جبهة
الخلاص الوطني ...
وشيفرة
الاستبداد....
د.نصر
حسن
أصبح معروفا ً لدى الجميع والرأي
العام في سورية على وجه التحديد
أن النظام الفردي المنهاريزداد
انهيارا ً وأبواقه سعيرا ً كلما
عقدت جبهة الخلاص الوطني
اجتماعا ً , وكلما اقتربت
المعارضة السورية من الوصول إلى
تقديم البديل الوطني
الديموقراطي العملي الآمن الذي
ينقذ البلاد من أنياب الطغاة
ومن معهم ,ومن خطورة الحالة التي
أوصل النظام المنحرف سورية
إليها , وقطع الطريق على الفوضى
الذي يؤسس لها النظام عبرتوسله
أن يكون شرطيا ً في مخفر الإرهاب
إلى أن أصبح لعبة بيد الأصحاب .
وليس غريبا ًعلى سلوك النظام
الذي أسس لكل ماتعيشه سورية من
نكبات ومايعيشه الشعب من فقر
وفساد وبؤس وقمع وذل وتقييد
الحريات وملاحقة رموز الحرية
والحريصين على مصير البلاد ,
واستنفار كل أدواته البائسة
والموتورة والحاقدة على الشعب
والوطن , والذي أصبح الوطن كله
أسير رغبتهم الشريرة في
الإستمرارعلى إهانة الكرامة
الإنسانية والوطنية , الإستمرار
على كرسي الإنهيار .
وليس غريبا ً أيضا ًعلى الطغاة
ومعهم كل المنحرفين عن أهداف
الشعب والمنحدرين عن القيم
الوطنية والإنسانية والأخلاقية
, والمزورين لحقائق الأمورالذي
يعيش تحت وطأتها الشعب ,
والمطبلين للإستبداد والمزمرين
ليأس العباد , والمشوهين لإرادة
الشعب في اختياره طريق الخلاص ,
والملتفين حول النظام لحرف
إرادة المعارضة وتشويه رؤيتها
للتغيير , هؤلاء الذين تخشبت
أفكارهم وتدنت أحلامهم وتكلست
عقولهم وانعدمت الرؤية الواضحة
أمامهم لكثرة طبقات الزيف الذي
وضعها الإنحراف أمامهم وتاهوا
وضلوا الطريق الوطني الصحيح ,
ولم يعودوا قادرين سوى على
الفحيح , أفاعي مسمومة تنهش بهذا
الشعب الجريح , الذين يبكون ليل
نهار على أمن النظام
واستقرارالقمع والدعوة إلى
تناوب القمع والتصحيح .
وليس غريبا ً كذلك أن تكون كل
خزينة النظام من السهام الطائشه,
قد وجهها إلى جبهة الخلاص
الوطني التي تمثل خيار
التغييرالحقيقي ضمن
معطيات الواقع السوري
العقلانية , وبعيدا ً عن
الطوباوية والخطابية النمطية
المملة التي يسير عليها النظام
وأبواقه أوصلت الإنسان إلى أن
يكون إما مفقودا ً أو مطاردا ً
أو سجينا ً أو جائعا ً أو مشردا ً
أو صابرا ً أو حائرا ً أو حجرا ً
أو فاسدا ً أو مزمارا ً مقطوع
الأوتار يردد الهذيان في الليل
والنهار بدون عيار, يسبح بحمد
الطاغوت الجبار الخوار .
لكن الغريب هو موقف بعض أطراف
العمل الوطني من جبهة الخلاص ,
والمعيب هو تقاطع سلوك البعض مع
سلوك الإستبدا د فكرا ًوسلوكا ً
وموقفا ً ,والذي يحاول النظام
مستميتا ً لحرف خيار التغيير
وتصويره بآلته المزيفة, وصورتها
الواضحة هي واقع سورية المخيف
اليوم .
