يارجال
الأمن السوري.. المركب يغرق..
فـلحساب
من تظلمون الناس..!؟
عبدالله
القحطاني
1- أنتم
الوجه الأقبَح ـ الذي تنعكس في
ملامحه أسوأ درجات اللؤم والغدر
والإجرام ـ لهذا الحكم القبيح ..!
وأنتم القفّازالقذر، الذي
يلبسه عند ممارسة الأعمال
القذرة بحقّ أهلكم وشعبكم ..!
وأنتم سَوطه الذي يجلد به أجساد
مواطنيكم ، وسيفه الذي يقطع به
رؤوس الناس ، من أهلكم
وأصدقائكم وجيرانكم وزملائكم ..!
2- فـلحساب
مَن تعملون !؟ ولمصلحة مَن
تسخّرون أنفسكم مطايا ذليلة ،
وأجَراء محتقَرين ، في هذا
المستنقع الآسن !؟
• لحساب
الوطن ومصلحته !؟ : إذا قلتم: (نعم)
، زدتم احتقاركم لأنفسكم ،
واحتقار الناس لكم ، لأنكم
تعلمون أنكم تكذبون ، والناس في
بلادكم يعلمون أنكم تكذبون ..!
فأيّ وطن هذا ، الذي تخدمون
مصلحته بهذه النذالات ، التي
تمارسونها باختياركم، أورغماً
عنكم ـ بموجب الأوامر الصادرة
إليكم ـ !؟
• لحساب
أنفسكم ، ومصلحة أبنائكم
ونسائكم !؟ : إذا قلتم: (نعم)
فأنتم جهلَة حمقى مخدوعون ..!
فأيّة مصلحة لكم ، أو لأبنائكم
ونسائكم ، في هذا المال ، الذي
تأخذونه لقاء ماتمارسونه من
جرائم بشعة بحقّ مواطنيكم ، من
مداهمات واعتقالات وإهانات،
ومن حبس وشتم وتعذيب ..! حتى لو
كان هذا المال يَعدل مال قارون
..! فكيف به إذا كان لايسدّ حاجات
البيوت ، للأكثرية الساحقة منكم
، من ضباط وصفّ ضباط وأفراد ،
ومدنيين..!؟ ومَن يعجز راتبه عن
سدّ حاجته ، يلجأ إلى المال
الحرام ، الذي ينهبه من الناس ،
غصباً أو ابتزازاً ، وهو نار
تحرق من يأكلها ، في الدنيا قبل
الآخرة..! / ومَن يظنّ أن عمله هذا
، يحقّق له نوعاً من الوجاهة أو
الهيبة ، فهو أبله مغرور،
لايعرف معنى الوجاهة ، ولامعنى
الهيبة ..! لأن الناس لاينظرون
إلى هذه المهنة ، إلاّ نظرة
الكره والاحتقار، لها
وللعاملين فيها ، بسبب الأذى
الدائم ، الذي يصيبهم ممّن
يعملون فيها ، حتى لوكان بعضهم
شريفاً كريم الطبع ، مخلصاً في
عمله ..! لأن الإخلاص في العمل ـ
في هذه الأجهزة ـ في ظلّ هذا
الحكم الفاسد المجرم ، هو بحدّ
ذاته فساد وإجرام ..! إذ هو ـ
بالضرورة ـ وبالٌ على الناس
الذين يعتبرهم النظام المجرم
أعداء له ، ويكلفكم بملاحقتهم
وحبسهم وتعذيبهم ، وربما قتل
بعضهم تحت التعذيب ، من ضربات
سياطكم ، أو ركلات نعالكم ..!
وينعكس هذا كله، على سمعتكم عند
الناس ، وعلى مستقبل أولادكم
بين أبناء جيلهم ، ويسجل في
صفحات أعمالكم ، لتحاسَبوا عليه
يوم القيامة..! فأيّ شرف هذا ،
لكم ولأولادكم وأحفادكم..! وأيّ
ثواب هذا ، الذي تنالونه في
الدنيا والآخرة ، من هذا العمل
الإجرامي القذر..!؟/.
