إعلان
دمشق.. وجبهة الخلاص ..
والمعارضات الأخرى..
بين
واجب الوقت ، وحُكم الضرورة ..!
عبدالله
القحطاني
أ- واجب
الوقت :
1- إنقاذ
البلاد من براثن العصابة
المجرمة الفاسدة ، ومن الأخطار
الراهنة والقادمة ، المترتّبة
على فسادها .. أهمّ واجبات الوقت
، بالنسبة لقوى المعارضة جميعاً
، فيما نحسب ..!
2- الديموقراطية
هدف أساسي مركزي ، لقوى
المعارضة كلها ، فيما نظنّ ..!
3- السعي
إلى تحقيق الهدف المذكورآنفاً ،
هو واجب ـ مِن قَبيل تحصيل
الحاصل ـ على كل قادرعليه ، ممن
وضَعوا أنفسهم في موقع
المعارضة..!
4-
أول مقتضيات السعي وأهمّها
، هو التعاون بين الساعين إلى
تحقيق الهدف، في إطار ماهو
مشترك ومتفّق عليه ، ـ انطلاقا
من المبدأ المعروف :نعمل فيما
اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا
بعضاً فيما اختلفنا فيه ـ ..
وحشدُ الطاقات جميعاً في إطار
واحد ، وتوجيه جهودها باتّجاه
واحد ، هو إزاحة الصخرة الجاثمة
على صدر الشعب ، منذ عشرات
السنين .
هذا
بعض ما يتعلق بواجب الوقت ،
ومقتضياتِ أدائه..!
ب-
حكم الضرورة :
ثمّة ضرورات تمنع بعض
المعارضين ، من الحركة المطلوبة
بالشكل المطلوب.. وأهمّها:
• الضرورات
الأمنية :
- الأجهزة
الأمنية المسعورة ، ترصد كل
حركة لقوى المعارضة ، أفراداً
وتجمّعات .. فتداهم ، وتعتقل ،
وتحقّق ، وتمنع من السفر..! ممّا
يوجب الحذرعلى الجميع.(لكن
الحذر لا يوجب القعود ، ولا يجيز
حَمل المِعول المضادّ ، أو
القلم المضاد ، أو ترديدَ
الكلام المضادّ ..! فما هذا
استجابةٌ لدواعي الحذَر، بل
ارتماء في الحضن المضادّ..!
فالضرورة تقدّر بقدرها..! ومن لم
يستطع الصلاة قائماً فليصلّها
قاعداً ، من باب الرخصة التي
تجيزها الضرورة ! لكن الضرورة
لاتجيز إسقاط الصلاة ، عمّن
يعتقد بوجوبها عليه .. ومن باب
أولى ، لاتجيز له شتم الصلاة..!).
• الضرورات
الخاصّة : الصحية والأسرية
والمالية .. وهذه تقدّر بقدرها ،
حسب كلّ منها ، وحسب ظروف
صاحبها..! لكن ليس ثمّة واحدة
منها ، تجيز للمعارض المؤمن
بموقفه ـ إذا كان صادقاً فيه ،
مدركاً لأبعاده ومقتضياته ـ أن
يَجلد زملاءه في المعارضة ،
بسوط خصمه ، أو بقلم خصمه ، أو
بلسان خصمه..!
• الضرورات
السياسية / الخلقية : وهذه تعني ـ
بوضوح ـ ألاّ ينجرّ فريق معارض ،
أو شخص معارض ، إلى الدخول في
صراعات جانبية ، مع المعارضات
الأخرى ، الحقيقية منها
و(الديكورية!) .. سواء أكانت هذه
المعارضات تتمثل في أشخاص أم في
تجمّعات ..! فمن الحكمة ترك هذه
المعارضات تعبّرعن نفسها ،
بالأساليب التي تراها مناسبة ..
ففي هذا مكاسب عدّة أهمها :
- توفير
الوقت للعمل الجادّ ، لخدمة
الهدف المركزي.
- معرفة
ماعند الآخرين ، ممّا يفيد
العمل أو يؤذيه .
- كشف
واقع المعارضات ، الحقيقية و(
الديكورية) أمام الناس.