وحتى يكون الحديث مباشرا ً
ومفيدا ً نترك النوايا جانبا ً
وننظر للأمور على مبدأ المحسوس
والملموس ونعطي الفرصة للبرامج
تتكلم عن نفسها وعلى الشعب أن
يحكم على مصداقيتها وسلوكها
ونبتعد عن هذيان النظام ومن معه
,لأن هذه هي طبيعته ولن يغير
منها شيئا ً تلبية لرغبة
المعارضة السورية أو الشعب
السوري , أو استحقاقات المرحلة
التي لايدري عنها شيئا ً, ولم
يغير من طبيعته ضياع
فلسطين وضياع الجولان واللواء
وضياع الإنسان ولا كل هذا
الحريق المشتعل حوله في المنطقة
الذي يحرق الأخضر واليابس ,
والنظام أيضا ًعلى حاله من
أربعين عاما ً يابسا ً متيبس في
سلوك واحد وصنم ٍ واحد وظلم
متعدد الأشكال وسلوك واحد هو
قمع الشعب والإمعان في تجويعه
وإهانته,وزيادة الطين بلة بأن
النظام أصبح متسول بائس هنا
وهناك .
ولعل هذا الهجوم على جبهة الخلاص
الوطني فيه
من الفائدة التي لم تستطع عيون
النظام غير الوطنية من رؤيتها,
ولامجسات الإستشعار السياسية
والأمنية ولافروع الدراسات
الإستراتيجية التي كلها توقفت
وتعطلت عن العمل على نقطة
انحطاط الفساد وصدأت منذ عشرات
السنين .
ولعل قدرة جبهة الخلاص على فك
شيفرة الإستبداد وفتح صفحاته
وتركها عارية ً وبعثرة ملفاته
على قباحتها ,وتصميمها على
مسحها من ذاكرة الوطن والشعب
عبر خيار التغيير الواضح الذي
يلامس مشكلة كل فرد في سورية
ووضع الحل العملي لها والتأسيس
لبناء سورية الجديدة الحرة
الديموقراطية الذي يكون للفرد
فيها وزن إنساني وقيمة وطنية
وحق في الحياة الحرة الكريمة ,
فك شيفرة الإستبداد هو كشف
القناع عنه وعن كل المشاركين
معه في ظلم هذا الشعب وإهانته.
ولعل المفيد أيضا ً أن جبهة
الخلاص الوطني
تبنت التغيير ,والنظام
المنهاروأبواقه مستمرين في
تبني التشويه والتشهير, وعبر
مشروعها الوطني عن نقلة نوعية
في تطور الفكر السياسي لدى
أطرافها بالتعامل العقلاني مع
الواقع والطلاق مع الخطاب
الطوباوي اللفظي الذي أوصل
سورية إلى هذا المستوى من
الإنهيار, وأن أطراف جبهة
الخلاص هم التعبير الحقيقي عن
وحدة الشعب في سورية وتسامحه
وإصراره على العيش المشترك في
حضن الوطن, يكون فيه الجميع
متساوين ومحترمين , وهذا يمثل
ردا ً على فرديته واختلال عقله
وموازينه الوطنية بالنظرة
التجزيئية إلى أبناء الوطن وردا
ً على ظلمه الذي أدهش كل
ديكتاتوريي وطغاة التاريخ.
ولكل الذين أصابهم الحول في
عيونهم وأفكارهم وإنسانيتهم ,
وأصبحوا لعبة في أرجل الإستبداد
يركلهم على الدوام للتحرك
والنعيق لتشويه صورة المعارضة
الوطنية وأوضحها شكلا ً وفعلا ً
جبهة الخلاص الوطني ,لأنه بدأ
يتحسس حرارة الحريق وما يولد
عنده من طيش في قرب المواجهة مع
الحقيقة المرة ومايمر به من ضيق
, ضيق في الخيارات وضيق في
الطرقات وقرب خاتمة الإنهيارات
.