• لحساب
النظام الحاكم !؟:
- لو
قلتم : (نعم ) ، لكنتم صادقين ! حتى
لوكانت نيّاتكم الحقيقية ، هي
أن تخدموا انفسكم وأسَركم ..!
لأنكم ـ أنتم وأسركم ـ
لاتستفيدون إلا الكره
والاحتقار من الناس ! أمّا
النظام الذي يوظّفكم ، ويسخّركم
لأذى الناس ، فسرعان
مايتخلىعنكم، ويخلعكم من
مواقعكم ، كما يَخلع الحذاء
البالي من قدميه ، ثم يلقي بكل
منكم في المكان الذي يراه
مناسباً له ! سواء أكان هذا
المكان قبراً ، أم سجناً ، أم
مَنفى ، أم سلّة مهملات..! وهاهي
ذي الأمثلة الحية ، تمرّ من
أمامكم ، بين حين وآخر، من
رؤسائكم الكبار.. وممّن
يَـلونهم ، حتى أدنى رتبة ..!
لاتشفع للكبير نياشينه ، ولا
للصغير ضآلة شأنه..!
- ولو
قلتم : (لا.. لانعمل لحساب النظام
الحاكم ومصلحته).. لكنتم أيضا
صادقين! لأنكم
ـ بجرائمكم التي تمارسونها
ضدّ أبناء شعبكم ، باسم النظام ـ
تدمّرون هذا النظام؛ إذ تَنخرون
الأساس الذي يقوم عليه بنيانه !
ولا يحتاج بعد ذلك ، إلاّ إلى
هبّة ريح قويّة، حتى ينهارعلى
رؤوسكم ، ورؤوس المجرمين حميعاً
، وهو يظنّ نفسه يحافظ على بقائه
واستقراره ، بالجرائم التي
يكلفكم بها ضدّ أبناء شعبكم ..!
وإذا كنتم ـ أنتم وبعض كبار
المجرمين في أجهزتكم ـ لاتدركون
هذه الحقيقة ، فلا بدّ أن يكون
في أجهزتكم بعض العقلاء ، الذين
يدركون عواقب الظلم ، ونتائجه
الكارثية على صانعيه، من كبار
المجرمين وصغارهم..!
3- إن
سفينة النظام المجرم توشك على
الغرق ـ علمتم هذا أم جهلتموه ـ
..! وإن الناس الذين ظلمتموهم ،
يعرفونكم واحداً واحداً..! فإلى
متى تظلون ملتصقين بهذه السفينة
البائسة البالية ، وتعرّضون
أنفسكم لغضب شعبكم ، وللمحاكمات
التي ستنصف منكم أصحابَ الحقوق
، الذين نكبتموهم في أفراد من
أهليهم ، أو في أموالهم ،أو في
كراماتهم..!؟ إن طريق التوبة
مايزال مفتوحاً أمامكم ، وإن
عودتكم إلى شعبكم وكرمه وسماحته
، خير لكم من التمادي في هذا
الباطل الذي أنتم فيه ، تخدمون
هذه الزمرة المجرمة الآيلة إلى
السقوط..! ففكّروا جيّداً ،
وباشِروا بخدمة شعبكم ، في
مواقعكم التي أنتم فيها ، منذ
الآن . فهي مواقع للوطن والشعب ،
لا لعصابة المجرمين الذين
دمّروا الوطن ، وأذلّوا الشعب..!
وليبحث كلّ منكم عمّن يطمئنّ
إليه ، ويثق به ، من أبناء شعبه
في المعارضة الوطنية ، ويُعلِمه
بأنه منحاز إلى صفّ شعبه ، وأنه
مستعدّ للتكفيرعن جرائمه التي
اقترفها بحق شعبه ، وتقديم
المساعدة التي يستطيعها ، من
موقعه الذي هو فيه .. وليعجّل في
ذلك قبل فوات الأوان ، وعندها لن
ينفعه الندم..! ونحن نعلم جيّداً
، أن فيكم مواطنين صالحين شرفاء
، يبجثون عن فرصة يثبِتون فيها
ولاءهم الحقيقي لوطنهم وشعبهم ،
من خلال عمل جادّ ، للتخلص من
تسلّط هذه العصابة المجرمة..!
