المشوار
الأخير في التحقيق الغامض
والفرصة
الأخيرة للنظام
مؤمن
كويفاتيه*
قبل براميرتس كان
المحقق ميلس في قضية التحقيق
باغتيال الشهيد رفيق الحريري
رحمه الله و عندما كان الاخير في
بداية مشواره لمعرفة الجناة
ظهر في نظر النظام السوري
محايدا وموضوعيا ومهنيا الا أنه
وبعد صدور تقريره انقلب بقدرة
قادر الى عميل أجنبي
ومن أصل يهودي وله سوابق
لاتعد ولاتحصى وشنت السلطة عليه
حملة افتراء واسعة لم يستطع
عاقل هضمها وتقبلها ونظرا
لجديته في تناول الامور
وانسجامه مع نفسه أعلن تخليه عن
عمله لان المدة الزمنية المكلف
بها انتهت ليتفرغ لأعماله
الاخرى التي انقطع عنها طوال
هذه الفتره واكتفى بتصريحات من
بعيد دون ان ينغمس في العلاك
البيزنطي الدجاجة جاءت قبل
البيضة او العكس وجاء براميرتس
ليكمل المشوار وليقيم بناءه فوق
الأسس التي وضعها خلفه وليعمل
بصمت عجيب مستفيدا من الدرس
السابق ومراوغا وبذكاء عجيب ولم
يكشف الى الآن لأحد عما في جعبته
من معلومات وما توصل اليه
واستطاع ان يقطع مشوارا طويلا
وصعبا وحافلا بالسريه التامه
وان يصل الى كل الاماكن راضيا
مرضيا عنه الى ان وصل في
استجوابه الى الحصن المنيع الى
البلاط الرئاسي الذي استجوب فيه
الرئيس ونائبه بعدما كان هذا
المحرمات والكبائر والذي كان
يعتبر هذا مساسا بكرامة وسيادة
واستقلال الدوله وخطا احمرا
تراق الدماء من اجله رخيصة اذا
ما فكر احد في تجاوزه .
وبعد اللقاء صار
القاضي مريبا مشكوكا به ثم
سرعان ماتم استدراك الامور
بعدما عرفت الخطوط العريضه
للتقرير والتي جاءت غامضه
ولاتعبر الا عن طبيعة مسيرة
التحقيق قي هذه الفتره والتي
لربما مرة اخرى فهمها النظام
خطأ ولم يأخذها في سياقها
الطبيعي لما يمكن ان يكون عليه
التحقيق من التضليل لهذه الفئة
فعادت لتشير من جديد بعد كتم
الأنفاس والترقب الى مهنية هذا
الرجل ناسين او متناسين لما
يمكن ان يخبئه هذا الرجل من
المفاجآت في المستقبل القريب .
وعودة
الى التقرير الذي رفع الى
الامين العام للامم المتحدة في
9\6\2006 وفي 15 من نفس الشهر والذي
سيناقشه مجلس الامن والذي من
المتوقع ان يصدر عنه التمديد
للجنة التحقيق لستة اشهر أخرى
حسب رغبة الحكومة اللبنانية
التي يسيطر عليها تيار 14آذار أو
شباط وهذا يدل عن مدى التناغم
بين هذه الحكومة والمجتمع
الدولي في الهدف المرسوم من كلا
الطرفين للوصول لحقيقة من قتل
الشهيد الحريري .
