ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 19/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من يحكم سوريا اليوم ؟

د. هشـام الشـامي

عندما يعدُ الدكتور بشار حافظ الأسد منذ خطاب القسم قبل ست سنوات بجملة من الوعود الوردية و الإصلاحات ، و يعترف بوجود أخطاء و قضايا فساد و تجاوزات ، و يقول أنه سيعمل على معالجتها و إنهائها ، و يرفع شعارات الإصلاح و التطوير ، و لكن و بعد ست سنوات من استلامه السلطة لا يتحقق شيء مما وعد به .

و عندما يعد الرئيس بشار في أكثر من مناسبة ، و في خطبه الرسمية ، و مقابلاته الصحفية ، بمحاربة الفساد و المفسدين ، و معالجة مشاكل الفقر التي لا ترحم و لا تنتظر التأجيل حسب تعبيره ، و يجعلها من أولياته ، و لكن الفساد يستمر في طغيانه ، و نهب ما تبقى من خيرات هذا الوطن ، و تتفاقم حالة الفقر و الجوع و البطالة في المجتمع أكثر و أكثر ، حتى أصبح أكثر أفراد المجتمع السوري تحت خط الفقر حسب التصريحات الرسمية ، و ما خفي كان أعظم .

و عندما يعد الرئيس أكثر من مرة ، بحل مشكلة الأكراد ، و الاعتراف بهم شركاء في الوطن ، و لهم كل الحقوق  و عليهم كل واجبات المواطنة ، و إنهاء مشكلة البدون منهم ( بالتكرم عليهم و إعطائهم الجنسية السورية ) .

و عندما تكثر الوعود من الرئيس بحل كل مشكلات المواطنين السوريين داخل و خارج الوطن ( و ما أكثرها ) ، و يصفه أبواق نظامه بالرئيس الشاب المنفتح ، الذي سيحل كل المشاكل الإدارية و الاقتصادية و السياسية ( و يجيب الديب من ديله ) ، و لكن لا يتحقق شيء مما وعدنا به ، بل تتفاقم المشاكل و تزداد و تترعرع و تتفاقم ...

كل ذلك يدعونا للتساؤل : لماذا لم يتحقق شيء مما وعد به الرئيس خلال ست سنوات كاملة من حكمه ؟ ( و هذه الفترة تعتبر أكبر بسنتين من الفترة الرئاسية الكاملة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية و التي هي أربع سنوات فقط ).

لن نقول أن الرئيس غير واع لما يقول ، و يصرح تصريحات طائشة غير مسؤولة ، و أنه ما زال صغيراً و غير مسؤول عن تصريحاته و تصرفاته ، فهذا الكلام لا يستقيم مع رجل تجاوز الرابعة و الثلاثين من عمره عند تعديل الدستور قبل ست سنوات ( باللمسة السحرية العجيبة !!) ليتثنى له خلافة والده في رئاسة الجمهورية !!! ، و هو طبيب و جراح عيون ، و مثقف ( و لو أن ثقافته مفلترة بعدسات خاصة هداها له أبوه ) ، و كانت جهود دولة الأسد كلها  منصبة في تحضيره لرئاسة بلد الحضارة و التاريخ سوريا منذ مقتل أخيه باسل بحادث مروري في أوائل عام 1994م.

فما هو تفسير هذا النكث في العهود و الوعود الإصلاحية إذاً ؟

- هل أن الرئيس أراد أن يكسب الوقت ، و يخدع المواطنين ، بوعوده الإصلاحية الخلبية ، فهو يعبث و يلهو بأحلام المواطنين المساكين ، حتى يتمكن من السيطرة الكاملة و الكلية على أجهزة الدولة ، تماماً كما فعل أبوه في بداية السبعينات ، عندما انقلب على رفاق حزبه و دربه ، بوعود إصلاحية خلبية ،أي على مبدأ إخواننا المصريين ( عم يتمسكن حتى يتمكن ) ؟؟!! .

- أم أن الرئيس هو بالأساس غير مؤمن بإصلاح الدولة و المجتمع في سورية ، و بالتالي ما وعود الرئيس الدكتور إلا كحقن المورفين المسكنة التي تعطى لمريض انتشر السرطان  الخبيث في جسده و غزا الأعضاء الهامة و الحساسة كالكبد و الرئتين ، و لم تعد تنفع معه المعالجة السببية ، فانتقل إلى المعالجة العرضية ، بإعطاء المريض حقن المورفينات المسكنة ؟؟!!.

- أم أن الرئيس يقول عكس ما يفعل عن قصد و إصرار و تصميم ، و هو مدمن على الكذب ، و قلب الحقائق ، و قد أعد من أجل ذلك مطبخ لطهي البحص و دكان لبيع الكلام ، أما حقيقة فهو يؤمن بالمثل القائل : " جوّع كلبك يتبعك " ، أو " القط يحب خنّاقه ".

- أم أن الرئيس نيته إصلاحية فعلاً ، و لكن الأمور ليست بيده ، و ما هو إلا واجهة لحكام فعليين يحكمون من خلف ستار ( أي لا يغني مواله من رأسه ) ، و هؤلاء الحكام الفعليون يرفضون الإصلاح ، و قد أدمنوا على النهب و السلب و يريدون الاستمرار في نهب الدولة و المجتمع حتى الثمالة ، و يمنعون الرئيس الواجهة من تحقيق أهدافه الإصلاحية ؛ و هؤلاء الحكام الفعليون ليسوا أحزاب "الجبهة الوطنية التقدمية" التي هي أيضاً واجهة تعددية لحكم شمولي ديكتاتوري ، و ليس هو الحزب القائد حسب الدستور  "حزب البعث المصادر" ، و لا "الطائفة العلوية المصادرة " أيضاً لصالح شلة فاسدة معدودة ( و هي طوق العائلة الأسدية المقدسة !! ) التي أحكمت الطوق بقوة حول الرئيس الشاب المصادر ؟؟!!.

مهما كان السبب في تأخر تنفيذ الوعود الإصلاحية للرئيس الدكتور ، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة أمام الشعب و التاريخ ، و التاريخ لم يكذب و لن يكذب ، و لسنا بحاجة إلى كلام أكثر مما سمعنا ( و الفص على المضطجع سهل ) ، بعد أن تأخرنا عن كل الأمم و حتى عن دول الجوار التي تعيش نفس ظروفنا و التي كنا نسبقها تاريخياً و حضارياً فأصبحنا خلفها بعقود ، و ما نحتاجه هو أمام فعّال لا قوّال ، لأن المشاكل كلما تراكمت علينا كلما صعب حلها ، فالرطل من المشكلات يحتاج إلى رطلين من الحلول ، و لسنا بحاجة لتجريبكم أكثر مما جربنا ... 

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