كما نعلم أن فيكم ضعافاً ،
استغلّت العصابة ضعفهم ،
وسخّرتهم لاضطهاد شعبهم ،
وإذلاله ، ونهب ثرواته..
وينتظرون الفرصة المناسبة ،
للتخلص ممّا هم فيه ، من ضعف وذل
وهوان ، والعودة إلى شعبهم
الكريم الأبيّ ، ليحِسّوا معه،
وبين أبنائه ، بالكرامة والإباء..!
( ولا تظنّوا كلمتنا هذه ، التي
نوجّهها إليكم ، نوعاً من الحرب
النفسية ضدّكم ! فالحرب النفسية
لاتوجّه ضدّكم أنتم ، ولا
نوجّهها نحن..! بل توجّه ضدّنا ،
من قبل النظام المجرم ، الذي
يوظّفكم في خدمته ، لمحاربتنا،
ومحاربة كل مواطن حرّ شريف،
يأبى أن يستبيح القتلَة واللصوص
بلاده، ويُذلّوا
شعبه..! إن هذه الكلمة، التي
نوجّهها إليكم ، إنّما هي نصيحة
، من مواطنين يحبّون بلادهم ،
ويحرصون على أبناء شعبهم ، في
سائر مواقعهم ، حتى لو ارتكبوا
أخطاء أو جرائم بحق الشعب ،
ماداموا قد قرروا التوبة عن
جرائمهم ، ومناصرةَ شعبهم ضدّ
العصابة الفاسدة المجرمة ، التي
عاثت فساداً في البلاد ، وملأت
نفوس الناس ألماً وسخطاً ،
لكثرة ماصبّت عليهم من مآس
وويلات..!) .
4- لقد
كان بودّنا ـ علِم الله ـ أن
نخاطبكم بلغة أرقى من هذه ،
وأكثر تهذيباً ولطفاً..! إلاّ أن
معرفتنا باللغة التي عوّدكم
عليها رؤساؤكم في حديثهم معكم ،
واللغةِ التي تستعملونها في
حديثكم مع مواطنيكم ـ بحكم
الأوامر الثابتة في أجهزتكم ،
وبحكم العادة الطويلة المستقرة
، التي صارت عرفاً ـ .. هذه
المعرفة بلغتِكم ، هي التي
فَرضت علينا أن نخاطبكم باللغة
التي ترونها أمامكم ، لأن فهمها
واستيعابها أسهل عليكم ، وأقرب
إلى نفوسكم التي تشرّبتْها إلى
حدّ الإدمان ..! والقاعدة
البلاغية تقول : (البلاغة هي
مطابقة الكلام لمقتضى الحال..!) .
وتظلّ لغتناهذه ـ مع ذلك ـ أرقّ
وألطف بكثير، من تلك
التي ألِفتموها وأدمنتموها..!
ولعلّنا لو خاطبناكم باللغة
المهذّبة ، التي ألزَمْنا
أنفسنا بأن نخاطب الآخرين بها ،
لتلفّت بعضكم إلى بعض في حَيرة ،
وتساءلتم باستغراب وتعجّب:(
ماذا قال آنفاً !؟).فاعذرونا على
هذا الاستثناء، الذي لانلجأ
إليه ، في العادة ، إلاّ مضطرين
، وبالقدر الذي تفرضه الضرورة !
ونسأل الله ، أن يعينكم على
التخلص من لغتكم المعتادة لديكم
، في التعامل مع شعبكم، ويعيننا
على التخلص من اللجوء الاضطراري
، إلى لغة لانحبّ مخاطبة
مواطنينا بها..!
ولقد
أفردنا اللغة بفقرة خاصّة ، في
خطابنا هذا إليكم ـ كما تلاحظون
ـ ، لِما لها من أهمية بالغة، في
التواصل بين المواطنين عامّة ،
وفي تواصل أبناء الوطن مع أجهزة
مصمَّمة لإذلالهم واضطهادهم
خاصّة ! ومعلوم أن الكلمة
الجارحة هي من أهمّ وسائل
الاضطهاد والإذلال ، في نظر من
يحسّون بقيمتها وخطورتها ، من
أصحاب النفوس الأبيّة الكريمة..!
جعلكم الله منهم في القريب
العاجل..!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|