وبغض النظر عن مدى
ضلوع النظام المخابراتي السوري
الاستبدادي القمعي العنصري في
هذه الجريمه من عدمه الذي له
سوابق كثيرة في مثل هكذا أعمال
أو ماهو أشد وأنكى من المجازر
الجماعيه بحق شعبه وهدمه للمدن
فوق ساكنيها وقتله لعشرات
الالاف داخل السجون وتشريده
لمئات الآلاف من المفكرين فإن
الذي يعنينا من وراء هذا
الموضوع ان
هذا النظام هو
الآن في ورطة كبيره حقيقيه
ولايريد ان يعترف بها ولايريد
ايضا الخروج منها لانه لم يعي
بعد خطورة الموقف ليضع الشعب
والوطن على مهب الريح وفي مأزق
خطير مثلما فعل تماما النظام
العراقي السابق والذي كان وبغض
النظر ان كان يملك ذاك النظام
الأسلحه النووية او لا يملك ،
ولكن لأنه تقرر التخلص منه
لأسباب كثيره وأهمها أنه بطل
مفعوله وصار ما وصل إليه من فساد
ما يصعب التغاضي عنه ، ومع ذلك
وللحظة الأخيرة كان رافضا
للانفتاح على شعبه والاستناد
اليه مغالطا نفسه بأنه يملك
الرصيد الشعبي الأوسع واذا به
في ارض المعركة وحيدا ليسلم
للقضاء لمحاكمته ..
وكذلك هو الحال مع
النظام البوليسي السوري والذي
الى الآن لا يريد الإستماع إلا
لنفسه وحاشيته ويصر على عدم عقد
المؤتمر الوطني الذي يجمع كافة
شرائح المجتمع والأطياف
السياسية والشخصيات الوطنية
البارزة لإنقاذ الوطن من اخطر
ما يمكن أن يتعرض له ومنذ عقود
طويله بسبب السياسات الحمقاء
التي انتهجتها الحكومات
السابقة ، والعقلية المتخلفة في
إدارة امور الدوله من الأسرة
الحاكمه وسوء ادارة العلاقات مع
الجيران والعالم الخارجي ، ومن
سياسة الاستعلاء والاستكبار
التي يمارسها على شعبه وكذلك في
تخاطبه مع الآخر ومع بقية أفراد
الشعب المغيب تماما عن المشاركة
في الحياة العامه وكذلك
تشكيلاته السياسية والاجتماعية
مما يجعله عاجزا عن الدفاع عن
نفسه ووطنه كما حصل في العراق ،
أو أن يتخذ القرار المناسب فيما
لو كان هناك أي هجوم خارجي لاسمح
الله..
ولئن
(نفد) هذا النظام في السابق وكان
من حسن حظه أن طالت مدة التحقيق
وتمديده وكان عليه الكثير من
الخطوات ليفعلها لتكون سندا له
في حال الإدانة وهي الاعتماد
على الشعب ، ولن يتأتى ذلك سوى
بالانفتاح على المعارضة
والدعوة الى المصالحة الوطنية
وإلغاء القوانين الإستثنائية
الظالمه والإفراج عن جميع سجناء
الرأي ، وأن ينسى تماما الزمان
الذي مضى والذي كان يستطيع ان
يفعل فيه ما يريد لأن الدنيا
تغيرت والشعوب تنورت وعبرت إلى
الآفاق وانها لن ترضى ان تأخذ
أقل مما تريد وما عليه الآخرين
وما كسبته الشعوب الأخرى مهما
كلفها ذلك من التضحيات لانها
دفعت الكثير ولن ترضى بالقليل ،
وبدون النظر للأمور بعقليه
متفتحة للخروج من المأزق العسير
، سيدفع هذا النظام الثمن غاليا
وسيكلف شعبنا الحبيب وامتنا
المزيد من الخسائر والنكبات ،
ولم يتبقى من الزمن
للفترة الأخيره الا اليسير
للوصول الى نهاية التحقيق لوضع
النقاط على الحروف فيمن قتل
ودبر واحكم مؤامرة جريمة العصر
وقتل الحريري و حينها سيفتح
الملف على مصراعيه وسيستدعى كل
من يثبت تورطه مهما علا وأيضا
ستفتح الملفات الباقية جميعها
وستزداد قيمة الفاتوره التي
عليه ان يغطيها هذا النظام
لوحده دون سند وستجتمع الأرض
بأجمعها لمحاسبته من الداخل
والخارج ودون
ان يكون له أي معين وسيشعر
الطغاة حينها بالندم العميق على
ما فرطوا من فرص النجاة وما قدم
لهم من الأيادي البيضاء الصادقة
لمساعدتهم وللخروج بالوطن
بسلام.
*سوري
في اليمن
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|