- إعطاء
الخائفين ـ من نيّات بعض
الفرقاء الآخرين في المعارضة ـ
على مستقبلهم السياسي.. أو
مستقبل الوطن ـ .. إعطاؤهم فرصة
للتفكير الهادئ المتوازن ،
واستجلاءِ حقائق الأمور، عبر
الحوار الصريح الجاد البنّاء ،
لتتكون لديهم ثقة كافية ، ووعي
كافٍ ـ من خلال الحساب السياسي
الدقيق ، لمرحلة ماقبل سقوط
الحكم الفاسد ، ومرحلة مابعده ـ
بأن القوى الكبيرة الموجودة على
الساحة ، لاتستطيع أن تنفرد
بالساحة السياسية وحدها ،
وتهمّش الآخرين ـ حتى لو أرادت
ذلك ! ـ وبأن كل صاحب وزن وحجم في
الساحة ، لابدّ أن يأخذ منها ما
يكافئ وزنه وحجمه ، في المناخ
الديموقراطي الحرّ .. ـ وإلاّ
فما الفرق بين الديموقراطية
والدكتاتورية..! ـ ( وبالطبع
لايحقّ لأحد ، أن يطلب من
الآخرين إعطاءه وزناً فوق وزنه
، ولاحجماً أكبر من حجمه.. وإذا
لم يفعلوا تركَ ساحة الحزب الذي
هو فيه ، أو ساحة الحلف الذي هو
فيه ، وطفق يشهّر بالقوى الجادة
الفاعلة في هذا أو ذاك ..!). ثم إن
المِعول الثقيل في مرحلة هدم
الجدار، ( حتى لوكان لبعض
الفرقاء المعارضين رأي خاص بهذا
المعول ..!) هو قوّة للجميع ، يجب
أن يحرص عليها أصحاب المعاول
الأخرى ـ لأنها تسرّع في عملية
الهدم التي يمارسها الجميع ـ ..
لا أن يتكتل بعضهم ضدّها ،
وينسوا الجدار الذي أمامهم ،
متوهّمين أنها ستشكل لنفسها
جداراً آخر، خاصاً بها ،
وتبعدهم عن ساحة العمل ..!
وغنيّ
عن البيان ، أن التحالفات
المرحلية ، المصمَّمة لهدف واحد
هو إسقاط الحكم القائم ، تختلف
بالضرورة ـ جزئياً أو كلياً ..
قليلاً أو كثيراً ـ ، وبحكم منطق
الأشياء وسنن الحياة ، عن
التحالفات التي تلي إسقاط الحكم
المستبدّ ، وتتشكّل في مناخ
ديموقراطي حرّ داخل الوطن..!
وهذا كله يحتاج ـ لاستيعابه
وتَمثّله ـ إلى الحوار الهادئ
الجادّ ، الذي يملأ العقول
وعياً ، والقلوب ثقة واطمئناناً
..!
- تفعيل
فلسفة المتنبي الشعرية في العمل
السياسي ( وهي المتعلّقة
بالمقابلة بين النقص والكمال..
مع ملاحظة أنها لاتصلح إلاّ
لحالات خاصّة..!)
- إثبات
أن المعارضة الحقيقية الجادّة ،
المطالِبة بالديموقراطية ،
صادقة في الشعارات التي ترفعها
؛ إذ هي تسلك سلوكاً ديموقراطيا
حقاً ، بتوسيع صدرها حتى
للمعارضات (الديكورية) التي
نَسي بعضُها معارضةَ الحكم
الفاسد ، وشَغل نفسه بشتم
المعارضة الحقيقية ، المؤهّلة
أكثر من غيرها لإسقاط
الدكتاتورية..!
- الحِلم
على المخطيء قد يعيده إلى جادّة
الصواب.. ـ إذا كان ممّن يميزون
بين الخطأ والصواب ، ولا تَشلّ
أهواءُ نفسه ، قدراتِه الذهنية
عن التمييز بينهما ! ـ .
على أن هذا كله ، لايعني
تركَ الجسد فريسةً للخناجر
المسمومة..!
ولله درّ القائل :
ولا خَيرَ في حِلمٍ ، إذا
لمْ يكنْ لَه
بَوادِرُ تَحميْ صَـفْوه
أنْ يُـكَدّرا
ويبقى دَور الحكمة ، في
التعامل مع الحالات المتباينة ،
هو الأساسَ في سلوك السياسي
الجادّ الحصيف ، الذي يحترم
نفسَه وأهدافه ، والقضيةَ التي
يسعى إلى خدمتِها ، وصونِها من
عبث العابثين..!( ومَنْ يُؤتَ
الحِكمةَ فقدْ أوتِيَ خَيراً
كثيراً ).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|