سوريا
2010
درويش
محمى
d.mehma@hotmail.com
كلمة البعث تم
محوها من قواميس اللغة
وأبجدياتها كما تم شطب كلمة
القائد وصفاته وملحقاته من خلود
وعظمة ورمز وكبير من المجلدات
واللافتات وأزقة الشوارع ، وتم
تحطيم الأصنام وكل التماثيل
التي في قلب المدن وقلبها من حجر
، ولم تعد تستخدم كلمة الرئيس
واستبدلت بالمدير والمشرف
و"طز وألف طز"بالرئيس في
البلد الحديث فهو ليس إلا بموظف
فإن أصلح أفلح وإن لم يفعل أحيل
للمعاش وسرح ، و كحال الرئاسة
كان حال قصورها فحولت الى
مكتبات ومتاحف والقصر الوحيد
الفخم الذي له الإعتباروالكلمة
والسلطان هو قبة البرلمان ، يقر
ويشرع في شؤون البلاد والعباد
ويتحدث ويعكس رغباته و أمنياته
، ولم تعد تجد في طول البلاد
وعرضها قبواً واحداً فقد تم
ردمها ومنعت الأقبية في تصاريح
البناء والعمران حتى لا تكون
ذكرة لأيام المخابرات والظلمات
، والرشوة والفساد لم يعد لهما
وجود فقد رحلت مع أصحابها
وأتباعها ، ولا تجد لها أثر
الواسطات والمحسوبيات والسرقات
لأن المواطن الأنسان يعيش اليوم
في أمان وضمان وحياته مكفولة
وحقوقه مصونة من يوم ولادته
وحتى مماته ، ويكفي المرء أن
يحمل جواز سفر سوري ليحل في أي
بلد من البلدان مسافرٌ سائح
لامنفيٌ لاجئ ،ولم تعد للتفرقة
والتمييز بين الناس مكان فلا
فضل ولا أفضلية لعلوي على سني
ولا أمني على عادي ولا عربي على
كردي إلا بالتقوى والعمل
والإجتهاد.
لم يتباطئ السوريون
ولم تخدعهم العزيمة وكانهم في
صراع مع الزمن في تغيير كل ما له
صلة وعلاقة بالماضي البعثي
وعبثه وأثاره ومنتجاته ، ليس
حقداً ولا إنتقاماً بل رحمة
بأنفسهم وذاكرتهم من صور الرعب
والتعاسة ، حتى العلم "بدلوا
فيه تبديلا" فلم يعد للأحمر
وجود حتى لا يذكر بالدماء التي
هدرت والأرواح التي زهقت كما لم
يعد للأسود وجود حتى لايذكر
بالسجون والمعتقلات وإبقي على
الأبيض وصفائه ورونقه ودلالاته
من أمان وسلام وحرية ،وإسقطت
النجوم من العلم عدا نجمة واحدة
كبيرة ساطعة تدل على مكانة
الإنسان وأهميته وعظمة شأنه
وقدره ، فلا نجومية تعلى فوق
نجومية الإنسان في سوريا عام 2010.
بالتأكيد سيندهش
البعض ويقول: كفانا تنبؤات . وهم
يستمعون لحسنيين هيكل لساعات
ويقراؤن لبرنارت لويس مقالات
وكتييبات ،وقد يقول هذا البعض
وهم محقين في قولهم وتسائلهم
،ما الذي غير في الحال والأحوال
، بعد أن كانت البلاد في قبضة
شلة من الأولاد الطغاة ،
والعباد في حضيض من الرق والذل
والأستعباد.
والحقيقة أنه مجرد
حلم رأيته ورأه أحدهم أو بعضهم
وقرر أن يحلم معي ، ويجعل من
الحلم والعودة الى الوطن حقيقة
، حيث إجتمعت المعارضة السورية
وأحرارها في الخارج ، وكل من رأى
هذا الحلم أو قرأه أوسمع به ،
وقد ضاقت بهم السبل في تحرير
البلاد وخلاص أهله ، فكان قرار
العودة لامحال ، ومواجهة الطغاة
وجه لوجه ، وكان يوم الإستفتاء
الرئاسي الوراثي عام 2007 يوم
الميعاد ويوم دخول المهاجرين
لمكة ، وهبطت الطائرات ملئ
بالأحراروالمنفيين ،يساريين
ويمينيين إسلاميين وليبراليين
عرباً وكرداً ، من كل حدب وصوب ،
فاستقبلتهم المخابرات وسجون
الطغاة ، ولم تمر سوى أيام
وأفاق الناس من السهاد
العميق يحملون الحلم الجميل
،ويعيشونه حلماً وحقيقةً.
لولا الحلم لما كان
نقيضه ،ومارتن لوثر كينغ دائماً
في الذاكرة.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|