ميزة رفيعة
لكتابتك ؛ أن يفهم القارئ منها،
وهي مفعمة بالأخطاء ، ماالذي
تريد أن تقوله للناس ، إن لم يكن
كلّه فجلّه..!
5- اعذرني
على اقتباسي عنوان برقيتي هذه ـ
التي طالت للضرورة التي تراها
في سطورها ـ من الأغنية
المعروفة :( البحر كويّس ..
ياريّس). فقد دعاني إلى هذا
الاقتباس أمران: اسمك( الريّس)..
واندفاعك الذي أحسبه ـ وأرجو أن
يكون كذلك ـ نابعاً من إخلاص ،
ويحتاج إلى بعض الحِلم ..!
6- شهادتك
للسيد البيانوني بأنه (بسلوكه
ومواقفه رسَم لنفسه صورة معتدلة
، ولكنها واقعية ومعقولة ) تدلّ
على أن لديك استعداداً للإنصاف
، يمكنك أن تطوّره وتصقله
وتنمّيه ، حتى يصبح الإنصاف
طبعاً لديك ، وسِمَةً تظهر في
كتاباتك ..! وربّما يَغسل هذه
الكتابات من التشبيهات غير
اللائقة ، من مثل ( زعران الساعة
في حلب !) حتى وإن كانت هذه
التشبيهات ، تدلّ على أن لديك
خبرة بحلب واهلها..! وإن كنتُ لا
أرغب لك ، أن تنسب إلى نفسك هذه
الخبرة التي ذكرتها..! فحلب
مدينة عريقة كريمة،
فيها مآثر كثيرة ، وخبرات
مشرّفة كثيرة ، ويمكنك أن
تختارمنها ، ماتراه لائقاً بك ،
وبالقراء الذين توجّه إليهم
كتاباتك..! وأحسبك لو استعرضتَ
كل ماكتبه كتّاب الإخوان ، في
الردّ على جهاد الزين ـ الذي
دفعَتك حميّتك إلى الانتصارله،
واستكثرت على كتاب الإخوان ، أن
ينتصروا لقائدهم بالحق ـ لما
وجدتَ ، فيما كتبوا ، تشبيهاً
مثل تشبيهك هذا ! (وإن كنت
لاأنكر، أن في ردود بعضهم كلمات
جارحة ، كان ينبغي عدم إيرادها ،
لأنها جاوزت حدود الحق في الرد
..والانتصار للحقّ لايكون إلا
بالحقّ ، وفي حدود الحق !).
7- ولو
صنفتُـك في خانة الأعداء لقلتُ
، إزاء شهادتك بحقّ البيانوني :(
والفضل ماشهدت به الأعداء ) ! إلا
أنني أتمنّى أن تكون أخاً
كريماً ، بأيّ معنى تشاء من
معاني الأخوّة : أخوّة الوطن ،
أو الدين ، أوالأصل ، أو
الإنسانية ، أو الإحساس
بالاضطهاد ، أو البحث عن مستقبل
مشرق لبلادنا مفعم بالحرية
والعزّة والكرامة ، أو الحرص
على الأدب والإنصاف في معاملة
الآخرين..! وأرجو أن تكون شهادتك
في الأخ البيانوني ، هي العنوان
الذي تقرأ صفحة الإخوان
المسلمين من خلاله ، فهو عنوان
حقيقي لجماعة الإخوان المسلمين
في سورية ، لابموقعه ـ بصفته
مراقباً عاماًـ
فحسب ، بل بما يجسّده ،
أيضاً ، في نفسه ، من قيم وفضائل
وأخلاق ، يطمح إلى التحلّي
بمثلها كثير من الناس ..! والمثل
الدارج يقول : ( المكتوب يُقرأ من
عنوانه ) . ولن نكلفك أن تعرف عنه
، ماعرفه إخوانه أبناء صفّه،
والآخرون الذين تعاملوا معه
وخبروه عن كثب ـ بمن فيهم الخصوم
السياسيون له ولجماعته ـ ..!
وأحسبك لو عرفت عن الرجل
ماعرفوا، لامتلأ قلبك وعقلك
حباً واحتراماً له ، ولظننت به
وبحماعته خيراً ، غير الذي ذكرت
في مقالتك ..!
8- وفّقنا الله وإيّاك ، إلى
مايحبّ ويرضى ، من صالح القول
والعمل ، وطهّر نيّاتنا من
النفاق ، وأقوالنا وأفعالنا من
الخطَل والزلَل ، وقلوبنا من
الزيغ ، وعقولنا من الاعوجاج ..
فهو ـ وحدَه ـ الهادي إلى الحق
والخير والهدى والصواب.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|