ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 15/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الغريب الحبيب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه واهتدى بهديه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

فعندما تفتح أبواب السماء لتستقبل روح المؤمن ، ويبتهج لها الملأ الأعلى ، لأنها روح طيبة لعبد مؤمن طيب طالما صلى صام وذكر الله... حينئذ ينبغي علينا – نحن المؤمنين- أن نعلن تسليمنا الأمر لله تعالى، ونرضى بقضائه ( إنا لله وإنا إليه راجعون) .. وحينئذ علينا أن نخفض رؤوسنا خاشعين لله تعالى ، خاضعين لعظمته.. وهل يجوز لأهل الأرض أن يعترضوا على ما يجري في السماء ؟؟!!..

وإذا علمنا أن الله تبارك وتعالى يرسل ملائكة الرحمة لتبشر المؤمن حين وفاته بالجنة ، وتطمئنه بحسن الخاتمة ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا والآخرة ، ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون. نزلاً من غفور رحيم)

 وإذا علمنا هذا علم اليقين  لأنه خبر جاء من عند الله الجليل فلا شك أننا سنفرح للمؤمن الذي سبقنا إلى رحمة الله وجنته ورضوانه ، لأنه يسرنا ما يسره ويحزننا ما يحزنه .

وإذا كان هناك مسوّغ للحزن فهو بسبب الفراق الذي بعز على النفس البشرية ويشق عليها، لاسيما أن الفقيد رحمه الله بالنسبة إلى بعضنا أخ شقيق ، بعضنا من بعض ولن تعود أمنا – رحمها الله- لتلد لنا أخاً جديداً يعوضنا ما فقدنا، وبالنسبة لبعضنا أب ؛ وهل يعوض الأب؟؟!!... وبالنسبة إلى بعضنا صديق عزيز وفقدُ الصديق لايقل عن فقد الأخ فهو أخ لم تلد أمه.

فَقدُ أخينا أبي أيمن- رحمه الله - مصاب جلل ولكن الذي يعزينا في فقده ويواسينا ماذكرنا سالفاً من حال المؤمن بعد موته ، فهو ضيف الرحمن ونزيله ؛ وحاشا لضيف الرحمن ونزيله أن يضام.

كما يعزيينا في فقده أنه خلّف من بعده خَلَفاً نحسبهم صالحين ولا نزكي على الله أحداً ، وإخوة في الله  كثيرين وتلاميذ نقل إليهم العلم، ولعل بعضهم من ينقل عنه هذا العلم النافع ... وكل ذلك ، بإذن الله تعالى ، ذخر له في صحيفته.

ولعلنا نذكر مكرمة أكرمه الله تعالى بها يعدُّها أكثر الناس أمراً سلبياً مثيراً للحزن ، وهي أنه مات في الغربة بعيداً عن أهله ووطنه.. إلاّ أننا عندما نسمع أو نقرأ كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قائلاً لنا ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ، وكان الله غفوراً رحيماً)، و نسمع أو نقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات غريباً مات شهيداً)، وقوله صلى الله عليه وسلم وهو يعدّد أصناف الشهداء (والمبطون شهيد) وقد مات أخونا محمد رشيد رحمه الله تعالى مبطوناً (مات – رحمه الله - بسرطان في معدته).. حينئذ تقع  في قلوبنا سكينة  وطمأنينة من الله عز وجل أن أبا أيمن واحد ممن شملته رحمة الله وعفوه – بإذن الله -  وأن الموت في الغربة لم يكن للمؤمن إلا رحمة عظيمة ومنحة من الله وفضلاً يؤتيه من يشاءوالله ذو الفضل العظيم.

رحم الله أخانا وحبيبنا وفقيدنا الغالي أبا أيمن محمد رشيد طويل وأسكنه فسيح جناته وجعل لنا في خَلَفِهِ سلواناً وعوضاً للإسلام والمسلمين.

اللهم اغفر لأخينا محمد رشيد واجعله ممن يقال لهم : ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون .

اللهم اغسله بماء الثلج والبرد . اللهم نقه من ذنوبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب .

اللهم شفع فيه عبدك ورسولك ونبيك وحبيبك محمداً صلى الله عليه وسلم، وتقبله في زمرة عبادك الصالحين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.

اللهم لاتحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.

أحبـاب قلبيَ هل أنسى مودتكم      وفي فـؤاديَ نـور  راح يأتَـلِقُ

أحباب قلبي أأنسى حبكم ودمي       يجري فَـيُحمل فيه الشوق والقلَقُ

حاشاي أنسى الذي بيني وبينكم       حتى ولو كان صخر الطود ينفلِقُ

( لتحشرنَّ عظامي بعدما بَلِيَت        يوم الحسـاب وفيها حبكم علِقُ )

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ، وإنا على فراقك يا أبا أيمن لمحزونون، ولا نقول إلاّ مايرضي ربنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

إنا لله وإنا إليه راجعون .

أخوك الذي لاينساك:  أبو معاذ عبد الرحيم طويل

 

نبذة عن الفقيد

- ولد – رحمه الله- في قرية كفر داعل قرب مدينة حلب في سورية عام 1947 م.

- كان متفوقاً في دراسته  ، ولم يتقدّم في حياته لاختبار ثم يرسب فيه أبداً.

- درس في دار المعلمين في حلب ، وفي السنة الثالثة تقدم لامتحان الثانوية الأدبي إضافة إلى الصف الثالث فنجح فيهما ، وسجل بعدها في كلية الآداب / قسم اللغة العربية ، ودرس السنة الأولى في الجامعة مع السنة الرابعة في دار المعلمين فنجح فيهما أيضاً وكان ترتيبه في شهادة دار المعلمين الأول ، فعين مدرساً في مدينة حلب ولم يغرَّب سنتين كعادة الخريجين الجدد ، مما ساعده على متابعة دراسته الجامعية وتخرجه بتفوق.

- انتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين في الستينات من القرن الماضي عندما كان طالباً ، ولم يزل يحمل المشعل حتى فارق الحياة.

- درّس في مدارس حلب بضع سنين قبل أن ينتقل إلى المملكة المغربية ليدرّس فيها اللغة العربية أربع سنين. ويدرس دبلوم التخصص في جامعة مكناس ويحصل عليه بتفوق.

-  وأخيراً حطت به  الرحال في الشارقة /الإمارات العربية المتحدة بقي فيها مدرساً منذ عام 1983/1984 حتى وافاه أجله المحتوم في يوم 10/06/2006 م ، رحمه الله وأسكنه جنته.

- كانت له يد طولى في علمي تفسير القرآن الكريم والفقه الشافعي

كان حازماً شديداً على نفسه يروضها على قبول الحق مهما كان مراً ، ولذلك كان محبوباً مِن قِبَلِ مَنَ عَرَفه.

-  لازمه المرض مدة من الزمن ، ولكن لم يمنعه ذلك من أداه مهامه وأعماله ، حتى اشتد به في الشهرين الأخيرين فألزمه الفراش حتى لقي الله تعالى راضياً مرضياً ، بإذن الله.

-  في اليوم الأخير سأل عن وقت الصبح فلما قيل له صار وقت الصلاة تيمم وصلى إيماءً وهو مستلق على فراشه ، فلما انتهى من الصلاة نوى صلاة جديدة وأخرى وأخرى فقال له ولده ماذا تصلي بعد الصبح فأشاح بوجهه عنه ثم تابع الصلاة. ومازال يصلي حتى نقل إلى المستشفى ظهراً .

-  في المستشفى وضعت له الممرضة مقياساً للضغط وربطت خاتم الجهاز بأصبعه السبابة (الشاهدة) فكان يرفض ويشد يده ، ولم يفهموا مراده وكان يطوي سبابته عنهم ، فلما ربطوا الجهاز بأصبع أخرى هدأ واستراح وراح يشير بسبابته بالشهادتين ويتلفظ بهما حتى أسلم الروح لبارئها.

 

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