وقد يكون مستوى الهجوم على جبهة
الخلاص الوطني
هذه المرة هي التي حددت
ساحته بكشف شيفرة الإستبداد
الذي هو مصدر طيشه , حيث كان
مشروع جبهة الخلاص وبرنامجها
محكما ً هذه المرة
فكريا ً وسياسيا ً ووطنيا ً
إجتماعيا ً وتكوينيا ً , لم
يستطع النظام هذه المرة من
إيجاد ثغرة فأ وعز إلى عملاؤه
وأبواقه إلى تضليل أنفسهم في
محاولة يائسة لتضليل الآخرين ,
بإخراج كرتوني مصورا ً أن جبهة
الخلاص الوطني فد أصبحت فارغة
مقاعدها من كثرة أفواج (الشرفاء
الوطنيين من عشاق الديموقراطية
) والمهووسين بالخطابات النارية
والخبطات الإعلامية والوصفات
الترقيعية وعبقريتهم في
الإستطلاع وقراءة النية ,والذين
يركضون مذعورين في الطرقات
المنسية, والذين توهموا أنهم في
جبهة الخلاص وتقمصوها
مستمرين بوهمهم وحقدهم ومحاولة
استمرار الضحك على أنفسهم , وقمة
خداع النفس أن هؤلاء أشبه بمن
يضع رأسه في الرمال عاريا ً
ولانريد الإكمال ,لايرى إلا
الظلام والإستمرار
في الضياع بالأوهام وهوامش الإعلام
.
جبهة الخلاص الوطني هي مؤسسة
وطنية يقودها الحرص على مصلحة
الشعب والوطن وليس الحقد
وامتهان الفتن , وهي حريصة على
كل جهد وطني مخلص , وعلى بتركل
معتوه مفلس أمام نفسه ويريد أن
يبيع إفلاسه إلى نظام مفلس أكثر
منه , مفيدا ً لجبهة الخلاص
الوطني وتهنئة لها على هذه
البداية بكشف عورات الجميع ووضع
كل الأطراف الوطنية والطائفية ,الديكتاتورية
والديموقراطية ,المنحرفة
والسوية ,المنهارة والمحتارة ,
المأجورة والمسعورة
,الكاذبة والصادقة كل أمام
بضاعته وعلى الشعب أن يختار ما
يريد , تهنئة لجبهة الخلاص
الوطني على بداية التحديد .
وأخيرا ً لكل الذين يكرهون
الحياة والتطور والطريق
المستقيم , نسألهم ماهو
المبررالموضوعي للخوف والعجز
عن الحوار مع جبهة الخلاص
الوطني مصرين على الشجار وتغطية
العار , ووصفها بأوصافهم
ويسقطون عليها فرديتهم وقلة
حيائهم وعجزهم وألوانهم ,
الحقيقة قد تحجب مؤقتا ً وستظهر
كل انحرافاتهم وحقدهم على الوطن
وحرصهم على استمرار الإنحراف
والخطايا والظلم والظلام , وإلى
كل العاجزين عن مواكبة الحياة
الصحيحة وتصحيح انحرافاتهم
والذين أنتجهم الإنحراف
فأصبحوا في ألفة معه بل جزءا ً
منه , نقول : أن قوة الإنسان
ووطنيته هو في قدرته على رؤية
الخطأ والصواب , ورؤية الإنحراف
والإستقامة ورؤية مصلحته
ومصلحة الوطن , وأمانه الشخصي
وأمان الوطن , وتحسس الجمود
وتجازوه والتفاعل مع الزمن
والوطن , هنا تكمن إنسانية الفرد
وقدرته ووطنيته وتجاوبه مع هموم
شعبه وقوة إرادته في البحث عن
الحل .
بقي أن نقول : ليس في أي فرد
مايغرينا سوى بموقفه الوطني
الشجاع أمام نفسه وأمام الشعب
وأمام خطورة الظروف التي تحاصر
سورية وتدفعها عبر النظام إلى
المجهول , وتحية لكل الذين
يكتبون تاريخهم بأنفسهم
وسلوكهم وموقفهم الوطني في هذه
المرحلة العصيبة من تاريخ سورية
حتى لايزوره المزورون , ونفس
التحية نخبؤها لكل الشرفاء من
أبناء الوطن باختلاف مواقعهم في
النظام المترددين في حسم أمرهم ,
حان الوقت للوقوف بجانب الشعب
والوطن .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|